أخبار وتقارير

ليست وليدة اليوم.. تاريخ حافل بالجرائم للحوثي مع القرصنة (تقرير)


       

تقرير عين عدن – خاص

 

لم تتوقف الخسائر التي تسببت فيها هجمات الحوثي البحرية عند عسكرة الولايات المُتحدة وحُلفائها للبحر الأحمر وباب المندب وما ترتب على ذلك من مخاوف عودة أزمة الشحن التجاري إلى اليمن، وتسبب هجمات الحوثي أيضاً في مخاطر وتهديدات اقتصادية جديدة تحيط باليمن نتيجة إقدام عدد من أهم شركات الشحن البحري، على إيقاف عملياتها عبر البحر الأحمر، حيث يعتمد اليمن على استيراد 90% من احتياجاته السلعية من الخارج.

 

هجمات الحوثي تُنعش القرصنة

أزمة جديدة جراء هجمات الحوثي البحرية تمثلت في إنعاش عمليات القرصنة في البحر الأحمر، فقد وجد القراصنة الذين يُعتقد أنهم صوماليون، فرصة للعودة إلى الاستيلاء على السفن، وذلك مع الإرباك الذي سببته الهجمات الحوثية والمساعي الدولية لاحتوائها.

 

قرصنة عدد من السُفن

ومنذ تصعيد الحوثيين هجماتهم، سُجل كثير من محاولات القرصنة في بحر العرب والمحيط الهندي وجنوب البحر الأحمر، حيث نجح الحوثيون في قرصنة الناقلة الدولية "غالاكسي ليدر"، فيما نجح قراصنة صوماليون في قرصنة سفينة بلغارية وأخرى سريلانكية، حيث أعلنت البحرية السريلانكية، في ظل الغليان والتطورات التي تشهدها المياه الإقليمية اليمنية، أن أشخاصاً يُشتبه في أنّهم قراصنة صوماليون استولوا على سفينة صيد سريلانكية تحمل طاقماً مكوّناً من 6 أفراد، في أحدث هجوم على السفن في المحيط الهندي.

 

عودة القرصنة

بدوره، أفاد المتحدث باسم البحرية السريلانكية، غايان ويكراماسوريا، أنه جرى اختطاف السفينة من قبل قراصنة صوماليين، مضيفاً أن السفينة "لورينزو بوتا 4"، احتُجزت، على بعد نحو 840 ميلاً بحرياً جنوب شرقي العاصمة الصومالية مقديشو، فمنذ عام 2017، نجحت أول محاولة للقراصنة الصوماليين، في 16 ديسمبر الماضي، حيث اختطفوا سفينة الشحن "إم في روين" المملوكة لبلغاريا والتي ترفع علم مالطا، على بعد 380 ميلاً بحرياً شرق جزيرة سقطرى اليمنية.

 

فتح شهية القراصنة

وفي موازاة ذلك يبدو أن الاستيلاء على السفينتين فتح شهية القراصنة، حيث قالت "هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية"، إنها تلقت بلاغاً عن اقتراب قارب على متنه 5 أفراد بينهم مسلحون من سفينة على بعد 70 ميلاً بحرياً شمال غربي بوصاصو في الصومال، كما ذكرت الهيئة، أن "الفريق الأمني المسلح أطلق طلقتين تحذيريتين وابتعد القارب"، مضيفة أن جميع طاقم السفينة في أمان وأنهم واصلوا طريقهم نحو وجهتهم.

 

علاقة الحوثي بالقراصنة

وكان تحالف دعم الشرعية قد كشف في يناير 2022، عن تورط 10 حوثيين في أعمال قرصنة وانتهاكات بالبحر الأحمر هددت الملاحة الدولية وحركة التجارة العالمية، حيث أطلق جماعة الحوثي في حينها أكثر من 100 زورق مفخخ لاستهداف الملاحة الدولية، فيما تعاملت القوات اليمنية المشتركة والتحالف مع 248 لغمًا بحريًّا لتأمين الملاحة في جنوب البحر الأحمر.

 

حوثيون متورطون في أعمال قرصنة

وجاءت أسماء 10 حوثيين متورطين في أعمال استهداف وقرصنة لحركة الملاحة الدولية والسُفن التجارية، وآخرها السفينة "روابي" التي تحمل علم دولة الإمارات، وعلى رأسهم الإرهابي المدرج على قائمة العقوبات الأمريكية، منصور السعادي، وضمت القائمة أيضاً أحمد حلص، ومنذر أحمد يحيى حسان، وشكيب خالد أحمد علوي، وعلي عبد الله يحيى دوم، وناجي سالم أحمد بطلي، حيث أشارت وزارة الخزانة الأمريكية في 3 ماس 2021، إلى أن إدراج القُرصان والإرهابي الحوثي منصور السعدي بالقائمة السوداء جاء لتخطيطه لـ"هجمات دموية ضد وسائل النقل البحري الدولي في البحر الأحمر"، مستهدفًا سفنًا عسكرية ومدنية، بعد تدريبه في إيران.

 

التعرض لسفينة الشحن "روابي"

وتملك جماعة الحوثي سجلًّا حافلًا بالإرهاب في البحر الأحمر، إذ نفذت العشرات من العمليات الإرهابية ضد سفن نفطية وتجارية، ونشرت المئات من الألغام البحرية، كما حاولت تنفيذ هجمات إرهابية بزوارق مفخخة، من هذه الجرائم التعرض لسفينة الشحن "روابي"، والتي تحمل علم الإمارات وتحمل كامل المعدات الميدانية الخاصة بتشغيل المستشفى السعودي الميداني بجزيرة سقطرى ، للقرصنة والاختطاف، أثناء إبحارها قبالة محافظة الحديدة.

 

سفينة إماراتية وناقلة نفط سعودية

وفي الأول من أكتوبر 2016 استهدف الحوثيون سفينة "سويفت" التابعة للبحرية الإماراتية أثناء نقلها مساعدات قبالة ميناء المخا، وبعدها أطلقت الميليشيات صاروخين باتجاه المدمرة الأميركية "يو إس إس ماسون"، وفي مطلع أبريل 2018، تعرضت ناقلة نفط سعودية لهجومٍ حوثي غرب ميناء الحديدة، كما دمر التحالف في 21 يونيو 2019 نحو 5 زوارق مفخخة شمال ميناء الحديدة، كانت تهدد الملاحة الدولية، وفي أواخر عام 2021 شنت الميليشيات الانقلابية هجومًا قرب رأس عيسى على سفينة سعودية وسفينتين من كوريا الجنوبية.

 

أكثر من عملية قرصنة

وسبق أن قرصنت سفينة عمانية تعرف بـ"الراهية" في فبراير 2020، حيث اعتقلت الميليشيات طاقمها المؤلف من 20 بحاراً من الجنسية المصرية والهندية لأكثر من عام، وفي 17 نوفمبر 2019 احتجزت ميليشيات الحوثي سفينة سعودية صغيرة وزورق سحب يحمل علم كوريا الجنوبية، ضمن عملياتها الممنهجة في قرصنة سفن الشحن، وفي يناير 2022، أطلقت ناقلة نداء استغاثة بعد "مضايقة مسلحة" قبالة ميناء الحديدة من قبل الحوثي، فيما أعلنت البحرية البريطانية تلقيها تقارير تفيد بوقوع هجوم على سفينة بالقرب من ميناء رأس عيسى اليمني المطل على البحر الأحمر.