أخبار وتقارير

السفير العمراني: أحمد ماهر ضحية رأيه المخالف


       
روى السفير علي العمراني قصصا عن معاناة ذوي المختفين قسريا منذ عقود.
 
وقال في منشور على فيس بوك : "إحداهن سيدة عدنية، كتبت، مؤخراً،  سردية طويلة ، بعنوان : أين أبي؟، والحكاية إن والدها اختفى في السبعينات، وهي طفلة صغيرة، وظلت تسأل، وما تزال : أين أبي؟.
 
أوضح أن : هناك أخرى، عمرها الآن يشارف على السبعين، قالت لي : خرج أبوها لصلاة الجمعة، في أحد أيام 1976, ولم يعد، حيث تم القاء القبض عليه، وبعد سنتين أو ثلاث، زار الرئيس المدرسة التي تدرس فيها ابنة المعتقل المختفي، وذهبت تسأله عن أبيها، وأجابها : ربما التحق بأصحابه ( الرجعيين ) وردت عليه :  لو كان الأمر كذلك، سيأتينا منه اتصال أو خبر، طوال هذه المدة، فقال الرئيس : يمكن أنه صُرف!.
 
مضيفا أن : أخبرت البنت أمها، بما دار بينها وبين الرئيس، لكن الأم رفضت أن تقيم عزاء، وبقيت على أمل لعله ما يزال على قيد الحياة، ويعود يوماً، وماتت الأم وبعض أبنائها وبناتها، وما يزال الأب، وهو معلم تربوي قدير، مخفيا، ولا تعلم أسرته عن مصيره شيئًا.
 
وأكد أن : حالات كثيرة لأعيان وشيوخ قبائل ومثقفين، نعرفهم، اختفوا منذ حوالي ستة عقود، والتجربة في هذا الجانب مريرة وخطيرة وموجعة والرئيس نفسه، يرحمه الله، انتهى في حادث مأساوي على يد رفاقه، بتهم ملفقة، هناك بوادر مخيفة تتكرر الان.
 
مشددا : الله يلطف بأهل اليمن من الجنون الذي يتكرر في شكل دعاوى زائفة ومآسي قاسية، أكتب هذا وأنا استحضر، مأسأة الصحفي أحمد ماهر، وغيره من أرباب الكلمة في صنعاء وعدن، ذنبهم أنهم يكتبون في الفيسبوك أو التويتر رأي مخالفاً أو مناوئاً، واستحضر حال آخرين كثيرين ذهبوا غيلة، وتركوا عيون دامعة وقلوب حزينة، والجميع من أهلنا وذوينا.
 
وحذر أن لا أحد بمنأى عن المصير المأساوي الذي يستمرئه البعض اليوم ضد خصومهم ، بما في ذلك من يظن الان أنه قادر على القهر والظلم والتجبر والبطش، وفي تاريخنا القريب ألف عظة وعبرة.