أخبار وتقارير

فيديو الصحفي أحمد ماهر وعليه آثار تعذيب يفجر موجة غضب كبيرة ضد الانتقالي


       

أثار ظهور الصحفي أحمد ماهر في فيديو، تداوله نشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي، وعليه آثار التعذيب، موجة غضب كبيرة على الساحة الجنوبية، حيث ندد ناشطون وصحفيون بإجبار ماهر على الادلاء باعترافات تحت التهديد، مطالبين بوضع حد للانتهاكات بحق الإعلام.

 

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي، حملة تضامن واسعة مع الصحفي أحمد ماهر، المختطف في سجون القوات التابعة للمجلس الانتقالي بالعاصمة عدن، وسط مطالبات بسرعة إطلاق سراحه.

 

 وبحسب الفيديو المتداول فقد تم إجبار الصحفي على الحديث في قضايا ملفقة عن طريق تلقينه كلاما فيما يبدو تحت تأثير التعذيب وتهديد السلاح.

 

وفي التسجيل شخص آخر يقوم بتلقين الصحفي "ماهر" التهم وانتزاعها منه بالقوة، فيما تم اختطافه وشقيقه بعد قدومه إلى عدن لقضاء إجازة. 

 

وأكد نشطاء أن بعض القوات التابعة للانتقالي دأبت على إلصاق تهم الإرهاب لخصومها الذين تعرضوا للاختطاف والإخفاء القسري وحيث اطلق سراحهم بعد سنوات من اعتقالهم بأمر من النيابة العامة لعدم وجود أي تهمة عليهم .

 

ودانت نقابة الصحفيين اليوم الأحد، ما تعرض له الصحفي أحمد ماهر المختطف  بعدن.

 

وقالت النقابة في بيان لها، إنها تابعت نقابة فيديو الاعترافات القسرية للصحفي أحمد ماهر الذي اختطف من أمام منزله بدار سعد بمحافظة عدن، واقتيد إلى مكان مجهول، وظهر فيه وقد بدت عليه آثار الإرهاق والتعب جراء التعذيب لإكراهه للإدلاء على نفسه بتهم كاذبة مشينة ولا يقبلها عاقل.

 

واستنكرت النقابة بشدة هذا الأسلوب القمعي والهمجي، ضد صحافي على خلفية ممارسته للمهنة، وتعبيره عن مواقفه وآرائه.

 

وعبرت النقابة عن استهجانها ورفضها اعتماد ما سمتها السلطات في عدن، أسلوب الأجهزة القمعية الشمولية في فترات سابقة، بإهانة الضحايا وإكراههم في ظروف قمعية على الإدلاء باعترافات غير صحيحة، وغير حقيقية لتبرير انتهاكاتها ومخالفاتها لكافة الشرائع السماوية وللدستور والقانون وللمواثيق الدولية لحقوق الإنسان.

 

وحملت النقابة الحكومة والأجهزة الأمنية المسيطرة على محافظة عدن، كامل المسئولية عن هذا الترهيب الذي يعد رسالة تخويف لكافة الصحفيين، وأصحاب الرأي، مجددة مطالبتها بإطلاق سراح الزميل والتحقيق في هذه الجريمة.

 

ودعت النقابة جميع الزملاء الصحفيين، وكافة المنظمات المعنية بحرية الرأي والتعبير، وفي مقدمتها الاتحاد الدولي للصحفيين، واتحاد الصحفيين العرب للتضامن مع الزميل والضغط من أجل إطلاق سراح الزميل، ومحاسبة الجناة.

 

ووصف رئيس لجنة التدريب والتأهيل في نقابة الصحفيين اليمنيين، نبيل الأسيدي، إجبار الصحفي ماهر على الإدلاء باعترافات مزيفة تحت التعذيب بأنه إرهاب مكتمل الأركان.

 

وعلق الصحفي فتحي بن لزرق على اعترافات الصحفي أحمد ماهر بشأن الأعمال الإرهابية بعدن.

 

وقال فتحي بن لزرق في منشور مطول على صفحته بموقع "فيس بوك":  دولة_الدم! شاهدت فيديو الزميل أحمد ماهر وبكيت من كل قلبي وأنا لا أبكي نفسي ، أبدا.. لست حزيناً لأجل أحمد فقط ، انا حزين لأجل هذه البلاد والناس.. الأحلام المؤجلة والبسيطة وحلم الانتظار الطويل.. أمسكت ابني الصغير واحتضنته وبكيت بكيت بكيت ..بكيت حال الناس وحال هذا الوطن وعذاباته وجراحه التي لاتنتهي ..الليل الموحش بلا فجر و لا أمل.. الوطن الكبير الذي ضاق حتى صار أضيق من خرم أبرة..!خارطة مظلومية واعترافات أبريائه وبكاء الأمهات ومناجاة الواحد الأحد في غسق الدجى. الأكف التي ترتفع والحناجر التي تتحشرج ألما وقهراً..

 

وأضاف بن لزرق: "خشيت وأخشى أن يأتي يوم وأقف بنفس المكان وأقول للناس ظلما وقهرا وعدوانا إنني حملت متفجرات وأن أصابع يدي تلوثت بدماء إنسان لا صلة لي بمقتله ..تخيلت نفسي وأنا أدلي بإعترافات طويلة طويلة.. حزين لأن الضحية التالية لانعرف لها اسما ولا لقبا ولا هوية. حزين لأنه قد يأتي يوم ما ستُحمل من داخل منزلك بلا جريرة ولا تهمة ولا ذنب، وكل تهمتك انك قلت (لا) ولا كبيرة..قلمك تهمتك، وضميرك الحي محضر اتهامك، ودفاعك عن الحق ساحة إدانتك.. ويأبى الظالمون إلا أن يتحول هذا الوطن الذي نثرنا فيه أحلامنا على ربوعه ساحة موحشة يطاردون فيها كل شيء ..ويأبى الظالمون إلا أن يصادروا كل شيء، فتصبح كل الربوع خرابة، والانتماء جريمة، والوطن مقصلة للدم، تسيل على أركانها دماء الأماني البسيطة والأحلام المؤجلة بغد أفضل، وحياة فيها من الكرامة النذر اليسير.

 

وتابع: "أنا حزين وموجوع ..لكنني قبل كل هذا أود أن أقول شيئاً. أذا جاء اليوم وشاهدتموني  أقف بنفس المكان وأقول إنني تسلمت عشرات الآلاف من الدولارات وإنني تلوثت بدماء أحد فلا تصدقوا ..لاتصدقوا أبداً ..فو الله ماجرمنا إلا أننا نحاول التشبث بماتبقى من وطن ممزق وكرامة مداسة وحقوق ممتهنة وأن كل ذنبنا أننا حملنا لواء الحق وما أقل من يحمله في زمن القهر والظلم هذا! وربما أننا نصبنا أنفسنا ودون قدرة  ولا تحمل، مدافعين عن الناس وحقوقها وأحلامها ورفضاً للظلم ..

 

واختتم بن لزرق منشوره قائلا: " أقول هذا والله خير الشاهدين...وصبراً وبالله المستعان".

 

وقال الكاتب نبيل البكيري إن قوات الانتقالي صورت فيديو اعترافات الصحفي أحمد ماهر تحت التعذيب والترهيب.

 

ووصف البكيري في تغريدة عبر حسابه في تويتر  ذلك بأنه ينبئ عن "مرحلة انحطاط في كل شيء".

 

وأضاف "لا نفعوا يكونوا حتى مليشيات ولا يقعوا دولة ولا شيء مجرد ادوات إذاء رخيصة ومنحطة"، حد تعبيره.

 

 

أما الصحفي علي الفقيه، فقال "أن تكون مع شرعية الجمهورية اليمنية وتمارس نشاطاً إعلامياً مناهضاً لعبث المجلس الإنتقالي فستجد نفسك في السجن مجبراً على الجلوس أمام الكاميرا والإعتراف أنك إرهابي".

 

وأضاف في تغريدة عبر تويتر "هذا ما يحدث للصحفي العدني ‎احمد ماهر من قهر وتنكيل في ظل حكم العصابات بإشراف "الأخ عيدروس" ومجلس الرئاسة الديكوري".

 

واستنكرت المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين (صدى)، وأدانت بأشد العبارات ما يتعرض له الصحفي أحمد ماهر، من تعذيب واعتقال مستمر، منذ شهر،  بعدن، وانتزاع اعترافات باطلة منه تحت التعذيب.

 

وأعربت المنظمة، في بيانٍ أصدرته اليوم الأحد، عن رفضها محاولة إرهاب الصحفيين، وإلصاق تهم كيدية، وربط الإرهاب بالصحفيين العزل، وهي سابقة خطيرة تهدد العمل الصحفي والصحفيين في اليمن.

 

وحمّلت منظمة صدى المجلس الرئاسي والحكومة المسئولية الكاملة عن سلامة الصحفي ماهر، ودعت للإفراج الفوري عنه بدون قيد أو شرط، كما طالبتهم بتحمل مسؤولياتهم وحماية الصحفيين، ومنع تلك الأعمال المرفوضة وغير القانونية التي تمارس ضد الصحفيين.

 

وعبر البيان عن قلق المنظمة من هذه الممارسات غير القانونية بحق الصحفيين، والاستمرار بملاحقتهم وتلفيق تهم باطلة وكيدية، كما أن هذه الممارسات تنبئ عن مستقبل مظلم ينتظره الصحفيين في مناطق الشرعية ومحاولة لتكميم الأفواه وإرهاب الصحفيين.

 

وجددت (صدى) تضامنها مع الصحفي أحمد ماهر وجميع الصحفيين المختطفين والمعتقلين، ودعت جميع أطراف النزاع في اليمن للتوقف عن استهداف الصحفيين، واحترام حرية الرأي والتعبير، وضمان بيئة مناسبة لعملهم.

 

وكانت مجموعة تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، اختطفت الصحفي أحمد ماهر وشقيقه من منزلهما في مديرية دار سعد بمدينة عدن في السادس من أغسطس الماضي.