أخبار وتقارير

إسرائيل الأكثر أماناً.. ضربات الحوثي البحرية بين تأثر الداخل اليمني وتضرر مصر والأردن ولبنان (تقرير)


       

تقرير عين عدن – خاص

 
الكذب دائمًا ما كان ولا يزال سمة تصريحات قيادات جماعة الحوثي، فمن خلاله يسيطرون على أنصارهم، بإيهامهم بأن كُل ما يتعرضون له من مُعاناة حياتية، مُجرد فاتورة مقاومتهم للقوى الاستعمارية ودعمهم للقضية الفلسطينية، وهُم أبعد ما يكون لذلك، فجماعة الحوثي هي من حققت حلم إسرائيل في تهجير يهود اليمن للأرضي المُحتلة الفلسطينية وبرفقتهم نُسخ تاريخية ونادرة للتوراة، وبالنسبة لإكذوبة دعمهم للمقاومة الفلسطينية، فجماعة الحوثي لم تثأر حتى الآن لقتلاها على يد القوت الامريكية في البحر الأحمر، بالرغم من أن بوارج واشنطن وحُلفائها تملأ البحر الأحمر.
 

العرب الأكثر تضررًا

الأرقام التي أوردتها تقارير غربية تُشير بما لا يدع مجالاً للشك، إلى تصاعد الأضرار عربيا وعالميا، جراء تصعيد حوثي غير مسبوق، في منطقة البحر الأحمر وباب المندب، على خلاف ما ذكرت الجماعة المدعومة إيرانيا، بأن تكلفة تصعيدها سيكون الأعلى على إسرائيل، بهدف إيقاف حربها المستمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي.
 

ضربات الحوثي أصابت اليمن

وقد أشارا خبيران في تصريحات صحفية، إلى أن جماعة الحوثي أطلقوا رصاصاتهم في الاتجاه الخاطئ، حيث اشارا إلى أنه لم يصب عدوها المزعوم بخسائر كبيرة كما تكرر البيانات الحوثية، لكانت أصابت اليمن ذاته ودولا عربية وإقليمية كبرى، بأزمات نقص في العملة وارتفاع أسعار وسط تضخم كبير عالمي يلوح في الأفق، وفق لغة الأرقام.
 

خسائر مصرية كبيرة جراء ضربات الحوثي

وعلى جانب آخر، هُناك أضرار لحقت بعدد من دول المنطقة والعالم، دون أن يكون تأثيرها مماثل على إسرائيل عقب قرار الحوثيين قبل نحو شهر باستهداف السفن التي تعبر لتل أبيب، فعلى سبيل المثال تأثرت حركة الملاحة فى قناة السويس (المصدر الرئيسي للعملة الأجنبية في مصر)، بانخفاض نحو 30% فى الفترة من 1 إلى 14 يناير 2024، وانخفض دخل قناة السويس بنسبة 40% عن نفس الفترة مقارنة بمثيلتها العام الماضى، بانخفاض عدد السفن المارة من 777 سفينة إلى 544 سفينة فى الفترة نفسها.
 

مُطالبة الصين للحوثي بالتوقف

ضربات الحوثي التي تزعم أنها موجهة ضد إسرائيل تسببت إلى حد كبير في وقوع تراجع فى التجارة العالمية بنسبة 1,3% خلال شهرى نوفمبر وديسمبر 2023، بالإضافة لارتفاع أسعار تكلفة الشحن الوارد عبر مضيق باب المندب بنسب وصلت إلى 170%، مع توجه شحن حاويات لتعليق رحلاتها عبر البحر الأحمر حتى إشعار آخر، وهو ما دفع الصين (العدو اللدود لواشنطن) وأكبر مُصدر في العالم، إلى مطالبة الحوثي بوقف المضايقات والهجمات على السفن المدنية، وهو ما يؤكد (حسب خُبراء) أن ضربات الحوثي لها أهداف ليس لها علاقة بمناصرة فلسطين، بل بإعطاء مُبرر لواشنطن لعسكرة البحر الأحمر وباب المندب وبحر العرب.
 

ضربات تمس الداخل اليمني

من جانبه، قال المُحلل السياسي أشرف المنش، في تصريحات صحفية، إن تأثيرات هجمات الحوثي على الملاحة الدولية في البحر الأحمر، تتعدى التداعيات السياسية التي تحاول المليشيات بثها لصالح إيران، وباتت تمس الداخل اليمني بشكل مباشر ووصلت أضرارها إلى مصر والصين والهند وأوروبا من خلال تهديد سلاسل الإمداد، كما أن لها تداعيات خطيرة على مستوى الداخل اليمني أولا لأنها رفعت بالفعل أسعار السلع الغذائية في ظل أزمة متفاقمة أصلا، ووصل تأثيرها إلى الدول المطلة على البحر الأحمر وإلى دول مثل الهند والصين.
 

تأثير الضربات الحوثية على لبنان والأردن

وعلى جانب آخر، أشار سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي، في تصريحات صحفية، إلى أن هُناك أكثر من دولة عربية منها مصر والأردن ولبنان تضرروا من الضربات والهجمات الحوثية، وسببت لهم أزمة كبيرة وستؤثر حوادث الاستيلاء على السفن بالبحر الأحمر أو تهديدها على معدلات النمو والاستثمار والبطالة والسياحة سلبا وسط ضغوط اقتصادية تضخمية كبيرة سابقا، مُشددًا على أن جماعة الحوثي هي حائط صد ضد إيران.