أخبار وتقارير

مُنظمات إغاثية تُعلق عملياتها في اليمن.. ضربات الحوثي لا تؤذي إلا اليمنيين (تقرير)


       

تقرير عين عدن - خاص

يومًا بعد يوم تزداد مُعاناة اليمن جراء الضربات الحوثية البحرية، وكأن (ذراع إيران في اليمن) أرادت من وراء هذه الهجمات زيادة جراح اليمنيين، ففي المُقابل لم تثأر جماعة الحوثي لقتلاها في القصف الأمريكي البريطاني لمعاقلها في اليمن، ولم تصب أي جُندي إسرائيلي أو تستهدف اي بارجة أو سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر، فالجماعة التي نفذت أهداف الصهاينة في تهجير يهود اليمن للأراضي الفلسطينية المُحتلة، لا يُمكن أبدًا أن يؤذوا إسرائيل.

 

مُنظمات إغاثية تُعلق عملياتها في اليمن

ففي مشهد من مشاهد تأثر اليمن سلبيًا جراء القصف الحوثي البحري، حذّرت المُنظمات الإغاثية الدولية العاملة في اليمن من تأثيرات إنسانية كبيرة للتصعيد العسكري بين الحوثيين والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في البحر الأحمر، وقالت إن ذلك سيؤدي إلى وقف العمليات الإنسانية في هذا البلد الذي يحتاج ثلثا سكانه إلى المساعدات، وذكرت أن بعض المنظمات علقت عملياتها، وأخرى في الطريق لأسباب مرتبطة بالوضع الأمني.

 

تفاقم أوضاع المدنيين

وفي بيان مشترك وقّعت عليه 26 منظمة إغاثية عاملة في اليمن، أعربت هذه المنظمات عن قلقها البالغ إزاء الآثار الإنسانية للتصعيد العسكري الأخير في اليمن والبحر الأحمر، وأعادت التذكير بأن الأزمة الإنسانية في هذا البلد لا تزال واحدة من أكبر الأزمات في العالم، ونبهت إلى أن التصعيد لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع بالنسبة للمدنيين الضُعفاء، وإعاقة قدرة منظمات الإغاثة على تقديم الخدمات الحيوية.

 

مخاوف تتعلق بالسلامة والأمن

وبحسب البيان، فإنه وعقب الضربات الأميركية - البريطانية يومي 12 و13 يناير الحالي، اضطرت بعض المنظمات الإنسانية إلى تعليق عملياتها؛ بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة والأمن، بينما قامت منظمات أخرى بتقييم قدرتها على العمل، مُحذرة من أن مزيداً من التصعيد قد يؤدي إلى اضطرار مزيد من المنظمات إلى وقف عملياتها في المناطق التي تشهد أعمالاً عدائية.

 

أولوية للدبلوماسية

المنظمات الإغاثية الدولية حثّت الأطراف الفاعلة كافة على إعطاء الأولوية للقنوات الدبلوماسية على الخيارات العسكرية؛ لتهدئة الأزمة وحماية تقدم جهود السلام في اليمن، وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، وضمان توصيل المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق.

 

تأثيرات كبيرة سيخلفها التصعيد

وقال بيان المُنظمات إن الجهات الفاعلة الإنسانية بدأت تشعر بالفعل بتأثير التهديد الأمني في البحر الأحمر، حيث يؤدي تعطيل التجارة إلى ارتفاع الأسعار والتسبب في تأخير شحنات السلع المنقذة للحياة، ونبهت المنظمات الإغاثية إلى التأثيرات الكبيرة التي سيخلفها التصعيد في البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك الموانئ الاستراتيجية، وتأثيرها في دخول السلع الأساسية إلى بلد يعتمد بشكل كبير على الواردات.

 

تأثر قُدرات المنظمات

وقالت المُنظمات، إن ندرة السلع الأساسية وزيادة تكاليفها، مثل الغذاء والوقود، لن تؤديا إلا إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية الأليمة بالفعل، وزيادة الاعتماد على المساعدات وزيادة مخاطر الحماية، مُحذرة من أن قدرتها على الوصول إلى الفئات السكانية الأكثر ضعفاً قد تأثرت بالفعل؛ بسبب انخفاض التمويل العالمي وتعليق المساعدات الغذائية، الأمر الذي أجبر بعض المنظمات على تقليص عملياتها بشكل كبير.

 

هجمات هدفها التبرير لواشنطن

وأشار خُبراء، إلى أن هجمات الحوثي البحرية التي لا تهدف إلا لإيجاد مُبرر لواشنطن وإسرائيل وحُلفائهم لعسكرة البحر الأحمر، وهدف آخر يتعلق بمحاولة تخفيف الضغط الشعبي على الجماعة التي فشلت في إدارة المناطق التي تحتلها وتُسيطر عليها بقوة السلاح، لا يعنيهم من قريب أو بعيد المواطن اليمني، حيث يعتبرونه مُجرد رقم، وهو ما يظهر جليًا في كم الألغام التي يُفككها مشروع مسام التابع لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.