أخبار وتقارير

دعوة الزنداني أظهرت.. تخادم الإصلاح والحوثي يخرج للعلن (تقرير)


       

عين عدن – تقرير

 
دائًما ما كانت الدلائل تُشير وتؤكد وجود اتفاقات وتعاون بين جماعة الحوثي وحزب الإصلاح (ذراع الإخوان في اليمن)، إلا أن قيادات الحزب الإخواني سعت لإظهار ونفي وجود أي علاقة تربطهم بالحوثيين، بل وأظهروا إلى حد كبير العداء معهم ووسموهم بالانقلابيين والإرهابيين والميليشيا ودأب إعلامهم على نشر التقارير التي تكشف عن جرائمهم وانتهاكاتهم في مناطقهم وإرهابهم الذي طال جميع مُحافظات اليمن ودول الجوار، ولكن الأيام الأخيرة أظهرت هذه العلاقة رسميًا وعلى لسان قيادات الإصلاح.
 

دعوة نجل الزنداني لوقف العداء مع الحوثي

وفي مشهد من مشاهد اعتراف الإصلاحيين بوجود علاقات تربطهم بالحوثيين، قال محمد عبد المجيد الزنداني (النجل الأكبر للشيخ عبدالمجيد الزنداني رجل الدين المعروف والقيادي في حزب الإصلاح)، إنه حان الوقت لوقف حالة العداء بين الإصلاح والحوثي وكافة الأطراف السياسية اليمنية، وذلك عقب ساعات من بيان للشيخ الزنداني دعا فيه لتوحيد الصفوف .
 

لم ننس ولكن!

وأضاف نجل الزنداني (ردًا على مُنتقديه)، إنهم في حزب الإصلاح لم ينسوا عدوان الحوثي على دماج، ولم ينسوا احتلال الحوثي لصنعاء ولجامعة الإيمان ولبيوتنا وبيوت اليمنيين وتفجيرها، مُشيرًا: ولكن من باب الواجب علينا، والوفاء لأمّتنا ولأهلنا في غزة وفلسطين، أن نُعلق ذلك العداء بيننا، وأن ننبذ الخلاف ونوحد صفوفنا في وجه كل قرار أمريكي يدعم العدوان على غزة ويصنف كل من يدعمها في موقفها بالإرهابي، سواء كان ذلك الموقف حقيقياً كما هو في نظر البعض أو صوريًا كما هو في نظر البعض، فهذا هو موقفنا من ذلك مالم يستجد أمران، الأول: إيقاف العدوان على غزة ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا، والثاني: تجدد العدوان علينا من قبل الحوثي في مناطق الشرعية فعند ذلك يجب علينا دفع البغي ورد العدوان. 
 

عودة النمري لصنعاء

وعلى جانب آخر، عبر صحفيون وناشطون تابعون لحزب الاصلاح (فرع تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن) عن رغبتهم بالعودة إلى حضن عصابة الحوثي الإيرانية، فقد عاد على سبيل المثال مُراسل قناة الجزيرة سمير النمري إلى العاصمة صنعاء، التي تُسيطر عليها جماعة الحوثي الانقلابية، وهو مؤشر إلى عودة الوفاق بين الحوثي والإصلاح الإخواني.
 

عودة أسامة قائد

من جهته، أعلن مُدير برامج قناة المهرية الصحفي الإصلاحي أسامة قائد، عن رغبته هو الآخر بالعودة إلى صنعاء، وكتب قائد تغريدة مقتضبة على حسابه بمنصة (إكس)، عبّر فيها عن رغبته بالعودة القريبة إلى صنعاء قائلا: "لابد من صنعاء وإن طال السفر "، حيث يعمل أسامة قائد في قناة المهرية الإصلاحية، والموجهة لخدمة أجندات حزب الإصلاح.
 

تغزل عناصر الإصلاح بالحوثيين

ومنذ سنوات، بدأ سياسيون وصحفيون وناشطون تابعون لحزب الإصلاح بالتقرب من جماعة الحوثي الإيرانية والتغزل بأعمالها الإرهابية التي تستهدف اليمن ودول المنطقة تحت مبرر توحيد الصفوف لدعم القضية الفلسطينية، وذلك في سياق التخادم بين الطرفين اللذان تسببا بانهيار النظام في اليمن، وإسقاط الدولة اليمنية، واندلاع الحرب، وتشريد ملايين اليمنيين، وقطع رواتبهم، وتمزيق البلاد لخدمة أجندات خارجية.
 

تخادم حوثي إخواني لا يخفى على أحد

من جانبه، أكد الصحفي الجنوبي ياسر اليافعي، ان تخادم ‏الإخوان والحوثي دمر البلاد وعرقل تحرير الشمال، وأوضح اليافعي عبر منشور له على منصة  إكس: "هُناك تخادم إخواني حوثي في ساحل حضرموت لم يعد خفي على أحد، إثارة المشاكل والفوضى، والحديث عن الحقوق والحريات مع أن الحقوق تنتهك في صنعاء ومأرب ووصل حد اختطاف النساء واغتصابهن والتنكيل بهن وبشهادتهن في كل القنوات العربية والمحلية .
 

انتهاكات الحوثي بحق النساء

وأرفق الصحفي الجنوبي ياسر اليافعي روابط توضح الانتهاكات الجسيمة التي تعرضن لها نساء داخل السجون السرية لمليشيا الحوثي الإرهابية، مُشيرًا إلى أن ساحل حضرموت تم تأمينه وتحريره من عناصر القاعدة بتضحيات جسيمة للنخبة الحضرمية، بعد ان كان مسرح للفوضى والاغتيالات لكوادر حضرموت، مُتابعا: لم نسمع لهؤلاء المتباكين صوت عندما يقتل أولادنا في شبوة وأبين كل يوم، وكأن دماء الجنوبيين ماء، ولكن نسمع صراخهم عندما يتم اعتقال احد عناصرهم.
 

تخام دمر البلاد وعرقل تحرير الشمال

وأكد ياسر اليافعي، أن الإخوان والحوثي كارثة على اليمن شمالاً وجنوباً وتخادمهما دمر البلاد وعرقل تحرير الشمال، واختتم منشوره بالقول: وللإخوان وين غيرتكم عندما تشاهدون الروابط المرفقة، فقط نرى غيرة كذابة ومخادعة وسياسة عندما يتعلق الأمر بالجنوب وأمنه واستقراره.
 

خطاب الزنداني وإشارة قتل الجنوبيين

من جانبه قال القيادي الجنوبي الشيخ سالم أبوزيد الخليفي، عبر منصة إكس: "مُجرد ما أعلن زعيم حزب الإخوان الشيخ عبدالمجيد الزنداني الاصطفاف مع مليشيات الحوثي الإرهابية تحركت الجبهات على حدود شبوة والضالع، وبدأ العمل الإرهابي بالمصينعة وعُمران والنتيجة عدد من الشهداء الجنوبيين"، مُتسائلًا: "هل خطاب الزنداني إشارة لبدء الهجوم على القوات الجنوبية؟".
 

كَذبات الزنداني الشهيرة

وقال الصحفي والإعلامي محمد العولقي، عبر إكس: "عبد المجيد الزنداني، القيادي في حزب الإصلاح وأحد كبار مؤسسي جماعة الإخوان في اليمن، بعد كذباته الشهيرة أن لديه علاج للسرطان والإيدز، وأن الخلافة الإسلامية ستقام عام 2020م، وأن في نهاية 2023م لن يبقى فقير واحد في اليمن، يطل علينا من مقر أقامتة في تُركيا يدعو أتباعه إلى توحيد الصف مع مليشيا الحوثي، وإطفاء الخلافات ونبذ ما يفرق، وتوحيد الصفوف".
 

انحياز غير مُفاجئ

من جانبه، شن هاني مسهور المُحلل السياسي، هجومًا حادًا على حزب الإصلاح الإخواني في اليمن، وقال في منشور له عبر منصة "إكس": "لم يكن منتظرًا من حزب الإصلاح ذراع الإخوان في اليمن غير الانحياز إلى الحوثيين"، وأضاف: "الذين راهنوا على  هذه الجماعة عليهم أن يعتذروا عن كل ما اقترفوه من خطايا وأخطاء فالجنوب ليس عدوهم أبدًا العدو هذه الجماعات المتأسلمة التي تحارب الدول الوطنية بما فيها دولة الجنوب".
 

جماعة التطرف والإرهاب

وقال الإعلامي مُختار الفقيه عبر منصة إكس: "هذه الروح التسامحية لا تتناسب مع جماعة التطرف والإرهاب الحوثي، يعلم الشيخ الزنداني أن الحوثي فجر منزله، ونهب جامعته وصادر ممتلكاته واعتقل وقتل وشرد طلابه وعائلته، هذه الدعوة تغرر على الجاهلين بحقيقة الحوثي لأنه غير مستعد حتى لإعادة جامعة الإيمان كبرهان على إمكانية التعاطي معها".
 

أمر غير مُستغر

من جانبها قالت الناشطة أروى الشميري: "ضجوني الاصلاحيين بتهمتهم انتِ حوثيه وطلعوا هم الحوثيين، وقريباً سنرى عبدالمجيد الزنداني في سائلة الحوثي، لم استغرب ذلك لانهم اصلاً حلفاء منذ البداية ويخدعون الاغبياء سياسياً السذج بأنهم أعداء، تحالف الإصلاح والحوثي أمر لم استغربه واعرفه وسبق أن حذرت انا الجميع منه".
 

أشبه بخطاب صالح في السبعين

وعلى جانب آخر، قال الأكاديمي أ.د.عبدالله مبارك الغيثي: "الحرب على الجنوب بدأت، و إعلان الزنداني وجوب التصالح و التسامح مع الحوثيين تشبه خطاب علي عبدالله صالح في ميدان السبعين الذي أعلن فيه النفير العام للحرب على الجنوب في 1994".