أخبار وتقارير

الضربات الأمريكية للحوثيين بين التشكيك في جديتها ودلائل تُثبت التخادم الضمني (تقرير)


       

تقرير عين عدن  - خاص

 

أثبت الواقع بما لا يدع مجالًا للشك أن الصراع بين إيران وأذرعها في الدول العربية سواء الحوثيين في اليمن، أو حزب الله في لبنان، أو ميليشيات الملالي في العراق، من جهة، والولايات المُتحدة من جهة أخرى، مُجرد صراع كلامي، فالولايات المُتحدة لم تجد أوفى أو أخلص من نور المالكي (رجل إيران في العراق) لتسلمه مفاتيح بلاد الرافدين بعد احتلال واشنطن لبغداد وإسقاطها صدام حسين (عدو نظام الملالي اللدود)، كما أن واشنطن من خلال مبعوثها في اليمن لم تجد أي غضاضة في الجلوس مع جماعة تتخذ من "الموت لأمريكا"  شعاراً لها، وكأن واشنطن تعلم أنها مُجرد شعارات.

 

تخادم ضمني مُتبادل

‏من جانبه، يصف العميد صادق دويد، الناطق باسم قوات المقاومة الوطنية، في تصريحات صحفية، الضربات الجوية لواشنطن ولندن على أهداف حوثية، بأنها "غير جادة"؛ مُشيرًا إلى أن هذه الضربات تأتي ضمن ما وصفة بـ«التخادم الضمني المتبادل»، وشدد على وجوب دعم موقف الحكومة اليمنية الممثل الشرعي الوحيد لليمن وسيادته.

 

تشكيك في جدية الولايات المُتحدة

خبراء ومُراقبون للوضع، شككوا في جدية الولايات المُتحدة لتدمير القدرات العسكرية لجماعة الحوثي، ويعتقدون أن الضربات التي استهدفت مواقع عسكرية في خمس محافظات، كانت رداً على مهاجمة إحدى المدمرات لا غير، وتوقعوا أن تكون هذه الضربات محدودة كما هو الحال في الرد الأمريكي على الجماعات التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني في العراق.

 

واشنطن هي من أبقت الحوثيين

وأشار الخبراء والمُراقبون، إلى أنهم يعتقدون، أن إبلاغ الولايات المتحدة للحوثيين بنيتها توجيه ضربات على مواقع لهم، تأكيداً على أن الهدف ليس تدمير تلك القدرات، حيث ذكروا بأن الولايات المُتحدة الامريكية نفسها هي من أنقذت الحوثيين في 2018، عندما أوقفوا القوات الحكومية عن تحرير الحديدة وفرضت اتفاق استوكهولم لإبقاء الحوثيين في الداخل اليمني.

 

إجراءات حوثية قبل القصف

من جانبه، قال الصحفي فارس الحميري، إن الضربات الأمريكية البريطانية في مناطق سيطرة الحوثيين استهدفت مواقع، بعضها ليس لها أهمية استراتيجية عسكرية، وأخرى لا تقدم أي دعم للعمليات التي تنفذها الجماعة في البحر الأحمر، مُشيرًا إلى أن الحوثيين وقبل الضربات فكّكوا أهم القواعد العسكرية في الحديدة ونقلوا أسلحة متنوعة، منها أكثر من 100 صاروخ بحري إلى «هناجر» ومنشآت داخل المحافظة ومحافظات مجاورة.

 

ضربات محدودة

وشدد خبير عسكري، في تصريحات صحفية، على أن الطريقة التي تعاملت بها الولايات المتحدة مع الجماعات الإيرانية في العراق والتي استهدفت مواقعها ومبنى سفاراتها تبيّن الطريقة التي سيتم التعامل بها مع الحوثيين، أي أنهم سيكتفون بتنفيذ ضربات محدودة على مواقع للحوثيين رداً على كل استهداف فقط، ويؤكد أن واشنطن تغاضت عن تشكيل «الحشد الشعبي»، وهي تدرك أنه جماعة مذهبية تدين بالولاء لطهران.

 

مراكز لا تشكل أي مركز ثقل للحوثيين

وأشار الخبير العسكري، إلى أن المواقع التي استُهدفت لا تشكل أي مركز ثقل لقدرة الحوثيين العسكرية؛ لأن الجماعة وبمساندة من خبراء «الحرس الثوري» الإيراني و«حزب الله» يجيدون تفكيك الصواريخ وإعادة تركيبها وإخفائها في كهوف جبلية أو وسط مزارع النخيل الكثيفة بالقرب من سواحل البحر الأحمر ويطلقونها من منصات متنقلة.

 

ضربات تصب في مصلحة الحوثيين

من جانبها، أشارت الباحثة اليمنية في شؤون الجماعات المسلحة ندوى الدوسري، في تصريحات صحفية، إلى أن الضربات الأمريكية البريطانية الأخيرة تصبّ في مصلحة الحوثيين، حيث أشارت إلى أن الغارات تعزز رواية الجماعة بأنها في حالة حرب مع «أميركا وإسرائيل»، وهذا وفق تقديرها سيمكن الحوثيين من الاستمرار في عزل وعسكرة السكان، وخاصة الأطفال، وحذرت من أن قنبلة موقوتة في طور التكوين.