أخبار وتقارير

رُعب واستنجاد وخوف من الاغتيال وغياب المعلومات.. تفاصيل اجتماع مجلس حرب الجماعة بقيادة عبدالملك الحوثي (تقرير)


       

تقرير عين عدن - خاص

الرُعب والخوف أصبح سمة لاجتماعات قيادات الحوثي، فكُل قيادي من قيادات الجماعة يتحسس رأسه خوفًا من مصير ينتظره أشبه بمصير قائد الحرس الثوري الإيراني السابق قاسم سُليماني الذي اغتيل في العراق، ومصير القيادي أيضًا في الحرس الثوري رضي الموسوي الذي اغتيل في سوريا، فقد أنهت واشنطن وتل أبيب عليهما دون رد حتى الآن من طهران.

 

تجنب الاغتيال

وكالة “شيبا انتليجينس” الاستخباراتية، كشفت نقلاً عن مصادرها أن الحوثيين يعملون من أجل تجنب اغتيال قادتهم بالطائرات والسفن الأمريكية والبريطانية، وهو ما يشير إلى أن قيادات الحوثي تخشى من سلاح الاغتيال الأمريكي الإسرائيلي، حيث كشف الواقع أن كُل قيادات إيران وأذرعها في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، نحن مرمى الأمريكان والصهاينة.

 

رسالة ضرب قاعدة الديلمي

واشارت مصادر الموقع الاستخباراتي، إلى أن الحوثيين حاولوا قياس جاهزية القوات الدولية وفهم طبيعة الرد بإطلاق صواريخ باليستية بعد الهجمات، وكان هدفهم هو تحديد قواعد الاشتباك الجديدة بشكل أكثر وضوحاً، والرد بضرب الرادارات في قاعدة الديلمي التي تُسيطر عليها الجماعة بعث برسالة جدية للحوثيين، أن كُل قدراتهم العسكرية ومواقعهم معلومة لدى الاستخبارات الأمريكية السي آى ايه والموساد الإسرائيلي.

 

الحوثي لا يمتلك معلومات

وذكرت الوكالة الاستخباراتية، إلى أن تركيز مركز الحرب الحوثي خلال اجتماعه على تقنيات الاتصال والتشويش والرادارات، يعني أنه سيتم معالجة الأهداف مباشرة من خلال معلومات تقنية معقدة عبر الأقمار الصناعية، وليس بناء على معلومات تم جمعها مسبقا.ً، وهو ما يُشير إلى أن جماعة الحوثي ليس عندها أي معلومات استخباراتية عن طبيعة تواجد القوات الأمريكية وحُلفاءها في البحر الأحمر، ما يؤكد ايضًا عن تنصل إيران للجماعة وتركها وحيدة ورفضها إعطاء معلمات استخباراتية للجماعة.

 

مخاوف من هجمات جديدة

بحسب المصادر المجهولة للموقع الاستخباراتي، فإن تقدير الأضرار في الموجة الأولى من الهجمات الأمريكية البريطانية في المجلس الحربي الحوثي يعتبر غير مهم، مع القدرة على استيعاب المزيد من الصدمات الكبيرة، لكن هناك مخاوف جدية بشأن نتائج أي هجمات نوعية جديدة، ولذلك أوصى باتخاذ خطوات للتعامل مع أجهزة المراقبة الدقيقة والتقنيات المتقدمة للولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بما في ذلك الأقمار الصناعية وأجهزة الاتصالات.

 

اغتيال قيادات حوثية

ودفع هذا التطور (حسب ما أفادت به شيبا انتليجينس الاستخباراتي) مجلس الحرب إلى مناقشة جدية تحذير قدمته دولة خليجية بشأن احتمال قيام واشنطن باغتيال قيادات حوثية إذا استمرت الهجمات البحرية أو تضررت القوات الأمريكية، وهو ما يُشير مُجددًا إلى خوف ورُعب حوثي من سلاح الاغتيال الأمريكي الإسرائيلي، خاصة وأنه أثبت نجاحه في التعامل مع أذرع إيران.

 

استنجاد بالمجتمع الدولي

قيادات جماعة الحوثي التي طالما أشارت إلى أن المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية تحت أقدامهم، وجهوا من خلال مجلس الحرب وزارة الخارجية التابعة للجماعة – وغير المعترف بها دولياً- التواصل مع المنظمات الدولية والأممية وخارجيات الدول لإدانة العملية الأمريكية البريطانية، كما طلب الحوثيون من الخارجية الإيرانية الاتصال مع الدول المعارضة للولايات المتحدة في المنطقة، وتكوين قنوات اتصال بالجماعة المسلحة، كما اقترح مجلس الحرب أيضًا على الإيرانيين وأصدقائهم في الولايات المتحدة وبريطانيا، التواصل مع الديمقراطيين التقدميين المعارضين للهجمات في اليمن لزيادة الضغط على الإدارة الأمريكية ووقف استهدافهم.

 

مجلس حرب الحوثيين

ويعتقد أن مجلس حرب الحوثيين يقوده زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، ويضم أعضاء مرتبطين به بشكل وثيق وأقارب مسؤولين عن أجهزة استخباراتية وعسكرية، بينهم اثنان من الأجانب، أحدهما من حزب الله والآخر من الحرس الثوري الإيراني، حيث يختلف هذا المجلس عن مجلس الحرب “الرسمي” الذي يضم وزراء الدفاع والداخلية والمخابرات وقادة عسكريين من خارج أسرة الحوثي، والذي أنشئ نهاية ديسمبر.

 

واستدركت “شيبا انتليجينس” بالقول إن المعلومات تؤكد أن مجلس الحرب الخاص بعبدالملك الحوثي يعتمد على تقارير وتقييمات من جهاز المخابرات ووزارة الدفاع والمؤسسات الحكومية الأخرى التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، بالإضافة إلى مؤسسات داخلية خاصة بالمجموعة تساهم في اتخاذ القرار، بالإضافة لآلية تواصل مع مجلس تنسيق ما يُطلق عليه “محور المقاومة” التابع لإيران.