تساؤلات عدة طُرحت على كافة المستويات حول الرد الحوثي المُنتظر والمُرتقب على الضربات الأمريكية البريطانية لمعاقل الجماعة، فرغم تجدد القصف الأمريكي البريطاني لليوم الثاني على التوالي، إلا أن جماعة الحوثي لم ترد حتى الآن سوى بشعارات جوفاء مُعتادة على شاكلة أسيادها في طهران، وزادت على شعاراتها الجوفاء بصور غير حقيقية تدعي فيها جماعة الحوثي بأنه رد الحوثي على أمريكا.

 

وظهرت في سياق التوعد الحوثي بالرد على الهجمات الأمريكية البريطانية، صور على مواقع التواصل، زعم ناشروها من أنصار ونُشطاء جماعة الحوثي أنها لـ"سفينة أميركية أغرقها الحوثيون في البحر الأحمر"، حيث يتضمن المنشور صورة بارجة نصفها غارقٌ في المياه رفع عليها العلم الأميركي، وجاء في التعليق المرافق لها: "هذه هي حاملة الطائرات الأميركيّة التي أخافت زعماء العرب.. عندما وقعت بين أنياب الأسود اليمنية في البحر الأحمر"، إلا أن الصورة في الحقيقة تعود لسفينة أميركية قديمة غرقت جزئياً في ميناء متحف عسكري بنيويورك عام 2022.

 

وأظهر التفتيش عن الصورة أنها منشورة في حسابات ومواقع إخبارية أميركية عدة عام 2022، مما ينفي صلتها بالأحداث الحالية، وجاء في الأخبار الموافقة لها أنها تعود لبارجة أميركية من الحرب العالمية الثانية غارقة جزئياً في ميناء متحفٍ عسكري بمدينة نيويورك، بسبب فتحة تسربت منها المياه، ويمكن العثور على عدة تقارير إخبارية حول هذه السفينة التي استخدمتها القوات البحرية الأميركية بين عامي 1943 و1965.

 

أنصار الحوثي ونشطاء الجماعة تداولوا أيضًا فيديو لما قالوا عنه إحراق بارجة أمريكية في البحر الأحمر، بعد غارات أمريكية بريطانية على اليمن، إلا أن الحقيقة، هي أن مقطع الفيديو الذي تداوله أنصار الجماعة للإيهام بأنه رد لجماعة الحوثي على القصف الأمريكي البريطاني، هو لانفجار بركان طيني قرب منصة نفطية في بحر قزوين، في يوليو 2021.

 

وتداول نُشطاء وقيادات في الجماعة الحوثية أيضًا، عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مرفق بنص مفاده "استهداف بارجة امريكية في البحر الأحمر بصاروخ الطوفان اليمني"، إلا أن الحقيقة هي أن المنشور المتداول مضلل، إذ أن الفيديو قديم يعود لعام 2016، ويُظهر قيام جماعة الحوثي في حينها باستهداف سفينة إماراتية قرب ميناء المخا على سواحل البحر الأحمر.

 

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، قال نُشطاء، إن الحوثي وإيران لا يستطيعون الرد، كلامهم ومن يتبعهم مثل الكلام في الهواء، هناك ارتفاع معين لهم، وهُناك أجهزة لدى الغرب تخفي طائراتها عن الآخرين، بينما قال الناشط عبد القادر أبو الليم، إن الارتباك والحوٌل الذي أصاب جماعة الحوثي كان واضحاً في  الرد على أمريكا وبريطانيا فقاموا باستهداف ناقلة نفط روسية وهذا بحد ذاته يعبر عن عشوائية انتقائهم للأهداف دون تمييز ويثبتون للعالم أنهم قراصنة يستهدفون سفن العالم أجمع وليست الإسرائيلية فقط.

 

من جهته، قال الناشط السياسي والحقوقي عبد السلام المنصوب، إن الرد الحوثي على استهداف أمريكا وبريطانيا لليمن، سيكون عبر جبهات مأرب وتعز والضالع، أما أمريكا وبريطانيا هما من أوجدتا وحمتا ودعمتا المليشيات الحوثية في اليمن، بينما قال الناشط محمود اليزيدي عبر منصة إكس: "يتبلطج الحوثي في البحر الأحمر ضد السفن المدنية وليس العسكرية، فيأتيه الرد من أمريكا وبريطانيا، فيقوم بقصف الضالع وألوية العمالقة في المخا، الحوثي يستثمر حرب غزة في الصراع داخل اليمن ليس إلا".