أخبار وتقارير

في ذكرى التصالح والتسامح.. "مناطقية الانتقالي" أطاحت بتلاحم الجنوب وزادت من فُرقاء السياسة (تقرير)


       

تقرير عين عدن – خاص

 

عكس مشروع "التصالح والتسامح" في الجنوب الذي دُشن في جمعية ردفان الخيرية في عدن، يوم 13 يناير 2006، والذي تمر علينا اليوم ذكراه، وتلاحم الجنوب وتطلعه للحُرية، ومستوى الوعي الوطني والأخلاقي الذي جسّده أبناء الجنوب، بعد تجاوز الماضي الأليم، والتأكيد على الاستفادة منه وترسيخ قيمه الوطنية، بعدما أقسموا على حُرمة دم الجنوبي على الجنوبي، إلا أن الأمور اختلفت كُليًا وأصبحت مُحافظات الجنوب مرتع للصراعات السياسية والمناطقية، مع زيادة عدد فُرقاء السياسة.

 

إخفاقات سياسية لسُلطة الجنوب

من جانبه، اعترف اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، بوجود إخفاقات سياسية، قامت بها سُلطة الانتقالي، حيث قال: "بما أننا نمر بذكرى التصالح والتسامح التي تستدعي المصارحة والوضوح ليكتمل ويتعزز، فإنه لا بد لنا من الاعتراف أن القيادة السياسية الجنوبية قد صاحبتها بعض الإخفاقات التي أُرجعها إلى التجربة السياسية القليلة، ولا ننسى الإرث الكبير لثقافة الفساد التي صاحبت جيلاً جنوبياً كاملاً، بالإضافة إلى بعض الأخطاء الفردية".

 

مُغالطة الشعب الجنوبي

من جانبه، أكد قائد الهبة الحُضرمية رئيس اللجنة التنفيذية لمُخرجات لقاء حضرموت العام الشيخ حسن الجابري، بأنه يجب على الفُرقاء أن يترجموا هذا التصالح والتسامح بشكل حقيقي وليس مجرد شعارات وأغاني في الإعلام الهدف منه مُغالطة الشعب الجنوبي الذي هو ضحية تلك الدورات من العنف منذ عام 1967، فقد اكتوى الجنوب كله بسبب الصراعات المناطقية، مؤكدًا  أن المُتسببين في دورات الصراع العنيف تلك هُم محافظتين أو ثلاث في الجنوب، لكن دورات صراعهم تلك انعكست على الجنوب كُله وكانت بقية المُحافظات غنيمة للمنتصر.

 

كابوس يُهدد إرادة الشعب الجنوبي

وتحدث الجابري خلال استقبال الذكرى السنوية لانطلاق فعاليات يوم التصالح والتسامح الجنوبي قائلًا: "على القائمين على هذا التصالح والتسامح أن يكون تصالحا وتسامحا حقيقيا متبوعا بجبر الضرر مع ضمانات عملية بعدم تكرار تلك الدورات من العنف والعنف المضاد أما غير ذلك فسوف يعود الجنوب مرة أخرى لنفس الصراعات، وفي هذه الحالة فأنه سيكون من حق أي مُحافظة أن تُقرر مصيرها بنفسها حتى لا تكون ضحية مرة أخرى فلن يبقى الشعب الجنوبي رهينة الصراعات السابقة، وكأنها كابوس يهدد إرادة الشعب الجنوبي.

 

مناطقية الانتقالي أطاحت بمشروع التسامح والتصالح

وعلى جانب آخر، أشار خُبراء ومُحللين سياسيين، إلا أن تعيينات المجلس الانتقالي الجنوبي المبنية على المناطقية، تسببت إلى حد كبير في شعور أبناء المُحافظات المحسوبة على الجنوب، أنهم مُستبعدون من رؤية المجلس الانتقالي، وهو ما أدى لظهور كيانات سياسية جديدة في الجنوب تُنافس سيطرة الانتقالي، منها الإعلان في مدينة سيئون بحضرموت عن اللجنة التحضيرية لتأسيس المجلس الموحد للمحافظات الشرقية الذي ضم مُحافظات سقطرى والمهرة وشبوة وحضرموت، بدون انتماء لشمال أو جنوب.

 

مجلس حضرموت الوطني

لم يكن الإعلان عن الإقليم الشرقي فقط هو نتاج سياسة المجلس الانتقالي الجنوبي المناطقية، حسب مُحللين سياسيين، حيث أعلنت قوى ومكونات وشخصيات سياسية ومجتمعية حضرمية، قبل أشهر، في العاصمة السعودية الرياض، "مجلس حضرموت الوطني"، كحامل سياسي للتعبير عن طموحات المجتمع الحضرمي.، حيث جاء الإعلان في ختام مشاوراتٍ شاملة استمرت شهرا، بغية الخروج برؤية موحدة بشأن مستقبل المحافظة النفطية.