أخبار وتقارير

بمشاركة غواصة نووية.. تفاصيل الضربات الأمريكية البريطانية للحوثيين وردود الأفعال (تقرير)


       

تقرير عين عدن - خاص

 
قُوبل القصف الأمريكي – البريطاني لمواقع حوثية في اليمن، وبالتحديد في صنعاء والحديدة وتعز وذمار وصعدة، بردود أفعال واسعة عربية وإقليمية ودولية، بين داعم لهذه الضربات الجوية وبين مُدين ومستهجن وقلق، حيث نفذت واشنطن فجر اليوم تهديداتها وتحيذراتها لجماعة الحوثي من استمرار ما قالت عنه تهديد الملاحة الدولية والتجارة العالمية في البحر الأحمر.
 

تفاصيل الضربات

شنت القوات الأمريكية والبريطانية غارات على صنعاء والحديدة وتعز وذمار وصعدة، واستهدفت 5 غارات جوية اللواء 22 ميكا في تعز و3 غارات أخرى مطار تعز، وتعرض مطار الحديدة ومنطقة كيلو 16 لغارات جوية، بينما قال متحدث قوات الحوثيين يحيى سريع إن الهجوم وصل إلى 73 غارة استهدفت صنعاء والحديدة وتعز وحجة وصعدة، وأسفرت عن مقتل 5 عسكريين حوثيين وإصابة 6 آخرين، فيما أكدت سي إن إن، أن القوات الأمريكية استخدمت الغواصة النووية "يو إس إس فلوريدا" خلال الهجوم، وأطلقت صواريخ "توماهوك" الهجومية على مواقع داخل اليمن.
 

السعودية تدعو لضبط النفس والأردن قلقة

من جانبها، أعربت المملكة العربية السعودية، عن قلقها البالغ إزاء العمليات العسكرية التي تشهدها منطقة البحر الأحمر والغارات الجوية التي تعرض لها اليمن، مؤكدة أهمية المحافظة على أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر، ودعت إلى "ضبط النفس وتجنب التصعيد في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث"، بينما قال وزير الخارجية الأردني إن الأردن يتابع بقلق تطورات الأوضاع في البحر الأحمر.
 

العراق تعتبر القصف حماقة تُزيد التوترات

وفي العراق، أكد المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي فادي الشمري اليوم الجمعة في تغريدة على منصة إكس أن الغرب "يوسع دائرة الصراع والتوترات في المنطقة"، مُشيرًا إلى أنه "بينما يفترض أن يعمل الغرب على إعادة ترميم عاره بقصص حقوق الإنسان والحيوان التي أسقطتها المواقف تجاه حرب إسرائيل ضد فلسطين وأطفال ونساء ومدنيي غزة، ها هو يرتكب حماقة أخرى بتوسيع دائرة الصراع وزيادة التوترات في المنطقة، فيما يطالب الآخرين بضبط النفس وتخفيض مواطن التوتر وعدم التصعيد".
 

إيران تعتبرها دعم لإسرائيل

وعلى جانب آخر، قال متحدث الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، إن "إيران تدين بشدة الهجمات العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة هذا الصباح على مدن عدة في اليمن، وأضاف "نعتبر هذا انتهاكاً واضحاً لسيادة اليمن ووحدة أراضيه وخرقا للقوانين والأنظمة والحقوق الدولية"، ودعت المجتمع الدولي إلى التحرك بمسؤولية لمنع توسيع رقعة الحرب في المنطقة، مؤكدة أن واشنطن تتحمل مسؤولية تداعيات استهداف اليمن عسكرياً، مُعتبرة أن الضربات العسكرية الأميركية البريطانية تأتي في سياق دعم الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وقالت إن نتيجة تلك الضربات ستكون مزيدا من عدم الأمن وعدم الاستقرار في المنطقة.
 

روسيا تدعو مجلس الأمن

من جهتها، دعت روسيا إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي اليوم الجمعة بشأن الغارات الأميركية والبريطانية التي استهدفت مواقع للحوثيين باليمن، مُعتبرة استخدام القوة في اليمن انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة، كما قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية إن الضربات على اليمن تظهر التجاهل التام للقانون الدولي.
 

الصين تعرب عن قلقها

بدورها، عبرت الصين عن قلقها من تصعيد التوتر في البحر الأحمر، ودعت الأطراف المعنية إلى "التهدئة وممارسة ضبط نفس لمنع اتساع رقعة النزاع"، وحثت "جميع الأطراف على المحافظة بشكل مشترك على الممرات المائية الدولية وتجنب مضايقة السفن المدنية، إذ إن ذلك يضر بالاقتصاد العالمي والتجارة".
 

مواقف مؤيدة للهجمات الأميركية

في المقابل، أكدت فرنسا مجددا إدانتها هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، وقالت إن الحوثيين يتحملون مسؤولية "جسيمة للغاية" عن التصعيد في المنطقة، بينما قال وزير الخارجية الدنماركي لارس لوك راسموسن، إن بلاده تدعم بشكل كامل الضربات الأميركية والبريطانية ضد الحوثيين في اليمن، وقالت وزارة الخارجية الألمانية اليوم إن الضربات الأميركية البريطانية على أهداف للحوثيين في اليمن كانت تهدف إلى منع وقوع المزيد من الهجمات في البحر الأحمر، مؤكدة أن هدفها هو "تهدئة التوترات واستعادة الاستقرار في البحر الأحمر".
 
وأكد المتحدث باسم حلف الناتو، أن الضربات الأمريكية البريطانية على أهداف الحـوثيين كانت دفاعية وتهدف لحماية حرية الملاحة، ويجب أن تنتهي هجمات الحوثيين وعلى إيران مسؤولية خاصة للسيطرة على وكلائها، وفق ما نقلت قناة القاهرة الإخبارية في خبر عاجل.
 

موقف القوى المُهاجمة

قال وزير القوات المسلحة البريطانية جيمس هيبي، إن الضربات التي شنتها بريطانيا والولايات المتحدة على أهداف عسكرية للحوثيين في اليمن كانت دفاعاً عن النفس، بينما أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن الضربات ضد الحوثيين تعد "دفاعية"، محذراً من إجراءات أخرى في حال واصل الحوثيون مهاجمة سفن في البحر الأحمر، وشدد على أن التدخل العسكري الأخير في المنطقة كان ضروريا نظراً إلى أن الهجمات الحوثية "تعرّض حرية الملاحة في أحد الممرات المائية الأكثر حيوية في العالم للخطر"، بينما قال مسؤول أميركي، أن العملية انتهت "ولكن نحتفظ بحق الرد إذا تواصلت التهديدات".
 

موقف الحوثيين

في المقابل، قالت جماعة الحوثي إن الضربات التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على الحركة لن تمر "دون رد ودون عقاب"، مشيرة إلى مقتل 5 مقاتلين وإصابة 6 آخرين، مؤكدة أنها ستواصل منع مرور السفن في البحر الأحمر وبحر العرب، بينما قال القيادي الحوثي عبد الله بن عامر، إن الضربات استهدفت مواقع عسكرية في محيط صنعاء والحديدة، ووصف الضربات بـ"الخاطفة"، لكنه شدد على أن الحوثيين لم يترددوا في الرد، وأكد أن لدى الجماعة "قدرات، مما يتيح لنا الدفاع المشروع عن النفس".
 
من جانبه، قال القيادي الحوثي، إن قواته ترد بقوة على البوارج الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر، بينما أكد القيادي الآخر في جماعة الحوثي حسين العزي أنه سيتعين على أميركا وبريطانيا الاستعداد لدفع ثمن باهظ وتحمّل كافة العواقب الوخيمة "لهذا العدوان السافر".