أخبار وتقارير

اكتشاف "مسام" قذائف حوثية في تجويف صخري قرب باب المندب بين إنقاذ اليمنيين وصفع الجماعة (تقرير)  


       

تقرير عين عدن – خاص

 
جاء اكتشاف إحدى فرق المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن (مسام)، وجود كمية ضخمة من القذائف وضعها الحوثيون في تجويف صخري قرب باب المندب قبل إخراجهم من المنطقة، ليُشير بما لا يدع مجالًا للشك إلى الدور الكبير الذي يقوم به المشروع في اليمن، ومساعيه لتطهير تُراب اليمن وأرضه من زرع جماعة الحوثي الشيطاني الذي سعى للقضاء على حاضر ومُستقبل اليمن لولا تدخل "مسام"، في الوقت الذي أكد فيه تقرير دولي أن اليمن من أكثر البلدان في العالم من حيث عدد الضحايا جراء المتفجرات، إذ يحتل المرتبة الثامنة، بسقوط أكثر من 17 ألف شخص.
 

أكثر من 250 قذيفة داخل تجويف صخري

من جانبه، قال فريق المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن «مسام»: إنهم لم يتخيلوا وجود هذه الكمية الضخمة من القذائف غير المنفجرة، التي وُضعت في تجويف صخري في منطقة العرضي التابعة لمديرية باب المندب، وذكروا أنهم وخلال عملهم الروتيني للكشف عن الألغام والمتفجرات وتطهير الأراضي منها عثروا على أكثر من 250 قذيفة وضعها الحوثيون داخل التجويف الصخري، و ما يُشير حسب مراقبون إلى أن الجماعة لا يعنيها بأي حال من الأحوال المواطن اليمني من قريب أو بعيد، فهي تُريد فقط زرع الخوف والرُعب في قلوب جميع اليمنيين حتى لا يستطيعون مواجهتها.
 

مسح وتأمين 300 ألف متر مربع في الجحبر

وخلافاً للتلوث الذي خلفه الحوثيون في مناطق الساحل الغربي من اليمن قبل إخراجهم منها، يعمل ‏الفريق 26 التابع لمشروع «مسام» على مسح وتأمين مساحة تقدر بـ300 ألف متر مربع في منطقة الجحبر بمديرية الخوخة لإزالة الألغام والعبوات الناسفة من أجل إنشاء محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية لخدمة سكان المنطقة.
 

تطهير 822725 متراً مربعاً من الأراضي اليمنية

وعلى جانب آخر، استكمل فرق مشروع «مسام» تطهير 822725 متراً مربعاً من الأراضي اليمنية منذ بداية الشهر الحالي، وبعد أيام على إعلان مدير عام المشروع أسامة القصيبي، أن الفرق الميدانية نزعت منذ انطلاقة المشروع وحتى الخامس من يناير الحالي 427534 لغماً وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، وقد وصل إجمالي المساحة المطهرة أكثر من 51.082.121 مترًا مربعًا منذ انطلاق المشروع حتى اليوم.
 

أكثر من 460 ضحية خلال 2023

أكد تقرير دولي حديث أن اليمن لا يزال يحتل المرتبة الثامنة في قائمة البلدان العشرة التي سجلت سقوط أكبر عدد من الضحايا المدنيين؛ بسبب القذائف والذخائر غير المنفجرة، التي تزرعها جماعة الحوثي، وبيّن أن أكثر من 460 ضحية مدنية سقطت؛ نتيجة لذلك خلال عام 2023، إضافة إلى أكثر من 17 ألف ضحية في العقد الماضي.
 

الضحايا المدنيين بسبب الأسلحة المُتفجرة

ووفق منظمة «العمل ضد العنف المسلح»، التي تتخذ من العاصمة البريطانية مقراً لها، فإن اليمن، وخلال العقد الماضي، احتل المرتبة الرابعة في قائمة البلدان العشرة التي سجلت سقوط أكبر عدد من الضحايا المدنيين بسبب الأسلحة المنفجرة، وهي القائمة التي تصدّرتها سوريا بعدد 71359 ضحية، يليها العراق بـ45398 ضحية، ثم أفغانستان بـ27649، واليمن 17125.
 

سباق مع الزمن

وكان ماجد أبا العلاء، المستشار في وزارة الخارجية السعودية، قد أشار إلى أن مشروع «مسام» لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام يخوض منذ اليوم الأول لبدء أعماله في اليمن سباقًا مع الزمن، وقال إنه بالرغم من التحديات التي يواجهها المشروع إلا أنه تمكّن من نزع نحو أكثر من 427 ألف لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، في حين وصل إجمالي المساحة المطهرة لما يفوق 51 مليون مترًا مربعًا.
 

جهود جبارة لإنقاذ حياة الأبرياء

وقد أشاد أيضًا وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري، بالدور الريادي لمشروع مسام في أزمة الألغام في اليمن؛ إذ قال: "إن حجم الألغام والكميات المهولة منها في اليمن تتطلب تعاونًا وتدخلاً كبيرًا لنزعها. ومشروع مسام يقوم بدور كبير من خلال انتزاع مئات الآلاف من هذه الألغام؛ إذ يبذل هذا المشروع الإنساني جهودًا جبارة لإنقاذ حياة الأبرياء من الألغام في اليمن".
 

التزام سعودي بدعم اليمن

وجاءت زيارة مساعد الفريق السياسي والعسكري السعودي لدعم مجلس القيادة الرئاسي، المهندس عادل عبدالله النغيمش، قبل شهرين إلى مكتب مشروع مسام في عدن، في إطار التعاون والتنسيق الوثيق بين الجانبين في جهود إعادة الحياة إلى اليمن، وتأمينها من الألغام والعبوات الناسفة، وتعكس التزام وحرص المملكة العربية السعودية على دعم اليمن، ومد يد العون لها؛ لتحقيق الاستقرار والأمن والتنمية.