أخبار وتقارير

إسرائيل وأمريكا لم ينفعا كردستان.. غضب جراء إقحام الاتفاق الابراهيمي في بيان الانتقالي (تقرير)


       

تقرير عين عدن - خاص

 
حالة من الاستغراب والاستنكار آثارها البيان الأول لمجلس العموم التابع للمجلس الانتقالي الجنوبي، وتحديدًا ما له علاقة بالقضية الفلسطينية، فقد تم إقحام الاتفاق الابراهيمي في نهاية البيان بشكل مَثل استفزازا لليمنيين على كافة انتماءاتهم وتوجهاتهم، في خضم موقف شعبي عربي ويمني تجاوز ما كانت عليه المواقف العربية الرسمية بما فيها علاقتها بالتطبيع.
 

الاتفاق الإبراهيمي في بيان الانتقالي

وكان مجلس العموم التابع للمجلس الانتقالي الجنوبي، قد دعا في الفقرة الأخيرة من البيان، إلى وقف فوري لإطلاق النار ووقف حرب الإبادة الجماعية على سكان قطاع غزة المدنيين، والعمل على تطبيق حل الدولتين على أساس المبادرة العربية والاتفاق الإبراهيمي (الخاص بتطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل).
 

انحسار الحراك وتبعية بعض قياداته

من جانبه قال رئيس تحرير صحيفة «النداء» سامي غالب: "مثير للعجب بيان ما يسمى مجلس العموم الجنوبي، ومؤشر على انحسار الحراك الجنوبي، وتبعية بعض قياداته العمياء للخارج في الحد الأدنى لمبادرات السلام العربية وآخرها مبادرة السلام التي أقرّها أغلب الحكومات العربية قبل عقدين، فإن قرارات الشرعية الدولية بشأن فلسطين - وليست الاتفاقات الابراهيمية - هي المرجع والدليل»، وأضاف: «وإذا أراد حزب سياسي أو حركة سياسية في العالم العربي أن يُظهر اعتدالاً وواقعية يلتزم ذلك الحد الأدنى (وهو بالطبع ما ترفضه الشعوب العربية وأثبت الزمن صحة موقفها) لكن أن تقفز حركة سياسية إلى تضمين بيانها ما يُظهر تبنيها ما يسمى الاتفاق الابراهيمي فذلك يؤشر على درجة تبعيته وبؤسها".
 

نوع من الاستجداء لإسرائيل

وعلى جانب آخر، تحدث أمين عام حزب التجمع الوحدوي اليمني عبد الله عوبل، عن عدم وجود رؤية واضحة للمجلس الانتقالي للمرحلة المقبلة علاوة على كون إيراد الاتفاق الابراهيمي هو نوع من الاستجداء لإسرائيل، بعدما استنفد المجلس كل وسائله وعجز عن تحقيق وعوده لأنصاره، وقال: "المُتابع للاجتماع وخطاب رئيس المجلس عيدروس الزُبيدي، والبيان الصادر عنه، يستنتج أن المجلس غير قادر على تحديد رؤية واضحة للمرحلة المقبلة، ولم يبشر أنصاره بأن شيئًا من وعوده لهم قد تتحقق".
 

الانتقالي وصل إلى طريق مسدود

وذهب عبدالله عوبل إلى القول إن حالة الاحباط تبدو جلية من بين سطور البيان وخطاب رئيسه، فقول الرئيس عيدروس الزبيدي: إما استعادة الجنوب أو الشهادة، يعني إنه قد وصل إلى طريق مسدود عن طريق السياسة والركون على الحلفاء في استعادة الجنوب، وبالتالي صار من الصعب عليه مصارحة أنصاره بهذه الحقيقة، كما إن هذا القول يشبه القول السابق: الوحدة أو الموت، الذي ينتقده المجلس وقياداته.
 

إفلاس سياسي وأخلاقي

ويرى عوبل "أنه يبدو من البيان عدم الفهم للسياسة ومقتضياتها، فقد أقحم الاتفاقية الابراهيمية كشرط لحل القضية الفلسطينية إلى جانب مبادرة الملك عبدالله، وهو الشرط الذي لم تطلبه حتى اسرائيل نفسها، إنه أمر مضحك أن يختم البيان بهذا الخلط بين التطبيع والقضية الفلسطينية، ومبكي في نفس الوقت، إنه حتى بعد أن سقطت نظرية الأمن الإسرائيلية، وانهيار جيشها في 7 أكتوبر الماضي، يأتي هنا مَن يذكّر الناس بالتطبيع؛ وهو نوع من الإفلاس السياسي والأخلاقي، كما أنه يبين إلى أي حد صارت تبعية المجلس الانتقالي وعدم احتفاظه حتى بهامش صغير للمناورة".
 

إسرائيل وأمريكا لم ينفعا إقليم كردستان

في قراءته للموقف يرى أستاذ علم الاجتماع السياسي بمركز الدراسات والبحوث اليمني عبد الكريم غانم، "أن المجلس حرص على إبقاء الباب مفتوحًا أمام الاعتراف بإسرائيل: «يعتقد المجلس الانتقالي الجنوبي أن التقرب لإسرائيل هو أقصر السبل لنيل غايته في فصل جنوب اليمن عن شماله، والواقع أن الشعوب هي مَن تقرر مصيرها، فالعلاقات الجيدة مع إسرائيل والولايات المتحدة لم تجد نفعًا في تمكين كيانات أخرى في المنطقة من الانفصال، وإقليم كردستان مثال على ذلك".