أخبار وتقارير

خالد شائع يوجه رسالة لأبناء مأرب وقبائلها


       
هُناك مثل شعبي يقول "اللي ميشوفش من الغُربال يبقى أعمى" هكذا قال الكاتب الصحفي خالد شائع رئيس تحرير بوابة عين عدن الإخبارية للدلالة على أنه يجب على الإنسان أن يتعامل مع الأمور على حسب ما يرى على أرض الواقع، ولا ينتظر أبداً نتائج مُختلفة عن نتائج نفس الأفعال التي يسعى للقيام بها، وهُنا أتحدث عن مأرب، أرض النضال والعزة والكرم، حيث قادتني أقدامي هذه الأيام لزيارتها ولقاء أصدقائي وأحبتي هُناك.
 
وكتب شائع عبر مقال له أننى فوجئت وأنا بين رحاب مأرب بالتطور والتنمية التي تُلامس كُل المجالات في المُحافظة والتي أشعرتني بالفخر، فالكهرباء تعمل على مدار الساعة، عكس كُل المُحافظات المُحررة، والأمن والاستقرار هي سمة في المُحافظة لا تغفلها عين، والأكثر من ذلك هو احتضان المُحافظة لجميع اليمنيين من كُل مُحافظات اليمن دون تفرقة ودون مناطقية، فالجميع يمنيين ويتعاملوا من هذا المُنطلق، وما آثار إعجابي أيضاً وحدة الصف المأربي، فالكُل في مارب يدًا واحدة من أجل مأرب ولأجل مواطنيها.
 
واستكمل الكاتب الصحفي قائلا: ولكن ما أشعرني بالفزع والقلق على مُستقبل مأرب هو التطور الحادث اليوم والأزمة التي أحدثها التحرك الطفيف في أسعار الوقود وتوعد البعض باستهداف مُنشأة صافر ومُطالبتهم لجميع العاملين فيها بإخلائها، وكأن من يقوم بذلك يتوعد نفسه قبل أن يتوعد أحد، فالمستفيد الأهم من الوقود هُم المواطنين.
 
وأضاف خالد شائع قائلا: دعونا نتحدث بالمنطق واعتبروها رسالة من مواطن يعيش في عدن لشعب مأرب العظيم وقبائل المُحافظة الأبية، أولًا وقبل كُل شيء فالزيادة الأخيرة في أسعار الوقود والتي تسببت في الأزمة الدائرة تمثلت من 3500 ريال إلى 8000 ألف ريال وهو مبلغ بسيط للغاية إذا ما قُرن بأسعار الوقود في المُحافظات المُحررة والتي تبلغ أضعاف أضعاف هذا المبلغ، هذا وقد شاهدت في خلال الأيام هذه ارتفاعاً لأسعار الوقود في السوق السوداء في مأرب إلى 40 ألف للدبة (20 لتر وقود)، بالرغم من أن ظاهرة السوق السوداء المُنتشرة لم تكن موجودة في مأرب، إلا أن حصار  القبائل لمصافي صافر أدت إلى ظهور السوق السوداء، وهو ما يوحي بأزمة خطيرة تنتظر المُحافظة إذا ما استمرت الأزمة.
 
وذكر رئيس تحرير بوابة عين عدن الإخبارية النُقطة الثانية وهي عبارة عن تساؤل (ماذا تنتظرون إذا ما نُفذت تهديدات استهداف مصافي مأرب؟)، هل ستنخفض أسعار الوقود؟، هل ستُحل أزمة المُحافظة؟ بالطبع لا، فالأمور ستزداد تعقيدًا وأسعار الوقود ستشتعل مثلما اشتعلت في عدن وأبين وفي كُل المُحافظات المُحررة نتيجة استهداف جماعة الحوثي لمصافي عدن، وهو ما أثر على كُل مجالات الحياة في عدن وغيرها وليس أسعار الوقود فقط، فكُل شئ أصبح مُرتبط بالوقود، فالكهرباء التي تنعمون بها يا أهل مأرب على مدار الساعة ستضطرون لتخفيض عدد الساعات، والأسعار ستزداد على كافة المستويات، لذلك بدأت مقالتي بالمثل الشعب (اللي ميشوفش من الغربال يبقى أعمى).
 
واستكمل قائلا: النُقطة الثالثة وهي الأخطر، هي مُجرد تذكير لمن نسى وتوعية لمن لا يعرف، عليكم أن تتذكروا جيدًا بأن جماعة الحوثي دخلت صنعاء واحتلتها في 2014، تحت شعارات التظاهر والثورة ضد ارتفاع أسعار النفط وكانت قيمة الارتفاع في ذلك الوقت 500 ريال فقط، فخرجوا في تظاهرات تحت شعارات زائفة جذبت وخدعت المواطنين، مما تسبب في النهاية في إسقاط صنعاء، ولا داعي للحديث عن ما يحدث اليوم في صنعاء، فالجميع يعلم.
 
واختتم الكاتب الصحفي قائلا: وفي النهاية، فأي أزمة في مأرب لن يستفيد منها إلا المُتربصين بالمُحافظة الآمنة والمُستقرة، فهُناك من يقهره أن يرى مُحافظة مُحررة وتنعم بالأمن والاستقرار ويريد أن يحولها إما لمُحافظة فاشلة وإما لمُحافظة جديدة تحت سيطرة جماعة الحوثي.
 
وقدم خالد شائع نصيحة قال فيها: أنصح إخواني في قبائل مأرب بالتراجع عن قرارهم، ويجب أن تكون يدهم بيد المُحافظ العرادة والسلطة المحلية، وأن لا يفتحوا مجالاً للأعداء والمُتربصين بمارب، الذين لا يريدون إلا الخراب والدمار، وعليكم أن تتحلوا بالصبر والحكمة، فمأرب هي المحافظة الوحيدة التي احتضنت الجميع.