أخبار وتقارير

هجمات الحوثي بين تأثر اليمن وأكذوبة الإضرار بإسرائيل (تقرير)


       

عين عدن – خاص

 

دائمًا ما يكون هُناك فرق بين تصرف الدولة المسؤولة عن حياة ملايي المواطنين، وبين تصرف مُجرد جماعة لا يُعنيها المواطنون شيئاً سوى أرقام تُتاجر بهم في خطاباتها لتحقيق أهداف داعميها والمُتحكمين فيها، وهو ما ينطبق على اليمن ففي الوقت التي تسعى فيه الدولة ونظامها وشرعيتها إلى تحقيق الأمن والاستقرار نجد جماعة الحوثي بين الحين والآخر ما تطلق صواريخ وهجمات في البحر الأحمر لا تضر بها إلا اليمن وشعبها.

 

تكاليف شحن قياسية

وفق بيانات نشرها مكتب شحن يمني يعمل على نقل البضائع من الصين إلى موانئ منطقة الجزيرة العربية، بلغت تكاليف شحن البضائع إلى الموانئ اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين خلال شهر ديسمبر الجاري أرقاماً قياسية، مقارنة بما كانت عليه خلال الشهر الماضي، وبغض النظر عن سيطرة الحوثي على الميناء من عدمه فهو في النهاية ميناء يمني.

 

سعر شحن حاوية 40 قدماً

وفي تصريحات صحفية، ذكر رجل الأعمال اليمني عبد الملك الحداد ومدير مكتب «ألفا» للشحن والمقيم في الصين، أن أسعار شحن البضائع إلى موانئ الحديدة الخاضعة لسيطرة الحوثيين ارتفعت خلال الأسبوع الحالي بشكل جنوني، مُشيرًا إلى أن سعر شحن حاوية 40 قدماً من الصين إلى ميناء الحديدة ارتفع إلى 12 ألفاً و700 دولار، بحلول 25 ديسمبر، في حين أن سعر شحن هذه الحاوية كان 8 آلاف دولار في 19 من الشهر نفسه.

 

زيادة بمقدار 200 في المائة

ووفق مكتب الشحن البحري نفسه، فإن سعر الشحن إلى ميناء عدن الخاضع لسيطرة الحكومة هو 11 ألف دولار للحاوية، وهذا المبلغ يشكل زيادة بمقدار 200 في المائة عما كانت عليه تكاليف الشحن إلى ميناء عدن خلال الأسبوع الماضي؛ حيث إن سعر شحن هذه الحاوية كان 3 آلاف دولار قبل الهجمات التي نفذها الحوثيون ضد السفن التي تعبر البحر الأحمر.

 

آثار مترتبة لتلك الهجمات

من جانبه، حذَّر وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، من المخاطر الجسيمة للهجمات المتكررة التي يشنها الحوثيون على السفن المدنية وناقلات النفط، وأكد أن هذه الهجمات تهدد بهجرة الشركات الملاحية من البحر الأحمر، مُشيرً اإلى أن الأخطر من الخسائر المباشرة للهجمات التي ينفذها الحوثيون، هي الآثار المترتبة لتلك الهجمات على المدى الطويل، جراء دفع شركات الشحن العالمية وناقلات النفط والغاز للإبحار خارج البحر الأحمر.

 

الناقلات تتخذ مساراً بديلًا

وأكد الوزير الإرباني أن الناقلات اتخذت مساراً بديلاً نحو ممرات عبور دولية آمنة، جراء ارتفاع أسعار الشحن البحري، وتكاليف التأمين، وعزفت عن الإبحار في هذا الممر الدولي الأكثر استخداماً بالعالم بقرابة 12 في المائة من حركة الشحن والتجارة الدولية.

 

إضرار الحوثي بإسرائيل كاذب

وذكر الإرياني أن الترويج لآثار تلك الهجمات على اقتصاد الكيان الإسرائيلي أو فرض الحصار عليه: «حديث كاذب ومضلل»، فانخفاض حركة المرور البحرية عبر ميناء إيلات الإسرائيلي على البحر الأحمر بنسبة 80 في المائة يتجاهل حقيقة أن الميناء يتعامل مع 5 في المائة فقط من تجارة إسرائيل المنقولة بحراً، وأن معظم الواردات تمر عبر البحر الأبيض المتوسط (أشدود، وحيفا)، كما أن ميناء إيلات يستخدم بشكل رئيسي لاستيراد السيارات، ولا يتصل بخط سكة حديد كبقية المواني الأخرى.

 

تأثير كبير على اليمن واليمنيين

وشدد الإرياني على أن اليمن، وبوجه خاص المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرة الحوثيين، يعتمد بشكل رئيسي على استيراد المواد الغذائية والاستهلاكية، ويستورد 80 في المائة من احتياجاته عبر ميناء الحديدة على البحر الأحمر، مؤكدًا أن ارتفاع أسعار الشحن البحري، وتكاليف التأمين، ستؤدي لارتفاع أسعار المواد الغذائية في بلد يعاني من أزمة إنسانية، وتعتمد غالبية سكانه على المساعدات الغذائية جراء ظروف الحرب والانقلاب.