أخبار وتقارير

كُل الطرق تؤدي إلى الموت.. غضب جامح في عدن جراء مصرع طفلة تحت ركام القمامة (تقرير)


       

تقرير عين عدن – خاص

فيديو مُفجع وجريمة نكراء وحادث يُلخص ما آلت إليه الأمور في عدن ودعوات لمُحاسبة وإقالة مسؤولين وغضب واسع ينتاب الجميع، هذا مُلخص ردود الأفعال حول وفاة طفلة لا يتجاوز عُمرها العشر سنوات أثناء بحثها على لقمة تسد رمق جوعها بصندوق قمامة في حي السيسبان بمدينة عدن.

 

تفاصيل الحادث

أظهرت كاميرات المراقبة الطفلة قبل وفاتها وهي تحاول الصعود فوق صندوق القمامة لترى ما قد يسد به جوعها، وبعد عدة محاولات من الطفلة انقلب الصندوق عليها مما ترتب عليه وفاتها وهي تحت ركام القمامة، بعدما ظلت وقت ليس قصير تُصارع الموت دون أن ينقذها أحد، حتى اكتشف جُثتها أحد عُمال النظافة، بينما قال رئيس السلم الأهلي بحي السيسبان، إنه أبلغ شُرطة الشيخ عثمان بحادث الطفلة، مما سارعت إلى التحرك لمكان الحادثة واتخاذ الإجراءات اللازمة، كما تم تسليمها إلى أهلها.

 

كُل الطُرق تؤدي إلى الموت

من جانبه علق الصحفي فتحي بن لزرق على الحادث عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، بالقول: "شاهدت فيديو الطفلة الصغيرة بالشيخ عثمان، أوجعني قلبي، كُل الطرق تؤدي إلى الموت في هذه البلاد، كل السُبل توصلك إلى الهاوية، وأضاف: حتى وأنت تبحث عن لقمة تسد بها رمق جوعك في أتعس الاماكن تجد أن الموت يُطاردك، واختتم: إلى اين تمضي هذه البلاد يا قوم؟ إلى أين نسير؟ وما هو القادم؟.

 

لا جدوى من كاميرات المُراقبة

وعلقت الصحفية فردوس العلمي على الحادث بالقول: "صباح موجع شديد وأنت تُشاهد طفلة لم تتجاوز السبع سنوات ممتلئة بالحياة والأمل تجرى بخطى ثابتة نحو مصيرها، لا تعلم أن هذه الخطوات آخر خطوات لها وأنها بعدها سوف تُحمل على الأكتاف وان جسدها الصغير سوف يتوارى تحت التراب، آااااااه يا وجع"، وأضافت "هذا الحادث يؤكد بأن لا جدوى من كاميرات المراقبة المنتشرة في الطرقات والحواري في المحلات والمعارض  وبعض المنازل، ورغم أن مهام هذا الكاميرات أساس منع  وقوع الحوادث ولكن للأسف وجودها فقط لمشاهدة كيف وقعت الكارثة، لو كان في بني آدم خلف هذا الكاميرات كان ممكن انقاذها، لكنها كاميرات إسقاط واجب فقط ركبنا كاميرات مراقبة".

 

كيف وصل الحال في عدن؟

وعلقت ناشطة جنوبية تُدعى أم أصيل أحمد على الحادث بالقول: "هذا الفيديو على الرغم من بشاعته بس جعل الناس تشاهد كيف وصل الحال في عدن إلى هذه الامور، طفلة تموت وهي تبحث في برميل قمامة عما تسد به  جوعها جريمة والله، حين تبكي الأوطان متألمة من أوجاعها، لا يبكي معها إلا الشرفاء، وصدق الإمام علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) حينما سُئل: من أحقر الناس؟ فقال: من ازدهرت أحوالهم يوم جاعت أوطانهم، هذا هو الحال جاعت الناس والانذال يبنون القصور والفلل ويشترون العمائر في مصر".

 

أسوأ حقبة زمنية

وعلى جانب آخر، شهد مواقع التواصل الاجتماعي، غضباً واسعاً من قبل النُشطاء، حيث أشاروا إلى أن ما تمر به عدن، وظروف الناس فيها في ظل قيادة الانتقالي الرشيدة جريمة نكراء، كما اشاروا إلى أن عدن تمر بـ"أسوأ حقبة زمنية"، وأضافوا أنهم لا يعتقدون أن عدن ستمر بأسوأ من هذه الحقبة إلا في حالة استمر ما وصفوهم بـ"بائعي الأوطان والمتاجرين بالقضية الجنوبية" في إدارة البلاد، بينما كتب أحد النُشطاء: "الفتاة ماتت وهي تبحث عن فتات مؤائد الانتقالي الذين جعلونا نعيش في أسوأ حالة من الجوع والفقر".