تقرير عين عدن – خاص

دائمًا ما تحدثنا في تقارير سابقة ونقلًا عن خُبراء ومُحللين عن أن هجمات الحوثي في البحر الأحمر ومضيق باب المندب لها أهداف بعيدة كُل البُعد عن نُصرة غزة والمقاومة والقضية والفلسطينية، فجماعة الحوثي التي ساهمت وساعدت دولة الاحتلال في تنفيذ مُخطط وحلم إسرائيل في تهجير يهود اليمن إلى الأراضي المُحتلة لا يُمكن أبدًا أن تسعى لتهديد إسرائيل.

عسكرة جُزر وسواحل اليمن

وفي أحد الشواهد التي تؤكد أن جماعة الحوثي لها أهداف غير مُعلنة من وراء هجماتها في البحر الأحمر وباب المندب، خلصت ورقة تحليلية، نشرها مركز المخا للدراسات، للباحث في الشؤون العسكرية والاستراتيجية علي الذهب، إلى أن عسكرة البحر الأحمر وخليج عدن فُرصة ثمينة أهداها الحوثيون وإيران لأمريكا وإسرائيل لعسكرة أجنبية للجُزر والسواحل اليمنية.

مناطق شديدة الحساسية لصناعة النقل البحري

الورقة التحليلة التي نشرها مركز المخا للدراسات للباحث في الشؤون العسكرية والاستراتيجية علي الذهب، أوضحت أن التهديدات الحوثية فتحت الباب واسعًا أمام العسكرة الأجنبية لمضيق باب المندب، وعلى جانبيه، وربَّما الجزر اليمنية، خاصة سُقَطرى، وميُون (بريم)، وحُنَيش، وزُقَر، والزُّبير، التي تخضع جميعها، للحكومة، وكلها مدعِّمات للأمن البحري في منطقتي البحر الأحمر وخليج عدن، الشديدتي الحساسية لصناعة النقل البحري .

ادعاءات نُصرة الفلسطينيين

وأشارت الورقة التحليلية، إلى أن ما يثيره الحوثيون من تهديدات لا تنحصر في ادعاءاتهم بشأن نُصرة الفلسطينيين في غزة، بل هناك عوامل داخلية وخارجية تتعلَّق بوجودهم السياسي؛ وأن ثمة تدافعً لقوى الصراع في الأراضي اليمنية المشاطئة، وفي بحارها.

هدية حوثية إيرانية لواشنطن وإسرائيل

ووفقاً للتحليل، فإن “مسألة عسكرة البحر الأحمر وخليج عدن فرصة ثمينة أهداها الحوثيون وإيران للولايات المتَّحدة والقوى الدولية التي تدور في فلكها، وعلى رأسها إسرائيل، ولن تنعكس تأثيرات هذه العسكرة على أمن وسيادة ومصالح دول المنطقة فحسب، بل والأمن الدولي والمصالح الدولية، والتي تحضر فيها بقوَّة الصين التي ستُستهدَف مِن زاويتين هما: التضييق على وجودها العسكري في جيبوتي، وتقطيع أوصال مبادرتها الموسومة بـ”الحزام والطريق”، لذلك، قد نشهد موقفًا غير معهود للصين إزاء أيِّ عنف قد ينشب في المنطقة، وإن كان هذا الموقف غير مباشر، لكنَّه سيكون وثيق الصلة بفواعل هذا العنف، وأدواته الصلبة.