أخبار وتقارير

 هل تخدم هجمات الحوثي مُخطط الاحتلال في إيجاد بديل لقناة السويس؟ (تقرير)


       

تقرير عين عدن – خاص

 

ماذا وراء الهجمات الحوثية التي تستهدف التجارة العالمية؟ ولماذا يصمت المجتمع الدولي إزاء هذه الهجمات حتى الآن رغم ما تُمثله من تهديد للاقتصاد العالمي؟، فالجماعة نفذت بالفعل ما هددت به وجعلت لأول مرة ميناء إيلات الذي تحتله إسرائيل متوقفاً بشكل كامل وأجبرت شركات عالمية على تعليق حركاتها عبر البحر الأحمر وباب المندب؛ بسبب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر؟ ولكن ماذا وراء ذلك؟.

 

تعليق خطوط ملاحة عالمية رحلاتها

هجمات الحوثي أدت إلى إعلان خطوط ملاحية عالمية فاعلة، الامتناع عن المرور في هذا الشريان الحيوي، حيث أصدرت شركة شحن الحاويات العملاقة "إيه بي مولر ميرسك" تعليمات لسفنها المتجهة إلى المدخل الجنوبي للبحر الأحمر بوقف رحلاتها، كما أعلنت شركة شحن الحاويات الألمانية "هاباج لويد"، أيضًا تعليق رحلاتها عبر البحر الأحمر مؤقتاً، كذلك قالت شركتان لناقلات النفط إنهما تصران على وجود بند في العقود يسمح لهما بتحويل سفنهما للإبحار حول أفريقيا إذا رأوا أن المياه قبالة اليمن غير آمنة.

 

غضب دولي

الهجمات الحوثية أدت إلى وجود غضب دولي لاندري إن كان غضباً جاداً أم مُفتعلاً (فلا وجود لتحركات حتى الآن)، حيث نقل موقع "سيمافور" الأميركي عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن البنتاغون بدأ مناقشة إمكانية شن ضربات مباشرة على أهداف عسكرية حوثية، كما حذّرت وزيرة الخارجية الفرنسية من أن الهجمات في البحر الأحمر لا يمكنها أن تبقى من دون رد.

 

تخادم على فكرة دولة الاحتلال

وعلى جانب آخر، أشار خُبراء، إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر وباب المندب تخدم فكرة دولة الاحتلال المُتمثلة في القضاء على أهمية واستراتيجية قناة السويس لإضعاف مصر وتنفيذ مُخطط إيجاد بديل لها، حيث أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر وباب المندب تؤثر بشكل كبير على مُستقبل قناة السويس، التي تُمثل أكبر مرفد اقتصادي لمصر، وهو ما سيكلف الاقتصاد المصري الكثير.

 

بن غوريون بديلًا لقناة السويس

وكانت تقارير ومقالات، قد أشارت إلى مشروع إسرائيلي يُسمى قناة بن غوريون، حيث يمتد المشروع من خليج العقبة إلى البحر الأبيض المتوسط، لتوفر بديلاً عن قناة السويس، وذلك وفقًا لمُذكرة أمريكية سرية تعود إلى عام 1963، تم رفع السرية عنها عام 1996، وتدرس المُذكرة إمكانية استخدام التفجيرات النووية لشق القناة بطول 160 ميلاً، أو 260 كيلومتراً، أي أنها أطول من قناة السويس بنحو 70 كيلومتراً.

 

برلماني مصري يؤكد حقيقة بن غوريون

وكان الكاتب الصحفي المصري مصطفى بكري، عضو  مجلس النواب، قد قال، إن "المخطط أكبر من غزة فلماذا يأتى الأمريكان والبريطانيون والفرنسيون والألمان والإيطاليون كل ببوارجه العسكرية قبالة ساحل غزة"، مُشيرًا إلى أن هُناك قناة تنشأ منذ نوفمبر الماضي "قناة بن غوريون" التي تنطلق من إيلات إلى غزة ذهاباً وإياباً، هذه القناة تنتهي فى 3 سنوات وستكون مشكلة حقيقية لقناة السويس ويقدر لها 6 مليارات دولار سنوياً، وتابع: القضية أن هذا الطريق الذي ينطلق من الهند مارا بالخليج ثم الكيان الإسرائيلي ثم أوروبا في مواجهة طريق الحرير.

 

تهميش مضيق باب المندب

وعلى جانب آخر، قال أستاذ الاقتصاد في جامعة تعز محمد قحطان،  في تصريحات صحفية سابقة، إن "هجمات الحوثيين سترفع تكلفة التأمين على النقل البحري عبر باب المندب، كما ستؤدي إلى تكثيف التواجد العسكري للدول الاستعمارية المنتشرة في البحر الأحمر وعلى رأسها الولايات المتحدة، والتي ستوظف ذلك بتنفيذ مخططاتها الرامية لتهميش مضيق باب المندب من خلال توجيه حركة النقل التجاري البحري لطرق بديله تكون تحت سيطرتها مثل مشروع الطريق الرابط بين دول آسيا وأوروبا عبر البحر المتوسط (طريق الهند ـ أوروبا) وإعادة تفعيل طريق رأس الرجاء الصالح".

 

تعاون إسرائيلي حوثي

وعلى جانب آخر، أشار خُبراء إلى أن فكرة التعاون الحوثي الإسرائيلي ليست مُستبعدة، حيث تحدثوا عن تنفيذ جماعة الحوثي (ذراع إيران في اليمن) حلم إسرائيل في تهريب يهود اليمن إلى إسرائيل عبر عملية سرية من مناطق سيطرة الجماعة، بالإضافة لتهريبهم أيضًا نسخ تاريخية من التوراة، وهو حلم طالما حلمت به إسرائيل منذ عقود وجاء التنفيذ على يد الحوثي، وهو ما يجعل الحديث عن أن هجمات الحوثي في البحر الأحمر وباب المندب قد يكون هدفها بالفعل خدمة إيجاد إسرائيل بديل لقناة السويس.