أخبار وتقارير

مقال للأعسم يمس مشاعر وقلوب الجنوبيين.. مشروع صغير اكتفوا فيه بالحاشية (تقرير)


       

تقرير عين عدن – خاص

مَس مقال للصحفي الجنوبي ياسر محمد الأعسم مشاعر وقلوب الكثير من أبناء الجنوب، حيث عبر الكثيرون منهم (على مواقع التواصل الاجتماعي) عن أن ما جاء في المقال هو تعبير جاد عما يشعرون به تجاه ما يدور حولهم من أوضاع سياسية واقتصادية واجتماعية، فقد تحدث الأعسم في مقاله عن كُل شئ بداية من عهد الرئيس سالم ربيع علي الشهير بـ(الرئيس سالمين)، مرورًا بالوحدة، ثُم الحرب التي شنها الشمال على الجنوب وحتى يومنا هذا.

 

ولدت لأبوين جنوبيين

تحدث الصحفي الجنوبي ياسر محمد الأعسم، في بداية مقاله عن أنه ولد لأبوين جنوبيين، في عهد ما أسماه رئيس الكادحين (سالمين)، مُشيرًا إلى أنه مثله مثل أبناء جيله، جرفتنا تياراتهم، وصراعاتهم، ومؤامراتهم، حتى أمسينا قضية بلا وطن (حسب قوله)، ثُم ذهبوا إلى الوحدة، فكنت يمنياً جنوبياً وحدوياً، وبعد بطشهم، وكابوس نظامهم ، عدت مواطناً جنوبياً حراكياً، ومتهماً كشرذمة انفصالية، كما كنت جنوبياً مقاوماً من الذين صمدوا في عدن، عندما غزتها جحافلهم، ومن الذين كبروا لنصرها، وسجدوا حمداً وشكراً لليلة تحريرها.

 

مُباركة ميلاد المجلس الانتقالي

وتابع الأعسم، إنه كان جنوبياً فخوراً، حضر يوم استقبلوا المقاوم الشجاع (عيدروس الزبيدي) في عدن، واختاروه قائداً للمقاومة الجنوبية، وكنت جنوبياً مفجوعاً، شهدت اغتيال المحافظ النبيل جعفر (رحمة الله تغشاه) وربما خفف من أحزاني ترشيح القائد (عيدروس) مكانه، وغضبت حين عزلوه، مُشيراً إلى أنه كان أيضاً جنوبياً انتقالياً من لحظة صعود القائد (عيدروس) منصة ساحة العروض، ملوحاً بيده، ومن أول المفوضين، وباركت ميلاد المجلس الانتقالي.

 

النبش لا يخدم القضية

وأضاف الصحفي الجنوبي ياسر محمد الأعسم، أنه كان أيضًا انتقاليًا مُخلصًا مؤمنًا بالتحرير والاستقلال، ولم يهمه حينها، أن كان مشروعهم بلا رؤية، طالما الهدف والمصير واحد، مُشيرًا إلى أنه  كان انتقاليا مثاليًا بشريحة جنونية واحدة، ولم يهز ثقته وجود متحزبين، وأسماء من وصفهم بـ"أبو شريحتين"، وأن المخبرين في مقدمة صفوف المجلس، فالنبش لا يخدم القضية، وكان من الضرورة طي الصفحة، كما أشار إلى أنه كان انتقاليا مُتحمساً لم يزعجه تهميش وإقصاء الشرفاء، والمُناضلين، والحراكيين الحقيقيين، معتقدا أن المشاريع الوطنية العظيمة لا تقف عند الأشخاص، وكلنا سياتي دورنا.

 

تضحية الآف الشهداء لن تذهب هباء

وزاد الأعسم بالقول، إنه كان انتقالياً من صميم وجداني معجباً بتكتيكاتهم، ولم يكن يراودني شك أن اللقاء بالسفير خطوة تاريخية، والاجتماع بمبعوث سيفتح الأبواب للقضية، والجلوس على طاولة التفاوض انتصار، ولم توسوس نفسي، أنهم ربما يركبون المناصب، ويزبطون الشعب، والقضية، كما أشار إلى أنه كان انتقاليًا بريئًا، مُطمئنا أن تضحية الآف الشهداء لن تذهب هباء، وأن الجرحى لن يتعافوا على فراشهم، وأن قائدنا سيكون أخاً للأرامل، وأباً للأيتام.

 

انتقالياً طبلاً مطبلاً أصيلاً

وشدد على أنه كان انتقالياً بثوابت على يقين أن الجنوب بأياد أمينة، وأننا قاب قوسين من استعادة دولتنا، وأن الشعب تنتظره حياة كريمة، كما كان انتقالياً متفائلاً، قناعتي أن المجلس سيعيد الاعتبار لأبناء عدن،  كوادرها، ولن تخونهم عدالتهم، وكان انتقاليا زاهدا متعبدا، أراهم يزوروني في المنام، وإذا هجاني أحدهم بتآلهة الأصنام، أرد بنشوة وثقة: "نحن لا نعبد البشر، ولكن نعرف قيمة الرجال"، وكنت انتقاليا طبلا مطبلا أصيلا، وكان ظني أنهم يملكون أجنحة الحرية، ولكن أرهقني زحفهم، وتخبطهم.

 

مشروع صغير اكتفوا فيه بالحاشية

 وتابع  الصحفي الجنوبي ياسر محمد الأعسم، أنه بعد سنة تقريبا من تأسيس الانتقالي، حملت رسميا بطاقته، وبعد سنة تقريبا من العضوية، انسحبت، مُشيرًا إلى أنه وجد نفسه على هوامشهم، وفي زوية رمادية، وأكتشف أن مشروعهم صغير، وأنهم اكتفوا بالحاشية، مُشيرًا إلى أنه طالما كان التحزب قيدا نكرهه، ولكني حسبته كيانا شعبيا يمثلني، أكثر من كونه نهجاً سياسيا، يشرع اللعب بالبيضة، والحجر، كانت تجربة حية، وقد هذبتني، وبراءتني من عدم المبادرة، ولا أسجل ندمي، بقدر شعوري بالخيبة تصفعني في كل مرة،  لن نخرق السفينة، ولكن لابد من عقد اجتماعي جديد في الجنوب.

 

مقال يُعبر عما بداخل كل جنوبي

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، أشاد الكثير من النُشطاء بالمقال واعتبروه يُعبر عما بداخل كل جنوبي لم يترك فُرصة إلا وحاول من خلالها دعم قضية الجنوب دون الاهتمام بمن يقود سفينة القضية مادام الهدف هو تحقيق ما يصبوا إليه شعب الجنوب، كما أشاروا إلى أن مقال الأعسم تحدث فيه بوضوح عن بداية القصة حتى نهايتها ليضع كُل مسؤول عند مسؤوليته في سبيل تصويب المسار حتى لا يتم فقدان الفُرصة تلو الأخرى لإقامة دولة جنوبية.