أخبار وتقارير

هجمات الحوثي بين مخاوف من عودة أزمة الشحن التجاري لليمن وعسكرة الاستعمار للبحر الأحمر وباب المندب (تقرير)


       

تقرير عين عدن – خاص

 
لم تترك جماعة الحوثي مسعاً لتدمير اليمن إلا وسلكته بداية من الانقلاب على الشرعية الدستورية، مرورًا بتفخيخها كُل شبر من أراضي بلادنا عبر ألغامها الشيطانية، وتجنيدها للأطفال المُغرر بهم ضمن عناصرها لتلقيهم في مهلكة الحرب وويلاتها للقضاء على مستقبل اليمن، بالإضافة لاحتفالاتها الطائفية التي تحاول من خلالها تطييف الشعب، وصولًا لتهديدها التجارة العالمية المارة عبر باب المندب والبحر الأحمر مما يؤثر على اليمن في المقام الأول.
 

إيه بي مولر ميرسك توقف رحلاتها عبر باب المندب

هجمات الحوثي أدت إلى إعلان خطوط ملاحية عالمية فاعلة، الامتناع عن المرور في هذا الشريان الحيوي، حيث أصدرت شركة شحن الحاويات العملاقة "إيه بي مولر ميرسك" تعليمات لسفنها المتجهة إلى المدخل الجنوبي للبحر الأحمر بوقف رحلاتها، حيث أشارت إلى أنه بعد الحادث الوشيك الذي تعرضت له سفينة (ميرسك جبل طارق)، والهجوم الآخر على سفينة حاويات أخرى، أصدرنا تعليمات لجميع سفن (ميرسك) في المنطقة المتجهة للمرور عبر مضيق باب المندب بإيقاف رحلاتها حتى إشعار آخر.
 

هاباج لويد تُعلق رحلاتها عبر البحر الأحمر

وأعلنت شركة شحن الحاويات الألمانية "هاباج لويد"، أيضًا تعليق رحلاتها عبر البحر الأحمر مؤقتاً، بعد ساعات من تعرّض إحدى سفنها لهجوم بالقرب من اليمن، كذلك قالت شركتان لناقلات النفط إنهما تصران على وجود بند في العقود يسمح لهما بتحويل سفنهما للإبحار حول أفريقيا إذا رأوا أن المياه قبالة اليمن غير آمنة. إذ قالت مالكة ناقلات النفط العملاقة، "يوروناف" إنها تصر على منح سفنها خياراً في جميع المواثيق لتجنب البحر الأحمر.
 
 

هجمات تؤثر على اليمن

وعلى جانب آخر، قال خُبراء، إن هجمات الحوثيين المكثفة في البحر الأحمر، تُربك حركة التجارة الدولية، لاسيما بعد إعلان خطوط ملاحية عالمية فاعلة، الامتناع عن المرور في هذا الشريان الحيوي، الأمر الذي يؤثر حتما على الكثير من الأسواق ومنها اليمن أيضا التي تترقب انعكاسات على حركة الاستيراد، كما أشاروا إلى أن إقدام "ميرسك"، وهي ثاني أكبر شركة لخدمات الشحن البحري في العالم، على إيقاف عملياتها عبر البحر الأحمر، قد يكون له تبعات جسيمة على عدد كبير من الدول ومنها اليمن نفسه، الذي يعتمد على استيراد 90% من احتياجاته السلعية من الخارج.
 

مخاوف واسعة من تبعات على السوق اليمنية

من جانبه قال المُحلل الاقتصادي فؤاد نعمان، في تصريحات صحفية، إن هناك مخاوف واسعة من تبعات ما يجري في البحر الأحمر وباب المندب على السوق اليمنية، من حيث المعروض السلعي وصعوبات الاستيراد والشحن التجاري إلى البلد الذي يتوقع أن تتضاعف بشكل كبير بسبب ما يحدث، حيث من المرجح أن ترفض شركات الشحن والتأمين العالمية التعامل مع الموانئ اليمنية.
 

تجدد أزمة الشحن التجاري

وتسود مخاوف من عودة أزمة الشحن التجاري إلى اليمن في ظل التحركات الأمريكية الواسعة لتشكيل تحالف عسكري دولي في البحر الأحمر لمواجهة الحوثيين، ولا يستبعد خبراء تجدد أزمة الشحن التجاري بعد فترة من الهدوء ونجاح الوساطة العمانية والأممية بخفض حدة التوتر بين جميع الأطراف لتهيئة الأجواء التي تسمح بالتوصل إلى هدنة تفضي لإطلاق عملية سياسية شاملة لإحلال السلام في البلاد.
 
 

تكثيف التواجد العسكري للدول الاستعمارية

وعلى جانب آخر، قال أستاذ الاقتصاد في جامعة تعز محمد قحطان،  في تصريحات صحفية، إن "هجمات الحوثيين سترفع تكلفة التأمين على النقل البحري عبر باب المندب، كما ستؤدي إلى تكثيف التواجد العسكري للدول الاستعمارية المنتشرة في البحر الأحمر وعلى رأسها الولايات المتحدة، والتي ستوظف ذلك بتنفيذ مخططاتها الرامية لتهميش مضيق باب المندب من خلال توجيه حركة النقل التجاري البحري لطرق بديله تكون تحت سيطرتها مثل مشروع الطريق الرابط بين دول آسيا وأوروبا عبر البحر المتوسط (طريق الهند ـ أوروبا) وإعادة تفعيل طريق رأس الرجاء الصالح".
 

تأثر اليمن من ارتفاع تكاليف الشحن التجاري

ويتوقع قحطان تأثر اليمن من الارتفاع المحتمل في تكاليف الشحن التجاري، ومواجهة البلاد المزيد من صعوبة الاستيراد وهي دولة استهلاكية تعتمد بدرجة رئيسية على ما يصلها من الواردات من الأسواق الخارجية، مشيرا إلى أن التضييق على حركة المرور الدولية عبر باب المندب يعني مزيدا من انهيار وضع التجارة الخارجية لليمن، وبالتالي مزيد من التدهور الاقتصادي والإنساني.