أخبار وتقارير

حتى المياه لم تسلم من الجبايات.. عدن تئن وأبنائها على حافة الجوع (تقرير)


       

تقرير عين عدن – خاص

لازالت الجبايات تزداد وتستحدث يومًا بعد يوم في عدن، ما جعلها تزيد من مُعاناة المواطنين على مُعاناتهم، لدرجة أنها أوصلت البعض منهم دون مُبالغة إلى مستوى الجوع بسبب تسبب هذه الجبايات في ارتفاع الأسعار لمستوى لم يسبق له مثيل، كما تسببت هذه الجبايات في شل الحركة التجارية بسبب رفض التُجار لهذه الجبايات وتفضيلهم العودة ببضائعهم عن عرضها في الأسواق ودفع الجبايات، مما تسبب في خنق المواطنين في العاصمة، وهو ما يوحي بنتائج لا يُحمد عقباها.

 

 2000 ريال على كل بوزة مياه

فقد اشتكى عدد من المواطنين من فرض جبايات جديدة من قبل قوات في العاصمة عدن، حيث قال مصدر محلي إنه حتى بوزة الماء خصصوا لها دورية مشرفة عليها تأخذ كوشن بـ2000 ريال على كل بوزة ماء تخرج من جولة الكثيري في المنصورة، حيث طالب المواطنون محافظ العاصمة عدن أحمد حامد لملس بمنع هذه الجبايات التي ترهق المواطن في ظل هذه الظروف التي تمر بها البلاد.

 

خنق المواطنين في عدن

واشتكى مواطنون آخرون من إصرار نقاط الجبايات على حصار وخنق المواطنين في عدن دون رقيب او حسيب، حيث قال مواطنون، إنهم ذهبوا إلى سوق المنصورة المركزي ليتفاجئوا بوصول سعر سلة الطماطم إلى ٣٥ ألف ريال والبصل ٤٠ كيلو بـ٥٠ ألف، وعندما سألنا عن سبب هذا الغلاء كانت الصدمة مدوية أخبرونا بأن سيارات مُحملة بالطماطم والبصل قادمة من لودر يوم امس وتم ارجاعها من شقرة، بسبب مُطالبتهم بـ500 ألف من كل جامبوا حق الميزان، وعندما تم إخبارهم بان هناك قرارات برفع الجباية، اخبروا المواطنين بأنها لم تُنفذ.

 

رسالة من رجل أعمال

ونقل الكاتب الصحفي والمُحلل السياسي ياسر اليافعي، عبر حسابه على منصة إكس رسالة من رجل أعمال قال فيها: " أقسم بالله كرهونا بالعمل، جبايات تصل الى مليون ومائة الف ريال حتى تصل الشاحنة إلى عدن، التجار سيعلنون الافلاس اذا استمر الوضع كذا"، وبحسب رجل الأعمال النقطة كانت تأخذ مبلغ وقدره مائة ألف ريال رسوم ثُم ارتفعت إلى ثلاثمائة الف ريال.

 

زيادة مُعاناة مواطني عدن

وتساءل ياسر اليافعي: من المسؤول عن تطفيش التجار؟، مُشيرًا إلى أن هذه الممارسات مُمارسات تطفيش وتدمير للاقتصاد بالأخير المواطن يتحمل الكلفة والمواطن منهك ما يقدر يشتري، وهو ما يعني تراجع القوة الشرائية وهذا سيدفع التجار إلى الأفلاس أو نقل تجارتهم إلى مناطق أخرى، وزاد اليافعي بالقول (من المسؤول عن زيادة معاناة المواطن؟، ولماذا في عدن بالذات المُضايقات لهم على كافة الأصعدة).

 

جبايات في مطار عدن

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، قال أحد النُشطاء: لم يحدث هذا الفعل القبيح  والمُخجل في أي من مطارات العالم أن يفرضوا جباية على المواطن، إلا في مطار عدن الدولي وبسندات رسمية، جبايات على المُسافرين والقادمين، مبلغ 1500 ريال مُحددين بالسند أجرة العامل وأجرة عربية نقل للعفش برغم ان تذاكر طيران اليمنية تعتبر الأغلى عالميًا.

 

محال تُغلق أبوابها بسبب الجبايات

وعلى جانب آخر، قال مُلاك محلات تجارية، إن إغلاقهم  لمحالهم ليس بسبب الركود الاقتصادي، حيث أشاروا إلى أن السبب الرئيس الجبايات الباهضة وغير قانونية، كما أكدوا أن الجبايات المفروضة رفعت ستة أضعاف مفرش مترين في مترين بالشيخ عثمان، منذ مطلع التسعينيات كان يدفع مالكه إيجار للبلدية ثلاثة ألف ريال شهريا بإجمالي مبلغ 36 الف سنويا، الآن يدفع 240 الف سنويا بمقدار 20 الف شهريا، كما أن رسوم ترخيص مزاولة المهنة التي تجدد مع بداية كل عام كانت 16 الف ريال الآن 70 ألف منها 48 ألف رسوم نظافة سنوية بعدما كانت السنة بألف ريال سنويا، أما المطاعم رفعت الرسوم لأكثر من مليون ريال.

 

جبايات أحدثت فوضى كبيرة

من جانبه، قال القيادي في الحراك الجنوبي الدكتور عبدالرحمن الوالي، إن الجبايات في عدن أصبحت نظام سائد وأحدثت فوضى كبيرة، وكتب عبر حسابه على منصة إكس: "أصبحت (فوضى) الجبايات والرشوة نظام سائد في الجنوب وبالذات عدن"، وأردف الوالي قائلًا: "يعتبرها المعنيون ومن يتحكمون بعدن مثلاً كحقوق، فيتمادون في تعميقها وتثبيتها وليس محاربتها".

 

مُطالبات للزبيدي بمنع الجبايات

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، طالب أحد النُشطاء اللواء عيدروس قاسم  الزُبيدي بإصدار قرار بمنع الجبايات في لحج وأبين عن الخضروات والفواكه والدجاج والبيض، مُختتماً منشوره بالقول: إذا تحب أبناء عدن، بينما طالب ناشط آخر المجلس الانتقالي الجنوبي بالوقوف مع المواطن والتدخل لوقف الجبايات المفروضة على التُجار ومُحاربة الفساد، مُعتبرًا أن هذه الجبايات ترفع الأسعار وتُدمر الاقتصاد.