أخبار وتقارير

الاهتمام الحوثي المُفاجئ بالمتسولين بين مساعي تجنيدهم واستغلالهم للحصول على تمويل دولي ومحلي (تقرير)


       

تقرير عين عدن – خاص

في خطوة حوثية جديدة تهدف من خلالها الجماعة لاستغلال أزمة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لجأت الجماعة إلى إلزام زعماء عصابات التسول بدفع إتاوات تحت اسم تبرعات لأهل غزة، مقابل التقاضي عن أنشطتهم، بينما يتم اقتياد الأطفال إلى المعسكرات وجبهات القتال.

 

أمر مُريب

وبدأت جماعة الحوثي توسيع أنشطتها المزعومة في مكافحة التسول بعدد من المُحافظات، بما فيها النائية التي يغلب عليها الطابع الريفي، وهو ما أثار استغراب الناشطين الذين وصفوا الأمر بالمريب؛ حيث إن التسول يحتاج إلى ازدحام سُكاني وحركة تجارية نشطة، بينما تلك المناطق يعاني أهلها من فقر شديد أصلاً، كما نظمت الجماعة عبر عدد من الإدارات والمجالس المحلية التي تسيطر عليها في عدد من المحافظات، اجتماعات ولقاءات لتوسيع حملة مكافحة التسول المزعومة، وعلى الرغم من أن اللقاءات طغت عليها السرية فإن وسائل الإعلام الحوثية أعلنت عن بعضها.

 

اقتياد المتسولين إلى معسكرات التدريب

وكانت الجماعة قد أعلنت عن تشكيل لجنة أمنية لترجمة ما سمَّته «موجهات» زعيمها عبد الملك الحوثي لمكافحة التسول، وإعداد مصفوفة عمل حول التطبيق العملي لمكافحة التسول وتعميمها على كافة المحافظات، واتخاذ إجراءات ضبط وتحرٍّ وتحقيق للقبض على عدد من العصابات المنظمة التي تمارس هذا النشاط، مستغلة حاجة الأفراد ومعاناتهم، وإنشاء مراكز لمكافحة التسول، حيث ذكرت تقارير صحافية وناشطون أن تلك الإجراءات كانت غطاء لعمليات الاستقطاب واستغلال المتسولين، وأن مراكز مكافحة التسول لم تكن سوى معسكرات لغسل أدمغة الأطفال وتجنيدهم للقتال، بينما كانت مهام اللجنة الأمنية اقتياد المتسولين إلى معسكرات التدريب.

 

اهتمام مُفاجئ بالمتسولين

ورجَّح مُراقبون ومحللون، أن تكون عصابات التسول الحالية تتبع عصابات أكبر أو شخصيات وقيادات نافذة، ففي السابق كانت سلطات الجماعة الحوثية ترفض الاهتمام بالتسول، بزعم أنها مشغولة بالحرب والمعارك ومواجهة الإرهابيين والمخربين كما تزعم، وأن التسول قضية هامشية، لكن الحال تغير منذ عامين بتوجيهات من زعيم الجماعة.

 

السعي للحصول على التمويل والدعم الدوليين

وقال نشطاء على مواقع التواصل، إن سبب الاهتمام الشديد بقضية التسول، هو السعي للحصول على التمويل والدعم الدوليين وإلزام القطاع الخاص بالتمويل من جهته؛ حيث أشاروا إلى أن الحوثي تعمدت تجاهل جهود الجمعيات والمنظمات الجماهيرية التي كانت تنشط في هذا المجال إلى أن أغلقت غالبيتها، ولا يوجد اهتمام دولي لمعالجة قضايا التسول بشكل مباشر، إلا أن جهات التمويل الدولية تخصص كثيراً من الأموال لمواجهة الفقر.