أخبار وتقارير

العليمي يُسقط أحداث غزة على أزمة اليمن.. تحذير من حُكم سياسة الغاب للعالم (تقرير)


       

تقرير عين عدن - خاص

خطاب يحمل الكثير والكثير من المعاني تحدث به فخامة الرئيس رشاد محمد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي، أمام القمة العربية الإسلامية التي عُقدت في عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض، كشف فيه إلى حد كبير عدم قُدرة الأمم المُتحدة والمُجتمع الدولي على فرض قراراتهم، وعدم قدرتهم أيضًا على مواجهة القوى التي لا تُريد إقرار السلام.

 

تجاهل قوة الحق لمصلحة حق القوة

الرئيس رشاد محمد العليمي، أسقط ما يحدث في فلسطين على ما يحدث في اليمن، من خلال الحديث عن أن ما يحدث في فلسطين اليوم هو نتيجة متوقعة عندما يتم "تجاهل قوة الحق لمصلحة حق القوة، وعند رفض جميع مبادرات السلام، ولجوء الاحتلال المستند على فائض القوة الى فرض سياسات الامر الواقع، وعندما يتخاذل المجتمع الدولي عن دوره الأخلاقي والقانوني، والسياسي في حل القضايا العادلة".

 

ودلل الرئيس العليمي على ذلك بواقع اليمن أثر انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران على الشرعية الدستورية والوفاق الوطني، "حيث قاد عدم تطبيق قرارات الشرعية الدولية، ووقوع القوى الكبرى في حسابات غابت عنها مصالح الشعب اليمني، الى مزيد من الخراب، وتمكين الجماعة، والتنظيمات الارهابية من خلط الأوراق، والمساومة بالقضايا الوطنية، والقومية وأوجاع الناس الذين يدفعون الثمن الأكبر للحرب".

 

 

فلسطين جوهر الوجدان العربي

وجدد الرئيس رشاد محمد العليمي، التأكيد على الموقف اليمني، والعربي الثابت، الداعم لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وتلبية حقوقه المشروعة، وفي طليعتها إقامة دولته المستقلة ذات السيادة، وفقا لقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، كما أشار إلى أن الوقائع التي تهز المنطقة منذ أسابيع، تؤكد أن فلسطين ماتزال وستظل هي قلب، وجوهر الوجدان العربي، والإسلامي ومحور أمنه القومي.

 

دولة ذات سيادة

وقال "من واقع هذه التجربة، وإيمانا بالقضايا العادلة تقف الجمهورية اليمنية اليوم، وكما كانت دائما الى جانب الشعب الفلسطيني، وكافة الشعوب المتطلعة للعدالة، والمساواة، وانهاء العنصرية بكافة اشكالها"، مؤكدًا بأن على سُلطة الاحتلال الإسرائيلي أن تدرك، أن الدولة ذات السيادة، هي مصير حتمي لنضال الشعب الفلسطيني، كما ان عليها ان تدرك بوضوح مؤازرتنا الجماعية لهذا الحق المشروع، وتمسكنا باللاءات العربية، والاسلامية المعلنة: لا لتصفية القضية الفلسطينية، لا للتهجير القسري، ولا لتهديد مصالح شعوبنا، وامن منطقتنا تحت أي ظرف كان".

 

دعم مُطلق للقضية الفلسطينية

وأكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي، ثبات المواقف الرسمية، والشعبية العربية والإسلامية الرافضة للتصعيد الإسرائيلي الغاشم في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قائلا "أنه في كل اختبار تجد إسرائيل، الموقف المقاوم ذاته، والوحدة والتضامن الشعبي العارم كما كان أول مرة"، وها هي اليوم تواجه من خلال هذه القمة نفس الرسالة الواضحة التي تؤكد عدالة القضية الفلسطينية، والدعم المطلق لها، ولمنظمة التحرير الفلسطينية، والرئيس محمود عباس وحكومته، كممثل شرعي للشعب الفلسطيني، وتعزيز الجهود الجماعية والمتعددة الاطراف من أجل وقف فوري للعمليات العسكرية الاسرائيلية، وحماية المدنيين المحاصرين، وتمكينهم من الحصول على المساعدات المنقذة للحياة".

 

 

 

موقف وكلمة سواء

وخاطب العليمي قادة الدول العربية والاسلامية، قائلا" ان الطريق الأمثل الى نصرة الشعب الفلسطيني، يتطلب ان نكون على موقف وكلمة سواء، وتقوية دولنا الوطنية وامننا القومي، وإنهاء الخلافات البينية، والحروب والنزاعات المسلحة".

 

دعوة الحوثي لإثبات جديتها إزاء السلام

وأضاف" لذلك نحن من جانبنا في مجلس القيادة الرئاسي؛ ندعو الجماعة الحوثية إلى إثبات جديتها ازاء مساعي السلام، وعدم استثمار مأساة الشعب الفلسطيني بتصعيدها المتزامن على كافة الجبهات مع المحافظات المحررة، وانهاء حصار المدن، والتوقف عن زرع الألغام المحرمة دوليا، او استمرار استهداف المدنيين بالصواريخ، والطائرات الانتحارية.

 

وحض الرئيس رشاد محمد العليمي، جماعة الحوثي على "التعاطي المسؤول مع خارطة الطريق المطروحة من الاشقاء في المملكة العربية السعودية، لوقف إطلاق النار، واحياء العملية السياسية الشاملة التي تحفظ لليمن هويته ومكانته، وتعيده الى محيطه العربي، والاسلامي أكثر قوة في دعم قضايا الامة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وتعزيز الامن والاستقرار للمنطقة، والعالم".

 

سياسة الغاب

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، أشاد نُشطاء بكلمة الرئيس العليمي في القمة العربية الإسلامية، حيث أشاروا إلى أنه نجح في وضع الأمم المُتحدة والمُجتمع الدولي أمام مسؤولياتهم، ومثلت كلمته تحذيراً بأن تكون سياسة الغاب هي من تحكم العلاقات بين الدول والعلاقات بين المكونات السياسية، كما أظهر الدعم اليمني الكبير للقضية الفلسطينية على كافة المستويات، كما كشف التهرب الحوثي الدائم من مبادرات السلام.