أخبار وتقارير

إشادات بدمج المملكة للقمتين العربية والإسلامية.. دعوة لوحدة المسلمين في مواجهة الاحتلال (تقرير)


       

تقرير عين عدن - خاص

دائمًا ما كانت القضية الفلسطينية على قائمة أولويات المملكة العربية السعودية وقياداتها، وبذلت بلاد الحرمين من أجلها الغالي والنفيس، فالجميع يتذكر بكُل فخر إجابة الملك  الراحل فيصل بن عبدالعزيز آل سعود (طيب الله ثراه) على سؤال ل بي بي سي حول أمنية يتمناها، فأجاب بأنه يتمنى زوال إسرائيل، وهو رد اعتبر واحدا من أقوى الردود في القرن العشرين، فكان ذلك استراتيجية وسياسة سعودية على الدوام لا يُمكن لأحد أن يغفلها.

 

مواقف سعودية دعمًا لغزة وفلسطين

ومع انطلاق أحداث غزة الحالية، اتخذت المملكة العربية السعودية العديد من المواقف دعمًا للقضية الفلسطينية ولحق الشعب الفلسطيني في أن يكون له دولة مُستقلة، ورفضًا للهجوم البربري والحرب الغير مُتكافئة التي تخوضها دولة الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة المُحاصر، ومُطالبتها بوقف القصف والسماح بدخول المُساعدات.

 

قمتان من أجل غزة وفلسطين في المملكة

المملكة العربية السعودية لم تكتف فقط بمجرد التصريحات وعقدت قمتين على أراضيها دعمًا لغزة وللقضية الفلسطينية، أحداهما عربية إسلامية والأخرى أفريقية سعودية، أكدا على ضرورة وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وضرورة حماية المدنيين وفقاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وضرورة تمكين المنظمات الأممية من أداء عملها في قطاع غزة، وأهمية الدور الذي يجب أن يضطلع به المجتمع الدولي في الضغط على الجانب الإسرائيلي لإيقاف الهجمات الإسرائيلية والتهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة الذي يعد انتهاكا صارخاً للقانون الدولي الإنساني والقوانين الدولية.

 

دمج القمة العربية والإسلامية لتوحيد الجهود

وكانت وزارة الخارجية السعودية، قد أشارت إلى أن المملكة قررت عقد (قمة عربية إسلامية مشتركة غير عادية) بشكلٍ استثنائي في الرياض، عوضًا عن "القمة العربية غير العادية" و"القمة الإسلامية"، استجابةً للظروف الاستثنائية التي تشهدها غزة وبعد تشاور المملكة مع جامعة الدولة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي؛ استشعارًا من قادة جميع الدول لأهمية توحيد الجهود والخروج بموقف جماعي موحد يعبر عن الإرادة العربية الإسلامية المُشتركة بشأن ما تشهده غزة والأراضي الفلسطينية من تطورات خطيرة وغير مسبوقة تستوجب وحدة الصف العربي والإسلامي في مواجهتها.

 

حرب إسرائيلية شعواء

صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، قال خلال القمة الإسلامية العربية المشتركة غير العادية في العاصمة السعودية الرياض، إن انعقاد هذه القمة يأتي في ظروف استثنائية ومؤلمة، ونجدد رفضنا لهذه الحرب الشعواء، التي يتعرض لها الأشقاء الفلسطينيون، مُشيرًا إلى أن المملكة بذلت جهودا حثيثة منذ بداية الأحداث في غزة، واستمرت بالتشاور والتنسيق لوقف الحرب، مُجددًا مطالبا بوقف الفوري للعمليات العسكرية، والإفراج عن الرهائن المحتجزين وحفظ الأرواح.

 

كارثة تشهد على فشل مجلس الأمن

وتابع الأمير محمد بن سلمان: "إننا أمام كارثة إنسانية تشهد على فشل مجلس الأمن والمجتمع الدولي في وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية، لتبرهن على ازدواجية المعايير"، مؤكدًا أن "الأمر يتطلب منا جهدا جماعيا منسقا للقيام بتحرك فعال لمواجهة هذا الوضع المؤسف.

 

رفض المملكة تهجير سكان غزة

وأشار الأمير محمد بن سلمان، إلى أن “المملكة تؤكد رفضها القاطع لاستمرار العدوان والتهجير القسري لسكان غزة، ونحمّل سلطات الاحتلال مسؤولية الجرائم المرتبكة بحق الشعب الفلسطيني" وندعو إلى العمل معا لفك الحصار، بإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى غزة".

 

إنهاء الاحتلال السبيل لتحقيق السلام

وقال ولي العهد السعودي، “إننا على يقين بأن السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة هو إنهاء الاحتلال والحصار والاستيطان وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية”.

 

العمل على كسر حصار غزة

القمة العربية الإسلامية التي استضافتها المملكة العربية السعودية، خرجت بمشروع قرار تضمن دعم الشعب الفلسطيني والضغط لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتمسك بحل الدولتين ومبادرة السلام العربية كمرجعية، والعمل على "كسر الحصار على غزة وفرض إدخال قوافل مساعدات إنسانية عربية وإسلامية ودولية"، تشمل الغذاء والدواء والوقود إلى القطاع بشكل فوري، ودعوة المنظمات الدولية إلى المشاركة في هذه العملية، وتأكيد ضرورة دخول هذه المنظمات إلى القطاع، وحماية طواقمها وتمكينها من القيام بدورها بشكل كامل".

 

ربط إقامة علاقات مع إسرائيل بإنهاء الاحتلال

وأشار المشروع إلى مبادرة السلام العربية باعتبارها "الموقف العربي التوافقي الموحد وأساس أي جهود لإحياء السلام في الشرق الأوسط، والتي نصت على أن الشرط المسبق للسلام مع إسرائيل وإقامة علاقات طبيعية معها، هو إنهاء احتلالها لجميع الأراضي الفلسطينية والعربية، وتجسيد استقلال دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بما فيها حقه في تقرير المصير وحق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين وحل قضيتهم بشكلٍ عادل.

 

بيان الرياض

أما القمة السعودية الإفريقية، فقد أكد البيان الختامي للقمة على أهمية الدور الذي يجب أن يضطلع به المجتمع الدولي في الضغط على الجانب الإسرائيلي لإيقاف الهجمات الإسرائيلية والتهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة الذي يعد انتهاكا صارخاً للقانون الدولي الإنساني والقوانين الدولية، وأشار البيان الذي يحمل إسم "بيان الرياض"، إلى ضرورة إنهاء السبب الحقيقي للنزاع المتمثل في “الاحتلال الإسرائيلي”، وأهمية تكثيف الجهود للوصول إلى تسوية شاملة وعادلة للنزاع، وفقاً لمبدأ حل الدولتين.

 

فشل المجتمع الدولي في وقف الاعتداء الإسرائيلي

وفي نفس وقت القمتين شاركت المملكة العربية السعودية ايضًا في إطار تحركاتها دعما للقضية الفلسطينية في اجتماع إحاطة عقدته اللجنة الدولية المعنية بالتحقيق في الانتهاكات في الأراضي الفلسطينية المحتلة مع مجموعة من الخبراء والسفراء، حيث أكد المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية في الأمم المتحدة بجنيف السفير عبد المحسن بن خثيلة، خلال مُشاركته أن ما نشهده الآن يمثّل فشلاً للمجتمع الدولي في وقف ما تقوم به قوات الاحتلال.

 

إدانة تصريح إسرائيل بقصف غزة بالنووي

وأوضح بن خثيلة أن "سياسة ازدواجية المعايير والانتقائية في الالتزام بقوانين وقرارات الأمم المتحدة، لها عواقب وخيمة تتجاوز هذه الأزمة وتؤثر على شرعية قواعد القانون والنظام الدوليين"، ودعا، إلى "ضرورة وقف العدوان على قطاع غزة، والالتزام بالمواثيق والقوانين الدولية"، كما دان بأشد العبارات “التصريحات المتطرّفة من حكومة الاحتلال الإسرائيلي بشأن إسقاط قنبلة نووية على قطاع غزة المحاصر”.‎

 

إشادة النشطاء بدمج القمتين

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، أشاد نُشطاء بدمج المملكة العربية السعودية للقمة العربية والقمة الإسلامية في قمة واحدة، حيث أشاروا إلى أن المملكة تسعى من خلال ذلك إلى وحدة المُسلمين في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية في غزة وفي فلسطين بشكل عام، كما اشاروا إلى أن الدمج زاد من قوة تأثير القمة وجعل صداها أقوى على كافة المستويات، خاصةً مع مُشاركة دول لها وزنها على المستوى الإقليمي مثل تركيا وإيران وباكستان التي تعتبر القوة النووية الإسلامية الوحيدة بين الدول الإسلامية.