أخبار المحافطات

قيادات المؤتمر بصنعاء تلغي الاحتفالات بذكرى تأسيس الحزب


       

ألغى حزب المؤتمر الشعبي العام، رسمياً كافة الإجراءات الخاصة بالاحتفال بذكرى الأربعين لتأسيس الحزب التي تصادف اليوم الأربعاء 24 أغسطس، وذلك للمرة الأولى في تاريخ الحزب، الذي يواجه تهديدا وجوديا في مناطق سيطرة الحوثيون على خلفية مواقفه الوطنية المتمسكة بالنظام الجمهوري والوحدة الوطنية.

وبرر رئيس الحزب صادق أبوراس إلغاء الاحتفالات – في بيان حصل “يمن مونيتور” على نسخة منه – إلى الأوضاع الإنسانية الصعبة تشهدها أمانة العاصمة صنعاء وبقية المحافظات جراء استمرار الأمطار.

وقال: “حرصاً من قيادة المؤتمر على الإسهام المجتمعي فقد تم اختصار مظاهر الاحتفالات التي كان يجري التحضير لها في صنعاء وبقية فروع المؤتمر بالمحافظات والتوجيه بإحالة المخصص المالي للاحتفالية بالذكرى الأربعين على مستوى الأمانة العامة وفروع المؤتمر بالمحافظات، إلى وحدة الدفاع المدني”.

وفيما يشير إلى وجود تهديدات بالتصفية الجسدية لقيادات الحزب،، أكدت “اللجنة العامة للحزب، أن “القيادة المؤتمرية وتكويناتها المختلفة وفي مقدمتها اللجنة العامة متماسكة وموحدة وترفض بقوة أي محاولات لاستهداف المؤتمر وقيادته أو الإساءة لهما، وأنهما اكبر من الرد على تلك الاساءات أو الانجرار إليها”.

“انقسامات  يدعمها الحوثيون”

على صعيد متصل، أكدت قيادات في حزب المؤتمر “جناح صنعاء”، بوجود مساع حوثية لتهميشه وإلغاء دوره، من خلال دعم حالة الانقسامات داخل قيادات الحزب وسط انقسامات تدعمها الجماعة، وهو ما أضعف من دور الحزب ونشاطاته”.

وأوضحت قيادات حزب المؤتمر في حديث لـ”يمن مونيتور”، أن “رئيس المؤتمر الشعبي العام صادق بن أمين أبوراس تلقى تهديد مباشر وغير مباشر بالتصفية الجسدية مع عشرات من أعضاء حزب المؤتمر على خلفية رفض الحزب فصل نجل الرئيس السابق علي صالح من الحزب؛ بتهمة تتعلق بمشاركة مع دولة الامارات ثاني دولة في التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين”.

وأشارت هذه القيادات إلى أن “جماعة الحوثي لجأت إلى استقطاب أعضاء وقيادات وسطى لتحجيم وجود أعضاء الحزب في مؤسسات الدولة لدرجة ما يمكن وصفه بشن “حرب على أعضاء الحزب” ودفعهم للبقاء في منازلهم”.

“إلغاء مسيرة المؤتمر في تعز”

وفي محافظة تعز (جنوب غربي اليمن)، اعتذرت قيادة حزب المؤتمر الشعبي العام، عن إقامة “مسيرة جماهيرية”، قالت إنها استعدت لها بمناسبة الذكرى الـ40 لتأسيس الحزب.

وقال بيان فرع المؤتمر في تعز، إن “توجيهات من القيادة العليا للدولة”، أدت إلى إلغاء الاحتفال بذكرى تأسيس الحزب، والاكتفاء بفعالية رمزية، نتيجة أحداث ومستجدات ألقت بظلالها على المشهد أبرزها أحداث المناطق الجنوبية، وفق البيان

ودعا البيان أعضاء الحزب إلى “عدم الانشغال في البحث عن دوافع القرار وأسبابه، وتجاوز آثاره”، ولم يعلق على التوجيهات بإلغاء الاحتفالات، وقال إن قيادة الحزب لم يكن أمامها سوى الالتزام بتنفيذ التوجيهات.

وأكد أعضاء ومناصري الحزب، أن قرار إلغاء احتفالية الحزب جاء مخيّب لاستعداد وقواعد المؤتمر، معربين عن أسفهم لعودة الاختلافات والتباينات بين أجنحة المؤتمر المختلفة.

تأتي هذه الأحداث بعد إعلان رئيس المؤتمر الشعبي العام صادق بن أمين أبوراس في الخامس من شهر يوليو الماضي، بفصل “علي الزنم” عضو اللجنة الدائمة الرئيسية من  العضوية الدائمة وجميع تكوينات المؤتمر الشعبي العام بعد ظهوره بتصريحات هاجم خلالها رئيس الحزب وقيادات متعددة.

ويشير القرار إلى أن ذلك جاء “لثبوت قيامة بمخالفته بأعمال تخل بأهداف ومبادئ الميثاق الوطني ونظامه الداخلي ولوائحه المتفرعة عنه”، بالإضافة إلى ذلك اتهم القرار الزنم بـ”اخلاله بواجبات عضوية المؤتمر الشعبي العام والأضرار بوحدة المؤتمر وتعمد الإساءة له ولقيادته وظهوره في لقاءات وحوارات تسيئ للمؤتمر وتعمده الاستمرار في الإساءة وتشويه صورة المؤتمر امام المشاهدين،”.

وقال القرار إن الزنم: سعى لإنشاء ما يسمى (أحرار شباب المؤتمر) بهدف الأضرار بوحدة المؤتمر الشعبي العام، وإصدار البيانات العلنية المناهضة للمؤتمر وسياسته”.

وكان القيادي الزنم الذي ترشح لعضوية مجلس النواب، ظهر بتصريحات تهاجم قيادات الحزب بمن فيهم نائب رئيس الحزب أحمد علي عبدالله نجل الرئيس اليمني السابق الذي قتله الحوثيون، وهي التصريحات التي اعتبرها قادة الحزب معادية.

وتتنازع على حزب المؤتمر الشعبي العام عدة قيادات الأولى في صنعاء، والثانية في الرياض داعمة للحكومة المعترف بها دولياً، والثالثة في أبوظبي والقاهرة وعواصم دول أخرى.

ويتحالف حزب المؤتمر في صنعاء مع جماعة الحوثي المسلحة، وفي أبريل/نيسان2020 قام الحزب بفصل 31 من قياداته البارزة بينهم رئيس البرلمان سلطان البركاني.

وكان يرأس الحزب علي عبدالله صالح الرئيس اليمني السابق، وبعد مقتله على يد حلفاءه الحوثيين عام 2017م، انقسم الحزب للمرة الثانية بعد انقسامه مع سيطرة الحوثيين على صنعاء عام 2014 وتدخل التحالف لدعم الحكومة الشرعية في 2015.