أخبار وتقارير

محاولة اغتيال بن عزيز.. الرجل الذي نجح في جمع الأحزاب والقبائل والجيش في خندق واحد (تقرير)


       

تقرير عين عدن - خاص

 

دائمًا ما يسعى الأعداء أيًا كانوا من هُم إلى محاولات الاغتيال الخبيثة للتخلص من قيادات لم ينجحوا في مواجهتها على أرض المعارك، فلجأوا إلى مثل هذه العمليات الخبيثة التي تُعبر عن الجبن والضعف وعدم القُدرة على المواجهة وهو ما حدث مع رئيس هيئة الأركان الفريق الركن صغير بن عزيز أمس الثُلاثاء، أثناء عودته إلى محافظة مأرب من جبهات القتال.

 

محاولة اغتيال لم تكن الأولى

لم تكن محاولة الاغتيال التي تعرض لها رئيس الأركان الفريق الركن صغير بن عزيز أمس الثلاثاء هي الأولى، فقد سبقتها محاولة استهداف عندما كان في زيارة رسمية لجبهات الحدود في منتصف شهر أكتوبر الماضي واستمرت عدة أيام، فخلال أيام تواجده هناك تعرض لمحاولة استهداف من الحوثيين بعدة صواريخ، عقب عودته من زيارة التي قام بها للولايات المتحدة الأمريكية في 7 أكتوبر الماضي واستمرت عدة أيام.

 

أهم قيادات الجيش الوطني

وكانت عملية الاستهداف التي تعرض لها الفريق الركن صغير بن عزيز أمس الثُلاثاء في محافظة مأرب دليل آخر على مخطط جماعة الحوثي الرامي إلى تصفية إحدى أهم القيادات العسكرية في الجيش الوطني وصاحب المواقف النضالية الكبيرة التي تصدت لمشروعها وانقلابها على الدولة.

 

محاولة لثنيه عن مواقفه الوطنية

من جانبه أجرى وزير الدفاع محسن محمد الداعري، اتصالا هاتفيا برئيس هيئة الأركان للاطمئنان على سلامته، حيث أشار وزير الدفاع إلى أن "محاولة الاغتيال الفاشلة والجبانة التي استهدفت رئيس الأركان هي محاولة لثنيه عن مواقفه الوطنية وقيادته الشجاعة لرئاسة الأركان وصلابته في وجه حركة الحوثي، وأمر وزير الدفاع اليمني، بسرعة التحقيق في الحادثة وكشف ملابساتها وتتبع الجناة والقبض عليهم.

 

مضي الحوثي في نهج التصعيد

وعلق العشرات من القيادات السياسية والعسكرية على الحادثة مؤكدين أنها مخطط حوثي فاشل، حيث قال وزير الإعلام معمر الإرياني إن هذا الاستهداف الخطير جاء بعد حملات تحريض سياسية وإعلامية شنتها جماعة الحوثي ضد الفريق الركن صغير بن عزيز، مضيفا أن هذا الاستهداف يؤكد من جديد على مضي جماعة الحوثي في نهج التصعيد، رغم جهود ودعوات التهدئة التي تبذلها الدول الشقيقة والصديقة، وتحركها كأداة قذرة لتنفيذ الأجندة الإيرانية وسياساتها التدميرية في المنطقة.

 

محاولة لوقف تطوير قدرات الجيش

وأضاف الإرياني، أن هذا الاستهداف الغاشم لن يؤثر على جهود الدولة، وزارة الدفاع، ورئاسة هيئة الأركان العامة في تطوير قدرات المؤسسة العسكرية والقوات البحرية والدفاع الساحلي وتدريبها وتأهيلها ودعمها لتنفيذ واجباتها في التصدي لمخططات مليشيا الحوثي الإرهابية ومن خلفها إيران الرامية لزعزعة الأمن والاستقرار في اليمن، والأمن الاقليمي والعالمي، وتهديد خطوط الملاحة الدولية.

 

جريمة إرهابية

وأكد وزير الإعلام مُعمر الإرياني، إلى أن الحكومة تطالب المجتمع الدولي والامم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، والمبعوثين الأممي والأمريكي بإصدار إدانة واضحة وصريحة لهذه الجريمة الإرهابية، وكل اشكال التصعيد الحوثي، والتحرك الحازم لوقف الدعم الذي يقدمه نظام إيران لجماعة الحوثي، والعمل بشكل فوري على تصنيفها “منظمة إرهابية”، وملاحقة ومحاسبة قياداتها وضمان عدم افلاتهم من العقاب.

 

اغتيال قيادات اليمن وليس إسرائيل

من جانبه، علق الناشط دارس المرهبي قائلا: كان الفريق الركن صغير حمود عزيز في زيارة رسمية لجبهات الحدود استمرت عدة أيام وخلال أيام تواجده هناك حاولت جماعة الحوثي الإرهابية استهدافه بعدة صواريخ معلنة بذلك أنها استهدفت إسرائيل لكن فشلت كل المحاولات بفضل الله، مؤكدا في الوقت ذاته أن محاولة اغتيال بن عزيز يسجل كمشهد تأريخي يجسد حقبة زمنية مهمة في تأريخ اليمن خاصة والعرب عامة.

 

سخرية من استهداف الحوثي لصغير بن عزيز

من جانبه سخر الناشط يوسف المعمري من محاولة الحوثي استهداف رئيس الأركانة، حيث قال: اليوم رد الحوثي وبشكل عملي على إرهاب إسرائيل في غزة وذلك بمحاولة اغتيال رئيس هيئة الأركان العامة الفريق صغير بن عزيز بتفجير سيارة مفخخة استهدفت موكبه في مدينة مأرب، وأضاف أن هذه المحاولة تأتي بعد تحريض واسع من قبل قيادات حوثية رفيعة طالت بن عزيز بسبب لقاء جمعه مع قيادات عسكرية أمريكية.

 

أحد الأبطال الميامين

ويرى الصحفي عبد السلام القيسي أن صغير بن عزيز أحد الأبطال الميامين على هذه البلاد، وخلال طيلة الفترة الماضية، شنت جماعة الحوثي عليه حملات تحريضية غير مسبوقة إلى قبل محاولة اغتياله بقليل، مُشيرًا إلى أن القيادي الحوثي محمد البخيتي تكفل بمحاولة كسر شخصيته وإلصاق تهمة التصهين به ليمرر مخطط اغتياله على جموع الناس، ولكن فشلت مهمتهم، وخابوا وباروا، وكل مرة سيفشلون وسيعلنون الخسارة.

 

قائد فارق تخشاه جماعة الحوثي

وأضاف الصحفي عبد السلام القيسي: أحب صغير بن عزيز، من قبل اللقاء به، وقد ألتقيته ذات مرة وسمعت منه ووجدته القائد الفارق، ينهل من نبعين يمنيين، القبيلة والجيش، ولذلك تخشاه الجماعة وتريد تصفيته بكل السبل وعبر الطرق كلها، وقد حاولت قتله بصاروخ إلى ميدي قبل أسبوع وبسيارة مفخخة اليوم في مأرب وستعيد الكرة وستفشل طالما قدر المعركة يرتبط بركن وصغير من أركان هذا القدر اليمني الملحمي المعتق بالتضحيات.

 

عملية تكشف إفلاس المتورطين فيها

وكتب السفير اليمني لدى قطر راجح بادي منشورا على حسابه بمنصة إكس يقول فيه: الحمد لله على سلامة رئيس هيئة الأركان العامة الفريق صغير بن عزيز الذي تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة خارج مدينة مأرب، والشفاء العاجل للمصابين بالحادثة، مُشيرًا إلى أنها عملية جبانة ودنيئة تكشف إفلاس الجهات التي تقف ورائها، وهي جهات أدمنت الحروب والدمار وسفك الدماء وترى في حالة الهدوء السائدة تهديدا لوجودها.

 

سيبقى الرجال المخلصون شامخون

وفي سياق متصل عبر عضو مجلس الشورى علوي الباشا بن ربع عن إدانته الشديدة للعملية الإرهابية الغادرة التي تعرض لها الفريق الركن د. صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الاركان العامة ومرافقوه من خلال تفجير إرهابي جبان أثناء مرور موكبه في وادي عبيدة بمحافظة مارب، وأضاف: ستظل أيادي الإرهاب والغدر ملطخة بالدماء ومتلحفة بالخزي والعار وستبقى الرجال المخلصون شامخون بشموخ الوطن والجيش والمقاومة والقبائل اليمنية وشرف الواجب في الدفاع عن اليمن والجمهورية.

 

نموذجًا في الحنكة والقيادة

 على مواقع التواصل الاجتماعي، أشاد النشطاء ببطولات الفريق الركن صغير بن عزيز، حيث أشاروا إلى أنه رجل يعتبر نموذجا فريدا من نوعه في الحنكة وفن القيادة، استطاع ببراعته وقيادته أن يجمع بين الأحزاب والمكونات السياسية والقبائل والجيش في خندق واحد وتوحيدهم تحت راية واحدة وقادهم بحكمة وحنكة وبسالة ليواجهوا التحديات والأعداء، بما في ذلك المد الفارسي الذي يحاول طمس الهوية اليمنية، كما تحدثوا عن أنه رغم الصعاب والعراقيل التي واجهها هذا العملاق إلا أنه استمر في التقدم وتحقيق النجاح وتخطي الصعوبات القوية التي كانت تعترضه ويواجهها والتي لم تزده إلا إصرارًا وقوة وثباتا.