أخبار وتقارير

هجمات الحوثي "الدعائية" على إسرائيل.. أهداف خفية ليس من بينها مساعدة المقاومة الفلسطينية (تقرير)


       

تقرير عين عدن - خاص

آثار تبني جماعة الحوثي المسلحة، شن هجوم بصواريخ وطائرات مسيّرة باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة من “إسرائيل”، آثار الجدل وطرح العديد من التساؤلات حول حقيقة الأمر؟، وهدف جماعة الحوثي من وراء استهداف أراضينا المُحتلة في فلسطين؟، فهل تسعى الجماعة المُنقلبة لمساعدة المقاومة الفلسطينية في مواجهتها لقوات الاحتلال أم أن هُناك أهداف أخرى.

 

مُعالجة وضع الجماعة

مُراقبون للوضع اليمني، أشاروا إلى أن الهجمات الحوثية التي وصفوها بـ"الغير مؤثر بالمرة على الوضع في الأراضي المُحتلة" والتي تُبرر لدولة الاحتلال وحُلفاءها الغربيين دعم الحرب على غزة باعتبار أن الحوثيين هُم وكيل لإيران في اليمن، تأتي فقط في سياق مُعالجة وضع الجماعة الحوثية ومشكلاتها الداخلية والخارجية التي تواجها، من خلال استدعاء عدو خارجي يكّن له اليمنيون الكثير من الغضب والعداء، وهو الاحتلال الإسرائيلي.

 

انهيار شعبية الجماعة

وأشار مراقبون إلى أن الأسابيع الأخيرة التي سبقت هجوم الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، كانت شعبية الجماعة في أسوأ حالتها، حيث خرج الآلاف للشوارع غاضبين من فساد الحوثيين وسوء إدارتهم، مما استدعى الجماعة لاعتقال أكثر من 1000 متظاهر في صنعاء من الذي احتفوا بذكرى ثورة 26 سبتمبر والتي أبرزت الغضب من إدارة الحركة لمناطق سيطرتها، من الفساد إلى سوء الإدارة، مما أجبر زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي على الإعلان عن تغيّرات جذرية في الحكم بدأها بإقالة الحكومة التابعة للجماعة غير المعترف بها دولياً.

 

كسب شرعية جديدة

محللون سياسيون، أشاروا إلى أن هدف الجماعة من هجماتها " غير مؤثرة" في اتجاهها إلى الأراضي المحتلة في فلسطين يتمثل في إسكات المجتمع المناهض لهم وكسب شرعية جديدة، حيث عادة ما اعتبر الحوثيون المطالبة بالرواتب والخدمات في مناطق سيطرتهم “عمالة” للتحالف والحكومة المعترف بها دولياً، في هذا السياق يمكن اعتبار المطالبة بالخدمات والرواتب “عمالة” للاحتلال الإسرائيلي.

 

هجمات دعائية رغم امتلاكها القدرة

مراقبون للوضع أشاروا أيضًا إلى أن جماعة الحوثي ومن أجل هذا الهدف تحرص على شن حملة “دعاية” عظيمة بشن حرب عابرة للحدود على مسافة 2000 كم، رغم عدم تأثيرها في مسرح العمليات العسكرية في غزة؛ إذ أن بعض الطائرات المسيّرة سقطت في “طابا” المصرية وتسببت في 6 جرحى، وصواريخ ومسيّرات أخرى سقطت في البحر الأحمر قبل وصولها إلى الأراضي المحتلة، على الرغم من أن الجماعة قادرة على شن هجمات بحرية ضد السفن الإسرائيلية التي تعبر مضيق باب المندب.

 

 اتفاق إسرائيلي - إيراني

فيما اعتببر مراقبون آخرون، أن الهجمات الحوثية مُجرد اتفاق بين دولة الاحتلال وإيران حتى يكون هُناك مُبرر لوجود جحافل الجيوش الأمريكية والأوروبية في البحر المتوسط والبحر الأحمر، حيث أشاروا إلى أن نظام الولاية في إيران صُنع فقط من أجل تدمير الوطن العربي، فالخميني الذي فجر ما يُعرف بالثورة الإسلامية في إيران كان يعيش في فرنسا قبيل نجاح ثورته وسطوه على الحُكم في بلاد فارس.

 

المشروعية داخل الجماعة

وعلى جانب آخر، اعتبر خُبراء مذاهب أن هُناك هدف داخلي يهم قيادة الحوثي، حيث تعاني الجماعة من أزمة مشروعية قيادة عبدالملك الحوثي؛ حيث ارتفعت أصوات علماء الدين في المذهب الزيدي الذين لا يرون فيه عالماً ربانياً أو “إماماً” للمذهب، خاصة مع استمرار الصراع حول الإمامة الزيدية مع محمد عبدالعظيم الحوثي (تشير تقارير إلى اعتقاله عدة مرات آخرها في سبتمبر)، وتزايد قوة تيار جديد يقوده “محمد علي الحوثي” وقربه من “إمام جمعة صنعاء” عبدالمجيد الحوثي؛ وظهور شيوخ دين تروج لهم إيران بين قبائل طوق صنعاء.