أخبار وتقارير

قتل ثلاثة أطفال على يد قوات الحزام الأمني.. من يجر الانتقالي للصدام مع القبائل؟ (تقرير)


       

تقرير عين عدن - خاص

جاء مقتل ثلاثة أطفال في على يد قوات الحزام الأمني خلال عمليتهم المُسماه بـ"سهام الشرق" لتفتح سيل من الانتقادات والهجوم على أداء القوات، وسط مُطالبات بضبط الجنود المتورطين في الحادث للتحقيق معهم ومُحاسبتهم على ما اقترفوه من إزهاق أرواح بريئة، فقد قُتل كُلًا من خطاب حافظ جعفر مسعود الوليدي البالغ من العُمر 18عامًا المُجند بألوية العمالقة، وعبدالسلام حافظ جعفر مسعود الوليدي، البالغ من العُمر 12 عامًا، حيث يدرس في الصف الرابع الابتدائي، وقُتل معهم أيضًا بنفس الحادث عبدالله احمد علي عُمر الصالحي، والذي يبلغ من العمر 14 عاما.

 

تصريحات أقبح من الذنب

تصريحات قوات الحزام الأمني المتورطة في مقتل الأطفال الثلاثة كان أقبح بكثير من ذنبهم، حيث اعتبروا الأطفال الثلاثة "خلية إرهابية" قُتلت خلال عملية نوعية لقوات الحزام بمديرية مودية في أبين، كما زعموا أن  العملية تمت بعد رصد ومتابعة وتنسيق مشترك، حيث قامت قوة من التدخل السريع للحزام الأمني دلتا أبين، وبإشراف من قائد الحزام العميد حيدرة السيد، بعملية نوعية داهمت خلالها الخلية الإرهابية في احدى مناطق مديرية مودية.

 

سخرية من مصطلح "عناصر خطرة"

لم يتوقف قُبح تصريحات الحزام الأمني عند هذا الأمر، بل وصل بهم الحال إلى الحديث عن أن الخلية الإرهابية تتكون من "ثلاثة إرهابيين من العناصر الخطرة" التي كانت تقاتل في جبال عومران، وتستهدف قواتنا في المنطقة، وهو ما سخر منه نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي واعتبروا أن البيان يحمل الكثير والكثير من الأكاذيب، مُتسائلين "كيف يكون طفل يبلغ من العُمر 12 عامًا ويدرس في الصف الرابع الابتدائي إرهابي خطير؟".

 

مُطالبات بضبط مُرتكبي الجريمة

من جانبهم، احتشد المئات من أبناء مُديرية مودية تنديدًا باغتيال الأطفال الثلاثة من قبل الحزام الأمني في مودية، وعقد المحتشدون لقاءً تشاورياً، اتفقوا خلاله على أن تقوم الجهات الرسمية بضبط أفراد الطقم التابع للحزام الأمني الذي ارتكب الجريمة وإحالتهم للقضاء  خلال 10 أيام، لكي يعرف الجميع أن القانون فوق الجميع.

 

تحذير من ردة فعل لا يُحمد عقباها

وعلى جانب آخر، أدان لقاء قبلي موسع لأبناء قبائل المنطقة الوسطى في مديرية مودية جريمة استهداف الاطفال بطريقة شنيعة يوم الاثنين 30 أكتوبر في محطة الحميمة شرقي مدينة مودية من قبل عناصر يتبعون الحزام الأمني، وطالبوا أيضًا بالقبض على الجناة في أسرع وقت وتقديمهم إلى المحاكمة العادلة لينالوا جزاءهم، كما طالبوا السلطات بالمحافظة والحكومة بمنع مثل هذه الجرائم مستقبلا وعدم تكرارها، كما أكدوا على أن دماء الأطفال التي سفكت لن تذهب هدراً ولن تمر مرور الكرام، مشددين على سرعة القبض على الجناه وتقديمهم للعدالة، منعا لحدوث ردة فعل لا يحمد عقباها خلال فترة لاتتجاوز 10 أيام.

 

حرب إبادة تحت مسمى مكافحة الإرهاب

من جانبه اعتبر الكاتب الصحفي حسين البهام، في مقال له علق خلاله على الحادث، اعتبر أن المنطقة الوسطى تتعرض لحرب إبادة تحت مُسمى مُكافحة الإرهاب، مُشيرًا إلى أن لافتة الإرهاب والقتل تحت هذه العباراة ستدخل الجميع في نفق مظلم، كما اشار إلى أنه بعد كل المحطات الدموية التي حصلت في مودية ونظراً لالتزام القبائل بالعهود التي تمت مع الحزام الأمني بتسليم أي مطلوب من أبناء المنطقة لاتزال تلك الجماعات تتحدى الجميع، وتخرج عن نطاق مكافحة الإرهاب بقتل الأطفال دون أي ذنب ارتكبوه.

 

جرائم تفوق ما تقوم به إسرائيل في غزة

من جانبه قال الكاتب الصحفي محمد الحنشي، إن ما تفعله قوات "سهام الشرق"من جرائم في بعض مناطق أبين  بات يفوق ما قامت به وتقوم به إسرائيل في غزة، قتل بدون أسباب، اختطافات وتعذيب حتى الموت، وإقصاء لكل ما هو "أبيني" وكأن العمل الحقيقي للحملة قد بدأ بعد القضاء على الإرهاب، مشيرا إلى أن هؤلاء الأطفال كانوا في طريقهم إلى قريتهم"كوكب" قادمين من مدينة مودية، أكبرهم سنا أحد جنود ألوية العمالقة والآخرين أطفال لا يحملون السلاح ولا يعرفون إرهاب ولا سلاح، باشرهم أحد أطقم الحملة بوابلاً من الرصاص حتى تصعبت عملية إخراجهم من السيارة التي كانوا على متنها بسبب كمية الرصاص التي أطلقت عليهم.

 

صدام الانتقالي مع القبائل

وأشار الكاتب الصحفي محمد الحنشي، إلى أنه في المساء كان موقع "درع الجنوب" الموقع الرسمي لقوات الانتقالي يوزع خبراً يعلن فيه تصفية خلية إرهابية في مودية وينشر صور هؤلاء الأطفال متباهيا بقتلهم، حيث علق الحنشي بالقول: "لا أدري من يجر الانتقالي إلى الصدام مع القبائل بهذه التصرفات، ولماذا ترفض قيادة الانتقالي العسكرية والسياسة محاسبة مرتكبي هذه الجرائم".