أخبار وتقارير

مقتل الحكيمي في سجون الحوثي.. هل يؤكد مسؤولية الجماعة عن قتل مؤيد حميدي وحنا لحود؟ (تقرير)


       

تقرير عين عدن - خاص

جاءت وفاة موظف في منظمة دولية في سجون جماعة الحوثي، بعد 50 يوماً على اختطافه من شارع عام بصنعاء، التي تُسيطر عليها الجماعة بقوة السلاح، لتفتح من جديد ملف انتهاكات جماعة الحوثي التي تُمارسها في سجونها سيئة السمعة، والتي تتسبب في كثير من الأحيان في وفاة المُعتقلين بعد مُمارسة عناصر الجماعة أشد ألوان التعذيب بحقهم وهو ما جعل الكثير من المُراقبين والخُبراء الأمنيين يصفون سجون الحوثي بالمقابر.

 

هشام الحكيمي

وكان آخر ضحايا جماعة الحوثي، الشاب "هشام الحكيمي" مسؤول الأمن في مكتب منظمة "سيف ذا شيلدرن" باليمن، الذي توفي في سجن تابع لجهاز الأمن والمخابرات التابع لجماعة الحوثي بصنعاء، حيث اتصلت جماعة الحوثي، بأسرة الحكيمي لتسلم جثمانه، وأخبرتهم أنه توفي داخل السجن، دون مزيد من التفاصيل حول أسباب وفاته، وهو ما أدى إلى رفض أسرة هشام الحكيمي تسلم جثمانه، وطالبت بتشريحه لمعرفة أسباب الوفاة، "خاصة وأنهم منعوا من زيارته أو توكيل محامٍ للدفاع عنه منذ اعتقاله".

 

تفاصيل واقعة الاختطاف

كانت الحوثي اختطفت هشام الحكيمي من أحد شوارع صنعاء قبل 50 يوماً، وأودعته أحد سجونها في صنعاء، ومنعت أسرته من الوصول إليه ومعرفة سبب اختطافه، كما أن أصدقاء الحكيمي طلبوا من أسرته "عدم الحديث عن اعتقاله لضمان سرعة الإفراج عنه كما يحصل غالبا مع المعتقلين".

 

منظمة الحكيمي تتجنب إدانة الحوثيين

من جانبها، أكدت منظمة إنقاذ الطفولة "سيف ذا شيلدرن" في اليمن، وفاة مدير قسم الأمن والسلامة في المنظمة "هشام الحكيمي"، متجنبة الحديث عن اختطافه أو وفاته داخل سجن جماعة الحوثي في صنعاء، وقال بيان نشره حساب المنظمة فرع اليمن، على منصة إكس: "ببالغ الحزن والأسى نعلن وفاة مدير قسم الأمن والسلامة في منظمتنا، الأخ هشام الحكيمي"، كما أشارت إلى أنه كان عضوًا متفانيًا في عائلة منظمة إنقاذ الطفولة، وإن التزامه بمهمتنا في اليمن سيبقى في ذاكرة المنظمة إلى الأبد".

 

استنكار حكومي

على جانب آخر، استنكرت الحكومة تجنب منظمة "إنقاذ الطفولة" إدانة قتلة موظفها في اليمن هشام الحكيمي، مُتهمة الجماعة بتصفيته، حيث علق وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة معمر الإرياني بالقول: "مؤسف ومخزي عدم إدانة منظمتكم لجريمة القتل وإشارتها بوضوح للقتلة، وإظهار الأمر وكأنه وفاة طبيعية أو جراء مرض أو حادث مروري"، كما اشار إلى أن: "مثل هذه المواقف المتخاذلة شجعت جماعة الحوثية لفرض مزيد من التضييق على المنظمات الدولية العاملة في مناطق سيطرتها، وتصعيد الجرائم والانتهاكات بحق العاملين فيها".

 

إيقاف جرائم الحوثيين

من جانبها، علقت رئيس تحالف نساء من أجل السلام في اليمن نورا الجروي على تصفية جماعة الحوثي للشاب "هشام الحكيمي" تحت التعذيب، بعد قرابة شهرين من اختطافه في صنعاء، بالقول: "عزاؤنا لأسرة الحكيمي وندعو المجتمع الدولي لإيجاد حل عاجل لإيقاف جرائم الحوثيين بحق الأسرى والمعتقلين والمعتقلات".

 

اقتحام منزل العنوة

وجاء مقتل الحكيمي بالتزامن مع اقتحام عناصر الجماعة منزل الموظف في المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في صنعاء مبارك العنوة بعد شهرين من اختطافه وإخفائه في سجونها، حيث اقدمت عناصر الجماعة خلال الاقتحام على نهب جهاز كمبيوتر خاص به وتلفونات زوجته وأولاده وعبثت بمحتويات المنزل وأفزعت الأطفال والنساء، وعلق نشطاء على هذا القول بأن المجتمع الدولي ينتظر مقتل الموظف الأممي العنوة غيره من الموظفين الأمميين دون أن تُحرك ساكنًا وكأن الجماعة أصبحت تستمد شرعية القتل من خلال المنظم الأممية.

 

مئات القتلى تحت التعذيب

وكانت منظمة "مساواة للحقوق والحريات" اليمنية قد نشرت تقرير العام الماضي وثقت خلاله مقتل نحو 300 معتقلاً مدنياً تحت التعذيب في سجون ومعتقلات الحوثي في المحافظات الخاضعة لسيطرتها منذ الانقلاب على الدولة في عام 2014، وهو ما يُشير إلى أن القتل تحت التعذيب في سجون الجماعة هو سياسة حاكمة واستراتيجية تتبعها عناصر الجماعة لترهيب المواطنين والقضاء على أي صوت معارض للانقلابها على الشرعية.

 

تورط الجماعة في قتل حميدي ولحود

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، علق نشطاء على مقتل هشام الحكيمي، بالقول إن عملية مقتله تُفسر وتُجيب على تساؤلات من قتل الموظفين الدوليين في تعز؟ (مؤيد حميدى مسؤول برنامج الغذاء العالمى، واللبناني حنا لحود مسؤول شؤون المساجين في اللجنة الدولية للصليب الأحمر)، فمقتل الحكيمي يكشف عن الطرف الذي يُعادي المنظمات الدولية والأممية والذي يسعى لاستمرار الحرب والصراعات وعدم الاستقرار، وهو ما يستدعي المجتمع الدولي للتدخل للدفاع عن الموظفين الدوليين.

 

معاداة الجماعة للمجتمع الدولي وموظفيه

وعلى جانب آخر، قال خُبراء ومُراقبين ومُحللين، إن عملية مقتل هشام الحكيمي، واقتحام عناصر الجماعة منزل الموظف في المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في صنعاء مبارك العنوة بعد شهرين من اختطافه وإخفائه في سجونها، يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك مُعاداة الجماعة للمسؤولين الدوليين وهو ما يُشير إلى تورطها في قتل مؤيد حميدي وحنا لحود في تعز، فالجماعة هي الوحيدة التي أثبتت معاداتها للمجتمع الدولي وما يُمثله في اليمن من موظفين ومؤسسات.