أخبار وتقارير

نزوح المواطنين من مناطق الحوثي بين الخوف على الهوية وحماية الأطفال من التطييف (تقرير)


       
تقرير عين عدن - خاص
 
دائما ما يكون النزوح الداخلي في اليمن سببه انتهاكات جماعة الحوثي بحق المواطنين وهربًا من أجواء الحرب التي فرضتها جماعة الحوثي في صنعاء وفي المناطق التي تسيطر عليه، وهو ما يضطر المواطنون إلى الهروب بحياتهم وأطفالهم إلى أقرب نقطة تابعة للشرعية، إلا أنه في الفترة الأخيرة ومع بداية هذا العام ظهرت أسباب أخرى للنزوح وهي مساع الجماعة تغيير هوية المواطنين من خلال ممارسة تجريف فكرى طائفي.
 

تجريف فكري

وتقول روايات رسمية، إن التجريف الفكري الذي تُمارسه جماعة الحوثي والضخ المُكثف للفكر الطائفي والأفكار الطائفية، دفعت المواطنين منذ مطلع العام 2023، للنزوح من مناطق سيطرة الجماعة إلى نظيرتها التابعة للحكومة الشرعية، حسب روايات رسمية، للنجاة بالعقول والحفاظ على سلامتها من الفكر الحوثي الطائفي.
 

حماية الأطفال من الأفكار الحوثية

وذكر موقع محلي يمني، إنه قبيل عدّة أشهر نزح مواطن يُدعى فؤاد حامد مع أسرته - المكوّنة من زوجة و5 أطفال - من صنعاء إلى أحد أرياف مدينة تعز، التابعة للحكومة الشرعية، كي يحمي أطفاله من الأفكار التي تسوِّق لها جماعة الحوثيين من خلال الدورات والفعاليات الثقافية والمناهج الدراسية الخاصة بها، التي فرضتها على المدارس كبديل للمناهج المعتمدة رسمياً، منذ سنوات.
 

مخاوف من المناهج الحوثية

وعلى جانب آخر، نزح مواطن يُدعى أبو محمد مع عائلته - المكوّنة من زوجة و8 أطفال- من محافظة إب، الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، على خلفية المُضايقات التي تعرض لها من قِبل عناصر الحوثي لرفضه انخراط نجله اليافع بالدورات ومعسكرات التجنيد، ومخاوفه المتزايدة من المناهج الحوثية.
 

مصدر خطر على وعي طلبة المدارس

ويرى كثيرون، أن  مسألة تغيير المناهج الدراسية من قِبل جماعة الحوثي، مصدر خطر على عقول وثقافة ووعي طلبة المدارس، كما تفاقمت مخاوف الأسر في ظل التحذيرات الرسمية والمجتمعية المتواترة، وما رافقها من تداول واسع من قِبل النشطاء على منصات التواصل، وهو ما يُثير قلق ومخاوف الحكومة الشرعية والمجتمعات المحلية. 
 

نزوح 5,690 أسرة منذ يناير وحتى أغسطس 2023

من جانبها، أقرَّت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في البلاد بنزوح الكثير من الأسر على خلفية التجريف الفكري الذي تسعى جماعة الحوثي من خلاله تطييف المواطنين اليمنيين، في حين سجَّلت نزوح 5,690 أسرة منذ يناير وحتى أغسطس من العام 2023.
 

نزوح 31,424 شخصا خوفًا من التجريف الفكري

وعلى جانب آخر، أشار مُدير الوحدة التنفيذية لإدارة مُخيّمات النازحين، نجيب السعدي، إلى أن إجمالي عدد النازحين، خلال الثمانية الأشهر الأولى من العام الجاري، بلغ   31,424 شخصا، مُشيرًا إلى أن الكثير منها هربت من مناطق سيطرة الجماعة إلى نظيرتها التابعة للحكومة الشرعية؛ لتحمي أطفالها من التجريف الفكري، الذي تمارسه الجماعة من خلال تغيير المناهج الدراسية، وفرض مناهج خاصة بها".