أخبار وتقارير

قيادات الجماعة دسوا رؤوسهم في التراب.. أين ذهب شعار الموت لإسرائيل؟ (تقرير)


       

تقرير عين عدن - خاص:

 

المُتاجرة بالقضية الفلسطينية هو رأس مال النظام الإيراني ووكلائه في الدول العربية وعلى رأسهم جماعة الحوثي التي رفعت منذ نشأتها وصعودها شعار الموت لأميركا وإسرائيل، وتحت هذا الشعار مارست كل الفضائع بحق اليمنيين وانقلبت على الشرعية والإجماع الوطني، وأغرقت البلد في الحرب وأزمات سياسية واقتصادية واجتماعية، وتسببت في دمار المؤسسات ونسفت التعايش الاجتماعي.

 

طلب الإذن من المملكة

وعندما جاءت الفُرصة لجماعة الحوثي بتنفيذ تهديداتها وتأكيد صدق شعاراتها من خلال التدخل ودعم الفصائل الفلسطينية في مواجهة الاحتلال، خاصة أنها (أقرت في أكثر من موقف قُدرة صواريخها على الوصول إلى الأراضي المُحتلة) وجدناها تتراجع وتتحجج بأنها تريد من الرياض فتح الحدود، وكأن قصفها للمملكة وأبوظبي كان بطلب إذن.

 

تهكم واستنكار الشارع اليمني

الخطاب الأخير لزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي أثار التهكم والاستنكار، حيث تأكد للشارع اليمني أن القضية الفلسطينية بالنسبة للجماعة ليست سوى موضوع للمزايدة والمُتاجرة، فيما كان أتباع الحوثي ينتظرون إشارة منه لبدء الحرب على إسرائيل دعماً لحماس والفصائل الفلسطينية، كان اليمنيون يتشوقون لسماع التبريرات التي سيطلقها لعدم مشاركته في أحداث غزة وتقديم الدعم، فلم يخيب زعيم الجماعة ظن أحد.

 

شرطا الحوثي لدعم المقاومة الفلسطينية

شرطان وضعهما عبدالملك الحوثي لدعم الفصائل الفلسطينية والتدخل في أحادث غزة، الأول يأتي من تدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر في الحرب وهو ما حدث بالفعل وتدخلت الولايات المتحدة، والثاني تجاوز إسرائيل للخطوط الحمراء، دون أن يوضح ماهية الخطوط التي حذر إسرائيل من تجاوزها، بعد كل ما فعلته آلتها العسكرية في قطاع غزة، فإسرائيل وآلتها العسكرية لم يتركو أي خطوط في هجومهم على غزة.

 

هل وجدتم أميركا في مأرب وتعز؟

من جانبه، سخر البرلماني عبد الرحمن معزب من خطاب عبد الملك الحوثي متسائلاً: «هل وجدتم أميركا في مأرب وتعز، لكنكم لم تجدوها في فلسطين وسواحل غزة؟!»، مستغربا من أن الحوثي لم يرَ في تحريك حاملة طائرات أميركية في مياه البحر المتوسط لمساندة إسرائيل، وتقديم ثمانية مليارات دولاراً لتدخل مباشر.

 

أين ذهب شعار الموت لإسرائيل؟

وسخر أيضًا السياسي كامل الخوداني من موقف الحوثي الذي تنصل من كل مواقفه السابقة، وكأن المطلوب من أعيان قطاع غزة إفادته بمشاركة الولايات المتحدة في الأحداث، بعد تسعة أعوام قاد فيها أبناء القبائل إلى المحارق بزعم مواجهة أميركا وإسرائيل، وأضاف «لنفترض أن أميركا لا تشارك في الحرب؛ أين ذهب شعار الموت لإسرائيل ومزاعم العدوان الصهيو - أميركي على الجماعة؟!».

 

دس الرؤوس في التراب

أما الناشط همدان العلي فرأى أن الحوثيين قتلوا مئات الآلاف من اليمنيين بذريعة العمالة لأميركا وإسرائيل، ودمروا وارتكبوا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في حق أبناء شعبهم باستخدام الطائرات والصواريخ والدبابات وجميع أنواع الأسلحة، مستخدمين شعارات مواجهة أميركا وإسرائيل بوصفها مبررات، وعندما طُلب منهم اتخاذ موقفاً مما يجري في غزة؛ دسوا رؤوسهم في التراب.

 

سخرية واستهزاء اليمنيين

ونوه العلي إلى أن الحوثيين كانوا يعاقبون اليمنيين لعدم المشاركة في أنشطتهم المتعلقة بفلسطين، والتي يهدفون من خلفها لتحقيق أهداف خاصة لسلالتهم، ووصل بهم الحال لوصف اليمنيين بأنهم صهاينة عرب، والآن «أصبحت خطابات الحوثي محل سخرية واستهزاء اليمنيين»، ولا يوجد حالياً من يصدق هذه الخطابات إلا المتعصبون لجماعة الحوثي أو أصحاب المصالح الشخصية أو المغفلون وفق قوله.

 

الصورة الحقيقية للشعارات الكاذبة والزائفة

من جانبه، أكد فياض النعمان وكيل وزارة الإعلام اليمنية، أن الأحداث الجارية في قطاع غزة كشفت الصورة الحقيقية للشعارات الكاذبة والزائفة للجماعات المتطرفة التي تاجرت بالقضية الفلسطينية، ومنها جماعة الحوثي الإرهابية التي أصبح مشروعها أكثر وضوحاً لدى الرأي العام اليمني بعد خداع استمر أكثر من عقد من الزمن.

 

حشد المغرر بهم إلى الجبهات

وتابع: كانت القضية الفلسطينية حاضرة وبشكل مستمر في الخطاب السياسي والإعلامي لجماعة الحوثي، ليس من أجل مناصرة ودعم الشعب الفلسطيني؛ بل هي استراتيجية لتضليل الرأي العام وحشد المغرر بهم إلى الجبهات وخداعهم بمواجهة إسرائيل في تعز ومأرب وعموم المناطق المحررة.

 

انسجام في الأهداف بين وكلاء إيران وإسرائيل

وعدّ فياض النعمان وكيل وزارة الإعلام، خطاب زعيم جماعة الحوثي محاولة بائسة وخاسرة لتجميل صورة المشروع السلالي العنصري الذي يتاجر بالقضايا الإنسانية خدمة لداعميه في طهران والضاحية الجنوبية لبيروت، في حين أن هناك انسجاماً وتطابقاً وتحالفاً بين أدوات إيران في المنطقة، ومنها جماعة الحوثي، وإسرائيل في الأهداف والاستعلاء العنصري والاستراتيجية الإرهابية المعادية للشعوب في المنطقة.