أخبار وتقارير

احتجاز الحوثي طائرة "اليمنية" بين مساع تعزيز الحضور الإيراني والالتفاف على مباحثات السلام (تقرير)


       

تقرير عين عدن – خاص:

آثار خبر احتجاز جماعة الحوثي طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية في مطار صنعاء الدولي ومنعها من المغادرة، جدل واسع حول أسباب إقدامها على فعل ذلك الأمر،  خاصة أن هُناك مُباحثات سلام من المُفترض أن تكون جادة، بالإضافة إلى أن احتجاز الجماعة للطائرة قد يُهدد بإعادة فرض الحظر الجوي في صنعاء من جديد ومن ثُم إغلاق المطار التي طالما طالب الحوثيون بفتحه في أي مباحثات أو مُبادرات.

 

رفض الحوثيين الإفراج عن أموال الشركة

وجاء منع الطائرة من الإقلاع، كرد فعل إجرامي من جماعة الحوثي، بعد أن أعلنت شركة الخطوط الجوية اليمنية تعليق الرحلات الوحيدة بين صنعاء والأردن، بعد فشل المفاوضات مع الحوثيين من أجل الإفراج عن أموال الشركة التي قالوا إنها تصل إلى 80 مليون دولار.

 

اتفاقية مع ماهان اير الإيرانية

الحكومة من جانبها وعلى لسان وزير الإعلام معمر الإرياني، قال إن حادثة احتجاز طائرة “اليمنية” جاءت بالتزامن مع توقيع جماعة الحوثي اتفاقية نقل جوي مع شركة (ماهان اير) الإيرانية لتسيير (14) رحلة أسبوعياً، وهي شركة تابعة للحرس الثوري الإيراني وموجودة على قائمة العقوبات الدولية.

 

تعزيز الحضور الإيراني

وزير الإعلام معمر الإرياني، أضاف عبر حسابه على منصة إكس، أن توقيع جماعة الحوثي اتفاقية نقل جوي مع شركة إيرانية، يأتي لتعزيز الحضور الإيراني في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين من خلال استقدام الخبراء وتهريب الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية.

 

استخدام المواطنين كرهائن

لفت معمر الإرياني أيضًا إلى أن  إلى أن احتجاز الحوثيين للطائرة: تصعيد خطير يندرج ضمن مساعيها لصناعة الأزمات واستغلالها للضغط على المجتمع المحلي والإقليمي والدولي، مُحملًا جماعة الحوثي المسلحة "كامل المسئولية عن هذا التصعيد الخطير الذي يندرج ضمن مساعيها لصناعة الأزمات واستغلالها للضغط على المجتمع المحلي والإقليمي والدولي، واستخدام المواطنين الواقعين تحت سيطرتها كرهائن".

 

التفاف حوثي على مباحثات السلام

من جانبها، استغلت جماعة الحوثي قرار تعليق الرحلات التي تسببت هي فيه برفضها صرف مستحقات "اليمنية" في الالتفاف حول مُباحثات السلام، حيث قالت جماعة الحوثي في بيان إن الإعلان عن تعليق رحلات الخطوط الجوية اليمنية عبر مطار صنعاء الدولي، هو مؤشر على عدم جدية دول التحالف بقيادة السعودية في التوجه للسلام.

 

شركة إيرانية مُتهمة بنقل الأسلحة

وشركة «ماهان إير» تابعة للحرس الثوري الإيراني، تحت العقوبات الأمريكية، وتفرض واشنطن عقوبات مع الشركات التي تتعاون معها، وتتهم الشركة بنقل الأسلحة بتكليف من الحرس الثوري، لكن الشركة ترفض الاتهامات، وبسبب العقوبات فإن وضع الطائرات التابعة لها سيئة.

 

حظر الطيران في مناطق الحوثي

ويفرض التحالف حظراً للطيران في مناطق الحوثيين منذ سنوات، وسمح منذ قرابة عامين برحلات بين صنعاء والأردن، حيث تجري مشاورات بين الحوثيين والسعوديين لفتح كامل للطيران.

 

سلوك عصابات

 وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، علق العديد من النشطاء على إجراء احتجاز الحوثي طائرة تابعة لشركة طيران اليمنية، حيث أشاروا إلى أن مثل هذا السلوك هو سلوك عصابات وليس قوى سياسية تسعى لشراكة في الحُكم، كما اعتبر آخرون أن الجماعة بقرار احتجاز الطائرة تحاول إثارة غضب التحالف والشرعية ليتخذوا قرارات تظهرهم بأنهم هُم من انتهكوا مسار عملية السلام، بينما يرى أحد النُشطاء أن الجماعة تحاول الحصول على أكبر مُكتسبات من مباحثات السلام الجارية.