من هنا وهناك

رائحتك تكشف عن هويتك وصحتك


       
تكشف البصمات الفريدة للإنسان، مثل بصمة الأصبع، عن هويته التي تُميزه عن الآخرين، لكن رائحة الجسم يمكن أن تكشف؛ ليس فقط عن هوية صاحبها المُتفردة، بل عن حالته الصحية أيضاً.
 
ورائحة الجسم هي مُنتج مُعقد يتأثر بعدد من العوامل، بما في ذلك الوراثة، إذ يعتقد الباحثون أن هناك مجموعة معينة من الجينات تلعب دوراً كبيراً في إنتاج الرائحة.
 
ونقل موقع «ساينس أليرت»، الأحد، عن باحثين أميركيين القول إن هذه الجينات تشارك في الاستجابة المناعية للجسم، ويُعتقد أنها تؤثر على رائحة الجسم عن طريق تشفير إنتاج بروتينات ومواد كيميائية معينة.
 
وأضافوا أن رائحتك لا تكون ثابتة بمجرد أن ينتجها جسمك، فعندما يصل العرق والزيوت والإفرازات الأخرى لسطح بشرتك، تتحلل الميكروبات وتحوِّل هذه المركبات، وتغير وتضيف للروائح التي تشكل رائحتك.
 
ونقل الموقع عن الدكتور شانتريل فرايزر، أستاذ مساعد في الكيمياء بجامعة ولاية فرامنغهام الأميركية، قوله: «تعتمد المكونات الأساسية لرائحتك على عوامل داخلية، مثل العرق والانتماء العِرقي والجنس البيولوجي، ومكونات ثانوية بناءً على عوامل؛ مثل الإجهاد والنظام الغذائي والمرض، ومكونات أخرى من مصادر خارجية مثل العطور والصابون».
 
ويضيف: «تنبعث هذه الرائحة من جسمك، وتستقرّ في البيئات المحيطة بك، ويمكن استخدامها لتتبُّع شخص معين أو تحديد موقعه أو التعرف عليه، وكذلك التمييز بين الأشخاص الأصحّاء وغير الأصحّاء».
 
وعكف باحثون متخصصون في دراسة رائحة الإنسان على اكتشاف وتوصيف المواد الكيميائية الغازية أو المركبات المتطايرة التي يمكن أن تنقل وفرة من المعلومات لكل من الباحثين بالطب الشرعي ومقدمي الرعاية الصحية.
 
ومع وجود عدد من العوامل التي تؤثر على رائحة أي شخص، يمكن استخدام رائحة الجسم بوصفها ميزة تعريفية لتحديد الهوية، إذ يمكن للكلاب اكتشاف رائحة متهم مشتبه به، على افتراض أن رائحة كل شخص مميزة بدرجة كافية بحيث يمكن تمييزها عن رائحة الآخرين.
 
ودرس الباحثون القدرة التمييزية للرائحة البشرية لأكثر من 3 عقود، وأظهرت التجارب أن الكلاب يمكنها التمييز بين التوائم المتطابقة التي تعيش منفصلة، وتتعرض لظروف بيئية مختلفة، من خلال رائحتها وحدها، وهذا إنجاز لا يمكن تحقيقه باستخدام أدلة الحمض النووي، حيث إن التوائم المتماثلة تشترك في الشفرة الوراثية نفسها.
 
كما وجدوا أن مجموعات محددة من 15 مركباً عضوياً متطايراً جرى جمعها من أيدي الناس يمكن أن تميز بين العِرق والإثنية، بالإضافة إلى تمييز المشاركين، ذكراً كان أم أنثى، بدقة إجمالية تبلغ 80 في المائة. وقال الباحثون إن أبحاث الرائحة تقدم نظرة ثاقبة للأمراض. ومن الأمثلة المعروفة قدرة الكلاب على تحديد المرضى المصابين أو على وشك الإصابة بالنوبات القلبية، أو إخطار الأشخاص عندما يحتاجون لضبط مستويات السكر بالدم لديهم، بالإضافة لتدريب الكلاب على اكتشاف السرطان لدى البشر، واكتشاف عدوى «كوفيد-19».
 
ووفق الباحثين، فإن رائحة الإنسان يمكنها أن تكون شكلاً مُهماً من أشكال الأدلة الجنائية والحالة الصحية، إلا أنها لا تزال مجالاً قيد التطوير.