أخبار وتقارير

جهود المملكة في إقرار السلام باليمن بين زيارة آل جابر لصنعاء ووصول وفد حوثي للرياض (تقرير)


       

تقرير - عين عدن خاص:

تبذل المملكة العربية السعودية قصارى جُهدها من أجل إيجاد حل سياسي وسلمي للحرب في اليمن، وبناء حكومة وحدة وطنية، تشترك فيها مختلف المكونات، لتنعم اليمن بالاستقرار ويتوقف فيها إطلاق الرصاص ودانات المدافع وتبدأ خطوات الإعمار.

 

وصول وفد حوثي للمملكة

قبل أربعة أيام وبالتحديد في 14 سبتمبر وصل العاصمة الرياض وفدٌ حوثي قادما من صنعاء، رفقة وفدٍ من سلطنة عمان، وذلك بعد دعوة وجهتها الحكومة السعودية، وفق ما أعلنته وزارة الخارجية، التي قالت إنه "استمراراً لجهود المملكة وسلطنة عمان للتوصل لوقف إطلاق نار دائم وشامل في اليمن والتوصل لحل سياسي مستدام ومقبول من كافة الأطراف اليمنية.

 

تفاهمات حقيقية

من جانبه أشار محمد عبدالسلام القيادي الحوثي البارز،  إلى أمله "أن تُتوَّج هذه المفاوضات بتقدم ملموس في كل الملفات الإنسانية والعسكرية والسياسية، ومعالجة آثار الحرب، وهي تصريحات إيجابية من رئيس الوفد الحوثي، تشير إلى أن المباحثات السابقة التي جرت في سلطنة عمان واليمن والأردن، وأيضا الجهود التي بذلتها السعودية في لقائها مع مختلف الأطراف اليمنية، كل تلك الخطوات أثمرت الوصول إلى تفاهمات حقيقية، وآن وقت جعلها مشاريع عمل تتصف بالديمومة، بحيث يتم تثبيت وقف إطلاق النار وتحويل الهدنة إلى "سلام دائم".

 

هدوء عسكري سيقود لحل الأزمات الداخلية

قال مُحللين سياسيين، إن الهدوء العسكري سيقود بشكلٍ تلقائي إلى ترتيب الأوضاع الأمنية، وتخفيف الاحتقانات الداخلية بين الأحزاب والمكونات اليمنية المتنوعة، ويجعل الأجواء أكثر ملاءمة لإيجاد حلول لقضايا ملحة كـ"الرواتب" وصادرات النفط والغاز، وأموال وتحويلات "البنك المركزي"، وفك الحصار عن المدن، والبدء في معالجة الاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحاً المتعلقة بالماء والغذاء والدواء والوقود والكهرباء، إضافة لترتيبات عمليات نقل السلع والبضائع بين المحافظات والمدن المختلفة.

 

زيارة آل جابر لصنعاء

المملكة العربية السعودية من جانبها عملت بهدوء، بعيداً عن التعجل أو الإعلام، من أجل مد الجسور، ودعم العملية الإنمائية والسياسي، ففي إبريل الماضي، زار السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر، صنعاء، من أجل تثبيت الهدنة، ووقف إطلاق النار، ودعم عملية تبادل الأسرى، وبحث سبل الوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام.

 

إيداع المملكة 1.2 مليار دولار لمركزي عدن

وفي بدايات أغسطس المنصرم، ومن أجل "معالجة عجز الموازنة الخاصة بالحكومة اليمنية ودعم مرتبات وأجور ونفقات التشغيل ودعم ضمان الأمن الغذائي"، قدمت المملكة دعماً اقتصادياً بقيمة 1.2 مليار دولار للجمهورية اليمنية، وفق ما جاء في نشرة "البرنامج السعودي للتنمية وإنماء اليمن"، حيث تخطى حجم المساعدات السعودية لليمن حاجز الـ17.3 مليار دولار أميركي، منها 3.5 مليار قدمت عبر مركز الملك سلمان للإغاثة، وذلك للتأكيد على أن العلاقة لا تقتصر على السياسيين اليمنيين، بل الهدف هو بناء جسور التواصل مع الشعب، وتخفيف المعاناة عن الناس.

 

اتصال وزير الدفاع السعودي بالرئيس العليمي

قُبيل وصول الوفد الحوثي إلى الرياض، وفي 11 سبتمبر، تلقى رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، اتصال من وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، تم التأكيد فيه على "استمرار المملكة بدعم مجلس القيادة الرئاسي، وحرصها الدائم على دعم كافة الجهود للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية، يُحقق الأمن والاستقرار لليمن وشعبه".

 

تواصل مع الجميع

ومن هُنا يتضح لنا أن التواصل السعودي كان مع الجميع، ولم يعمل على استثناء أحد من الفاعلين السياسيين، لذلك نعتقد أن ما سينتج عن مباحثات الرياض، سيشكل خارطة طريق عملية للسلام في اليمن، وهي عملية تحتاج إلى شراكة حقيقية بين جميع اليمنيين، تغلب المصلحة الوطنية العليا على الحسابات الحزبية أو المناطقية الضيقة.

 

ترحيب عربي وخليجي

وتواصل الترحيب العربي والخليجي، بالجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان من أجل السلام في اليمن، فقد أعرب رئيس البرلمان العربي، عادل العسومي، عن تطلعه لأن تفضي المشاورات السعودية مع الحوثيين لإنهاء الحرب باليمن وإرساء قواعد الدولة الوطنية، كما رحبت البحرين والكويت بجهود المملكة بتوجيه دعوة إلى وفد من صنعاء لزيارة الرياض لاستكمال اللقاءات والنقاشات بالتنسيق مع سلطنة عُمان نحو وقف شامل ودائم لإطلاق النار في اليمن، وتعزيز الهدنة الإنسانية، وبحث التوصل إلى حل سياسي مستدام ومقبول من الأطراف اليمنية كافة برعاية الأمم المتحدة.

 

فرصة تارخية للتحول لسلام ادئم

في ذات السياق، أكدت "98 منظمة إغاثية دولية ومحلية أن اليمن يقف أمام الفرصة التاريخية للتحول نحو السلام الدائم، وقالت إن المجتمع الإنساني ملتزم بدعم هذا التحول، ونبهت إلى أن اليمنيين يتطلعون إلى المستقبل والابتعاد عن المساعدات نحو الاعتماد على الذات وإعادة بناء بلدهم".