أخبار وتقارير

اليمن بين جهود المملكة للتحرير وتسبب خلافات الحلفاء المتحاربين في التأخير (تقرير)


       

تقرير - عين عدن خاص:

لا ينصلح حال الأمم التي تمر بأزمات إلا بإنكار الذات، وجعل الوطن والمواطنين على قائمة الأولويات، وليس الأحزاب أو التكتلات أو التحالفات أو حتى الانتمائات القبلية، فبدون إنكار ذات لن يكون هُناك مستقبل لأي أمة مهما بلغ تاريخها وحضارتها، ومهما قُدم لها مُساعدات ومعونات، وهو ما ينطبق شكلًا وموضوعًا على اليمن الذي يبحث فيها الجميع (إلا من رحم ربي) عن مصالحه الشخصية فقط ليس أكثر أو أقل لدرجة أن الشخص قد يكون مسؤولًا في مكان ما لانتمائه إلى توجه مُعين، ثُم ينقلب على توجهه هذا حتى يكون في موقع مسؤولية أفضل، بالإضافة للمعارك بين الحين والآخر بين الأطراف المحسوبة على الشرعية، ونسى الجميع أن المعركة الأساسية هي وجوب التخلص من الحوثي وانهاء انقلابها وتحرير اليمن.

 

المملكة وتقديمها الغالي والنفيس من أجل تحرير اليمن

المملكة العربية السعودية من جانبها قدمت الغالي والنفيس من أجل تحرير اليمن من ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، بداية من استجابة قيادة المملكة لنداء الرئيس السابق عبدربه منصور هادي بإنقاذ اليمن من التقدم الحوثي، وتكوين المملكة للتحالف العربي لدعم الشرعية الذي نجح في تحرير العديد من محافظات الجنوب وعلى رأسها عدن في أيام معدودة.

 

خلافات الحلفاء تسببت في عدم تحرير اليمن حتى الآن

 وفي المُقابل تجد الحُلفاء الذين من المفترض أنهم في صفًا واحدًا هدفه القضاء على ميليشيا الانقلاب الحوثية وتطهير اليمن من دنسهم، خاصة أن الميليشيا لن ترضى أبدًا بأن تحكم الشمال فقط وترى أن الجنوب أيضًا يجب أن تحكمه وتُسيطر عليه، وبالرغم من ذلك تجد المُستهدفين بهذا التوجه الحوثي في خلافات مُستمرة حول قضايا فرعية لم تكن أبدًا هي أصل الأزمة، وكُلها أزمات قد تُحل عند القضاء نهائيا على الميليشيا.

 

عدم الاستفادة مما قدمته المملكة

إلا أن هؤلاء الحُلفاء لم يستفادوا مما قدمته المملكة من قوة جوية هائلة ومهولة تدعم الجيش ومن مساعدات عسكرية وطبية وإغاثية ومالية، تُمكنهم من التفرغ فقط للمعركة ضد الميليشيا الكهنوتية المدعومة من إيران، فلو كانت معارك حُلفاء الشرعية بعضهما بعض وجهت لصنعاء واتحدت البنادق والمدافع في سبيل التحرير لما كان هُناك اليوم حوثي.

 

تواصل المملكة مع الحوثي

عدم استفادة حلفاء الداخل وعدم اتفاقهم وخلافاتهم المُستمرة، جعلت المملكة العربية السعودية تُفكر في توجهات أخرى، فالمملكة يهمها في المقام الأول المواطن اليمني ويهمها أيضًا تأمين حدودها، لذلك كان قرار التواصل مع ميليشيا الحوثي الانقلابية للتوصل إلى صيغة تفاهم، فكانت مشاورات مسقط ومشاورات صنعاء وأخيرًا ولأول مرة دعوة المملكة لوفد حوثي لزيارة الرياض للتباحث حول إقرار السلام وإنهاء الحرب، بالإضافة لزيارة السفير السعودي لدى اليمن لصنعاء للتباحث مع قيادات الحوثي.