أخبار وتقارير

اليمن بين جهود سعودية مضنية لإقرار السلام وتصعيد حوثي بقصف مواقع للجيش الوطني (تقرير)


       

تقرير - عين عدن خاص:

جهود مضنية وجولات مكوكية وزيارات لا تتوقف ومُحادثات هُنا وهُناك، تبذلها المملكة لإحلال السلام في اليمن وإعادة الاستقرار وإنهاء الحرب التي فرضتها ميليشيا الحوثي الانقلابية، لتؤكد الرياض بهذه التحركات أنها تضع المواطن اليمني على قائمة أولوياتها، ويكفي أنها أرسلت سفيرها محمد آل جبار إلى صنعاء للقاء الحوثيين والتباحث حول السلام رغم التهديدات اليومية الحوثية للمملكة وهو ما يؤكد جهود المملكة الصادقة لإقرار السلام.

 

دعوة سعودية لوفد حوثي لزيارة الرياض

وفي إطار مساعيها لإحلال السلام في اليمن وإنهاء الحرب، أعلنت المملكة العربية السعودية، عن توجيهها دعوة لوفد حوثي لزيارتها لاستكمال اللقاءات والنقاشات، بناء على المبادرة السعودية التي أُعلنت في مارس 2021، وهو يُمثل خطوة سعودية مُختلفة وغير روتينية وكبيرة في نفس الوقت لإقرار السلام ورمي الكُرة في ملعب الحوثي، فبهذه الدعوة تكون المملكة قد فعلت كُل ما يُمكن فعله للتوصل إلى سلام دائم في اليمن، فبجانب الدعوة أرسلت المملكة سفيرها لصنعاء من أجل لقاء قيادات المليشيا لتثبيت الهدنة، ووقف إطلاق النار، ودعم عملية تبادل الأسرى، وبحث سبل الحوار بين المكونات اليمنية للوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام في اليمن.

 

استمرارًا لجهود المملكة

الدعوة السعودية للوفد الحوثي جاءت استمراراً لجهود المملكة وسلطنة عُمان، للتوصل لوقف إطلاق نار دائم وشامل في اليمن، وحل سياسي مستدام ومقبول من جميع الأطراف اليمنية، واستكمالاً للقاءات والنقاشات التي أجراها الفريق السعودي، برئاسة محمد آل جابر سفير المملكة لدى اليمن، وبمشاركة من سلطنة عُمان في صنعاء، خلال الفترة من 8 إلى 13 أبريل الماضي.

 

حكومة الشرعية ترحب بجهود المملكة

من جانبها رحبت حكومة الشرعية  "بجهود السعودية  وسلطنة عمان والمساعي الاممية، والدولية الهادفة لدفع مليشيات الحوثية نحو التعاطي الجاد مع دعوات السلام، وتخفيف المعاناة الانسانية عن الشعب اليمني"، مُجددة التأكيد على "نهجها المنفتح على كافة المبادرات الرامية إلى إحلال السلام العادل والشامل وبما يضمن انهاء الانقلاب، واستعادة مؤسسات الدولة، والأمن والاستقرار والتنمية في اليمن".

 

عبدالله العليمي يؤكد ثقته في جهود المملكة

من جانبه، جدد عضو مجلس القيادة الرئاسي عبدالله العليمي ثقته  ودعمه لجهود السعودية وسلطنة عمان في إنهاء الأزمة، وقال العليمي في تدوينة له:" نعلم تماما إدراك اشقائنا في المملكة لطبيعة الميليشيا الحوثية ورؤيتها الحقيقية للصراع وللمنطقة و السلام العادل لن يكون الا في مصلحة الدولة وفي طريق استعادتها وأمنها واستقرارها".

 

إشادة أمريكية بمبادرة السعودية الحالية

من ناحيته، رحب مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، أمس الجمعة، بزيارة أول وفد رسمي حوثي للسعودية، وقال في بيان للبيت الأبيض "نشيد بقيادة المملكة العربية السعودية لهذه المبادرة الحالية، ونشكر (سلطنة) عُمان على دورها المهم"، مُشيرًا إلى أن زيارة الوفد الحوثي تأتي بعد ما يقرب من 18 شهراً متتالياً من الهدوء الذي بدأ بعد دخول هدنة بوساطة الأمم المتحدة حيز التنفيذ لأول مرة في 2 أبريل 2022.

 

هيئة مجلس الشورى ترحب بجهود المملكة

وفي ذات السياق رحبت هيئة رئاسة مجلس الشورى بجهود  السعودية، وسلطنة عُمان الهادفة إلى تحقيق تقدم في عملية السلام في بلادنا، وقالت أنها تأمل أن يتعاطى معها الحوثيون بمسؤولية تُخرج الشعب من أزمته التي كانوا سببًا فيها، مؤكدة أن تحقيق السلام في اليمن ممكنًا إذا التزم الحوثيون مبدئيًا بمرجعياته الثلاث، ونظروا للسلام كهدف وغاية، وادرك الجميع أن خيار السلام هو افضل الخيارات لإنقاذ الشعب، والحفاظ على اليمن موحدًا في ظل نظام جمهوري ودولة اتحادية، وضمان الاستقرار والأمن الدائم فيها.

 

تصعيد حوثي في مواجهة جهود السلام السعودية

وكعادتها قابلت الميليشيا جهود المملكة لإقرار السلام بالتصعيد، من خلال شن الميليشيا المسلحة اليوم هجمات مسيرة على مواقع للقوات الحكومية في محافظتي تعز والجوف، حيث أعلنت قوات الجيش الوطني، عن إسقاط طائرة مسيرة تابعة للحوثيين بمحافظة تعز، وهو ما اعتبره مراقبون تأكيد على أن فرص السلام التي تعززت آمالها خلال اليومين الماضيين لا تزال بعيدة المنال، على رغم من الجهود التي تقودها الرياض ومسقط للتوصل إلى كلمة سواء مع الجماعة.