أخبار وتقارير

احتقان ومظاهرات وإضرابات في مناطق الحوثي..  أسباب دفعت الميليشيا للاستغاثة بالسلطنة والمجتمع الدولي (تقرير)


       

تقرير – عين عدن خاص:

لم تترك ميليشيا الحوثي الانقلابية نوعًا من القمع إلا ومارسته ضد المواطنين المُقيمين في المناطق التي تحتلها الميليشيا بقوة السلاح، فبين ابتزاز وجبايا ورفع رسوم الضرائب والجمارك ومنع الاختلاط بين الطلاب والطالبات في جامعة صنعاء، وقطع حوافز المدرسين الشهرية وإسقاط آلاف الموظفين من قوائم الرواتب، لم يجد المواطن في مناطق سيطرة الميليشيا إلا الاحتجاج ومُعارضة هذه الإجراءات التعسفية والإجرامية.

 

حرمان المنقطعين عن العمل والنازحين من رواتبهم

في خطوة استباقية لحرمان المنقطعين عن العمل والنازحين من رواتبهم المنقطعة منذ سبعة أعوام، تعتزم ميليشيا الحوثي الانقلابية، إسقاط أسماء آلاف الموظفين العموميين من قوائم الخدمة المدنية، وفي حال تم الاتفاق على صرفها، يهدّدون المعلمين والمعلمات بالإجراء نفسه لإرغامهم على إنهاء إضرابهم الذي دخل شهره الثاني.

 

الاستيلاء على مستحقات المُعلمين

تحركات الميليشيا تأتي تمهيداً لاحتمال حدوث اتفاق قريب بين الحكومة والانقلابيين على صرف الرواتب ومساع الميليشيا للاستيلاء على مُستحقاتهم، حيث تهدف هذه الخطوة إلى إرهاب المعلمين والمعلمات المضربين (والذين يقدر أعدادهم بعشرات الآلاف حسب الحكومة) عن العمل للمطالبة برواتبهم، وإجبارهم على إنهاء الإضراب الذي دخل شهره الثان، حيث أقدمت الميليشيا على قطع الحافز الشهري الذي كان يتم صرفه للمعلمين، وذلك بهدف الضغط عليهم لإنهاء الإضراب.

 

توقف مئات الشاحنات

وعلى جانب آخر، تسببت مليشيا الحوثي الانقلابية بكسر ظهور التجار والمواطنين في صنعاء والمحافظات الواقعة تحت سيطرتها، بفرض جمارك 100%، ما أدى إلى توقف مئات الشاحنات شرقي صنعاء، وتداول نشطاء مقطع فيديو وصورا لمئآت القاطرات وناقلات البضائع في منفذ نهم الجمركي، متوقفة رفضا لقرار مصلحة الضرائب بحكومة الجماعة غير المعترف بها، حيث يأتي ذلك فيما لاتزال العشرات من القواطر متوقفة في مفرق الجوف، وجمركي عفار بمحافظة البيضاء، والراهدة بتعز.

 

نادي المعلمين يجدد التأكيد على استمرار الإضراب

إلى ذلك جدد نادي المعلمين الاستمرار في الإضراب قائلاً إنه سيواصل الإضراب الشامل حتى يتم صرف المرتبات، مع الاتفاق على آلية سريعة وواضحة وفعالة لمرتبات السنوات الماضية، حيث يدخل إضراب المعلمين أسبوعه الخامس في مناطق سيطرة الحوثي وصار حديث الشارع اليمني، بينما اعترفت الميليشيا بعمق أزمة المرتبات وتأثير الإضراب.

 

أول قرار من نوعه في تاريخ جامعة صنعاء

في خطوة غير معهودة باليمن، قررت الميليشيا منع الاختلاط بين الطلاب والطالبات في جامعة صنعاء، وتم استحداث هذا القرار مؤخرا في كلية الإعلام بالجامعة الخاضعة لسيطرة الحوثيين، حيث تقرر أن تكون الدراسة بالنسبة للطلاب ثلاثة أيام في الأسبوع، ومثلها للطالبات، منعا للاختلاط بين الجنسين، وقوبل أول قرار من نوعه في تاريخ جامعة صنعاء منذ تأسيسها قبل أكثر من نصف قرن، بانتقادات واسعة، وغضب كبير من قبل يمنيين ويمنيات في صنعاء ومحافظات أخرى.

 

استغاثة الميليشيا بالمجتمع الدولي وعٌمان

من جانبه قال رماح الجبري مُدير المرصد الإعلامي اليمني، عبر حسابه على منصة إكس، إن الاحتقان والمظاهرات والإضرابات في المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي هي التي دفعت الحوثي بأن يستغيث بالمجتمع الدولي وعٌمان للتدخل وفتح ملف التفاوض من جديد.

ومصداقًا لقول رماح الجبري، فقد طالبت ميليشيا الحوثي، الأمم المتحدة، مؤخرًا، بضم ميناء الحديدة الواقع تحت سيطرتها غربي البلاد، ضمن اتفاقية التأمين البحري، وذلك بعد أيام من توقيع الحكومة الشرعية الاتفاقية مع الأمم المتحدة في عدن، كما طالبت الميليشيا أيضًا، الأمم المتحدة بالضغط على التحالف لإعادة توسيع الرحلات من مطار صنعاء إلى الأردن، كما بحثت الميليشيا مع مسقط إعادة فتح مطار صنعاء.

وفي النهاية، فإن ميليشيا الحوثي الانقلابية تمتنع عن صرف مُرتبات كافة موظفي الدولة في مناطق سيطرتها، منذ ما يزيد عن ثماني سنوات، بينما تتحكم بإيرادات كافة المناطق التي تسيطر عليها، وتفرض جبايات على المنشآت والمؤسسات التجارية الكبرى.