أخبار وتقارير

المعلمون في مناطق الحو-ثي.. إضراب يضج مضاجع الميليشيا ويفتح باب النضال لمواجهتها (تقرير)


       

تقرير – عين عدن خاص:

لا تجد ميليشيا الحوثي الانقلابية ملجأ من أزماتها في المناطق التي تحتلها وتسيطر عليها بسُلطة الأمر الواقع، إلا بالهجوم والتهديد والوعيد سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، ففي الوقت الذي تعيش في الميليشيا ضغوط تصاعد مطالب الموظفين في مناطق سيطرتهم برواتبهم المقطوعة، مع دخول إضراب واسع للمعلمين أسبوعه الرابع على التوالي في المدارس الحكومية، يهاجم زعيم الميليشيا عبدالملك الحوثي المملكة ويهدد بقصف مشاريعها.

 

إضراب شامل للمعلمين

ومنذ أكثر من شهر، جرى الإعلان في مناطق سيطرة الحوثيين عن تكتل نقابي جديد باسم "نادي المعلمين"، لقيادة إضراب شامل للمطالبة بصرف رواتب المعلمين شهرياً، وتسليم الرواتب المقطوعة منذ ثماني سنوات وفق جدول معين خلال الأشهر المقبلة، لكن تلك المطالب تواجَه بقمع وتهديدات من قبل ميليشيا الحوثي.

 

هجوم نادي المعلمين على الميليشيا

وقال "نادي المعلمين" في بيان: "ثماني سنوات وتحملنا ما لا يتحمله أحد وكنا نعتقد أن باقي الموظفين مثلنا صامدين بلا رواتب، ووُقّعت الهدنة لنكتشف أن كافة القيادات والمسؤولين يستلمون رواتبهم بانتظام، نريد أن نستلم من المصرف المركزي في صنعاء أسوة بكم (قيادات الحوثيين) وليس من السعودية"، حيث تسعى الميليشيا لإظهار أن المملكة هي وراء الأزمة.

 

استجابة كبيرة لإضراب المعلمين

ودخل الإضراب الذي ينظمه "نادي المعلمين" أسبوعه الرابع باستجابة كبيرة، لكنه متفاوت بين المدن والريف، ويبلغ عدد المعلمين في مناطق سيطرة الحوثيين 170 ألف موظف من إجمالي 240 ألف موظف في كافة المحافظات اليمنية.

 

إضراب يفتح باب واسع للنضال

ورأى نُشطاء، أن الإضراب الذي يقوده نادي المعلمين هو أهم حدث سياسي وشعبي وحقوقي في اليمن منذ الهدنة (بدأت في 2 إبريل 2022 ومُددت مرتين، ولشهرين في كل مرة، في 2 يونيو ثم في 2 أغسطس 2022، قبل أن تنتهي رسمياً في 2 أكتوبر الماضي، لكنها مستمرة ضمنياً)، واستطاع حتى الآن فتح باب واسع للنضال الشعبي السلمي لاستعادة الحقوق المنهوبة، وإعادة القيمة الفعلية للوسائل السلمية".

 

تهديدات الميليشيا للمملكة

وبدلًا من أن تسعى الميليشيا لحل أزماتها في مناطق سيطرتها، إلا أن دائمًا ما يغلب الطابع التطبع، فالميليشيا لا يُمكن أن تقوم بدور الدولة (وهذا الفرق بين حُكم الدولة وحكم الميليشيا)، فالميليشيا عادت للتهديد والوعيد بدلًا من حل الأزمات، فقد هدد زعيم الميليشيا عبدالملك الحوثي باستهداف المشاريع السعودية وعلى رأسها مشروع نيوم، وهو ما يؤكد بما لا يدع امجالًا للشك أن سياسة ميليشيا الحوثي قائمة على الإرهاب ولا يُمكن أبدًا التعامل معها كطرف سياسي يُمكن أن يُشارك في الحُكم.

 

تصدع العلاقة بين الحوثي والسلطنة

ورأى خُبراء، أن تهديدات الميليشيا بالعودة إلى الحرب تكشف مأزقها الحقيقي وأنها بلا أي خيارات أخرى وتمارس سلوك العصابة في التهديد، فالضغوط الشعبية قد تدفع إلى تصدع العلاقة بين الحوثي وسلطنة عمان، بعد أن قال زعيم الميليشيا إن الوقت قد مر بما فيه الكفاية لوساطتهم، بمعنى أنه قد يضطر لإجراء عسكري إن صدق، وهذا مستبعد، إلا أنه يخاطر بعلاقته الوثيقة مع مسقط، وهذا يجعل من تهديداته أقل أهمية على الأرض.