أخبار وتقارير

الرئيس علي ناصر يكشف معلومات مهمة عن السنوات الأولى لدولة الجنوب


       

كشف الرئيس علي ناصر محمد معلومات مهمة عن السنوات لدولة الجنوب بعد استقلالها في ال ٣٠ من نوفمبر ٦٧م والوضع الذي كان سائداً في المحافظات واختيار أسماؤها بالارقام واسماء اول المحافظين لها.

 

جاء ذلك في رسالة وجها إلى الصحفي علي منصور مقراط معلقا على تدشين رحلات طيران اليمنية الى مطار الغيضة الدولي والريان

 

ولأهمية ما احتوته الرسالة من معلومات ننشر نص تفاصيلها دون تدخل

 

الأخ العزيز والصحفي الوطني والعسكري والاعلامي والسياسي علي منصور مقراط :

تابعت زيارتكم انطلاقا من عدن وحضرموت والمهرة بمناسبة إعادة تدشين رحلات طيران اليمنية الى مطار الغيضة والريان وسعدت كثيرا بالمعلومات التي وردت في مقالتكم وتغطيتكم الاعلامية واشارتكم الموفقة الى أبرز الشخصيات السياسية والعسكرية التي رافقتكم وأيضا الشخصيات التاريخية التي أشرتم اليها في المهرة وفي مقدمتهم المناضل الكبير محمد سالم عكوش الذي كان أول محافظ للمحافظة السادسة ورفيقي في النضال سعيد عسكري وحينها عينت كأول محافظ للجزر في البحر الأحمر والمحيط الهندي لاثبات حق اليمن الجنوبي في سيادته على جزره ومياهه الاقليمية .

وبعد ذلك عينت محافظا للمحافظة الثانية.

وكان الرئيس قحطان الشعبي قد أصدر قرارا بتقسيم الجنوب الى 6 محافظات وتسميتها بالارقام المحافظة الأولى أبو بكر شفيق، المحافظة الثانية علي ناصر محمد ، و المحافظة الثالثة جعبل الشعوي، و المحافظة الرابعة فضل محسن عبد الله، و المحافظة الخامسة سالم علي الكندي، و المحافظة السادسة محمد سالم عكوش،

وكان الهدف من ذلك تجنب الاشكاليات المحتملة التي قد يثيرها الاسم الذي سيطلق على هذه المحافظة او تلك من المحافظات الست وجعل الرقم بديلا للاسم حتى تنضج الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية ويتقوى بها ومعها النسيج الوطني للمجتمع الجديد لتعاد تسميتها باسماء تاريخية دالة في كل محافظة وهذا ماحصل في الثمانينات عندما أصدرنا قرارا بتسمية كل محافظة بالاسم الذي استقرت عليه حتى الان ( عدن – لحج – ابين – شبوة – حضرموت – المهرة)

وتقبل الكل هذا التقسيم بعد أن كان في الجنوب أكثر من 20 مشيخة وامارة وسلطنة وولاية.

وكانت الثورة قد وحدت الجنوب في دولة واحدة.

كما زرت المحافظات بعد تعييني رئيسا للوزراء بالسيارات وبالطائرات وكانت معظم المطارات في الجمهورية كلها ترابية.

واتذكر أنني زرت المهرة بطائرة روسية طراز انتينوف ونزلت في مطارها الترابي حيث لا يوجد ملاحة أرضية ولا مبنى للترحيلات ولا ماء ولا كهرباء ولا اتصالات في المحافظة في الغيضة ولا دار ضيافة وقد نزلنا وسكنا في مبنى للشرطة.

وعلى سطح هذا المبنى كنا نجتمع على ضوء الفوانيس مع المسؤولين في هذه المحافظة

وكنا كلما ننتهي من اللقاء والحديث مع فروع الوزارات ينصرفوا الى النوم وبعد منتصف الليل غادر الكل المبنى وبقيت وحيدا بلا فراش ولا مخدة فحاول أحد المسؤولين ان يأتوا لي بفراش من المركز الطبي الذي تديره البعثة الطبية الكوبية ولكنهم لم يجدوا فيه سريرا اضافيا، فخلدت للنوم على حصير حتى الصباح.

 

وكان هذا حال معظم المحافظات حينها.

وبعد سنوات من هذه الزيارة فتحت المدارس والمستشفيات ومحطات الكهرباء والمياه والمدارس والجامعات و انتشر التعليم ومحو الامية وكان هذا بمثابة نهضة تعليمية وبشهادة منظمة اليونسكو حيث أن نسبة الأمية انخفضت الى ٢ بالمئة وشيدت الطرقات من عدن الى المهرة بطول حوالي 2000 كم كما أصبح للمهرة مطارها الدولي بتمويل وطني محلي. كما جرى افتتاح وتطوير عدة مطارات كمطار عدن ومبنى الترحيلات الجديد فيه بتمويل شركة فرنسية ومطار سقطرى ومطار بيحان وعتق وسيئون والريان في الثمانينات.