أخبار وتقارير

جرائم الحو-ثي في تعز.. الأطول في التاريخ الحديث وأبشعها (تقرير)


       

تقرير – عين عدن خاص:

جاء إطلاق الحكومة والسلطة المحلية في محافظة تعز حملة واسعة النطاق بمناسبة مرور 3000 يوم على حصار مليشيات الحوثي الانقلابية، لتفتح ملف جرائم الميليشيا الكنوتية في المدينة الحالمة التي تسبب في حصارها لتعز في نشر الخوق والهلع بين الكبار والصغار، والرجال والنساء والأطفال، فالمنازل دُمرت والأهالي محاصرون وألغام شُيدت كسياج دائري لتطويق الحي والقناصة ينتشرون في التلال يترصدون المارة.

 

حملة تستمر أسبوعا

تستمر الحملة أسبوعا متواصلا تتضمن تنظيم سلسلة بشرية في أحد المنافذ، إلى جانب معرض صور يستعرض جزءا من تفاصيل الحصار، وكذا جلسة استماع علنية لنماذج من ضحايا الحصار، وتنظم مجموعة من المكاتب التنفيذية فعاليات متنوعة بمناسبة مرور 3000 يوم حصار.

حي كلابة الذي يقطنه أكثر من 4 ملايين نسمة يعد نموذج لما يحدث في تعز، فهو يقع في منطقة تماس بين مليشيات الحوثي والجيش الوطني مما جعل الحي عرضة للقصف طوال السنوات الماضية لتصبح منطقة معزولة تماما لا تستطيع الوصول إليها أي جهة حكومية أو منظمة إنسانية أو إغاثية.

وفضلت نحو 70 أسرة فقط البقاء في منازلها في حي "كلابة" ورفضت النزوح خوفاً من بطش مليشيات الحوثي، إثر القصف الممنهج والقنص المتواصل الذي يحيطه بها من كل مكان، حيث يعيش سكانها رعبا يشل حركتهم وحياتهم ولا يكاد يمر يوم دون سماع خبر سقوط أحدهم ضحية القنص بين قتيل أو مصاب أو ناج إذا ما حالفه الحظ، ففي كلابة قد يدفع المرء حياته ثمناً لخروجه من منزله، أو لجلب الماء أو الغذاء.

 

آثار كارثية للحصار

واستهل محافظ تعز نبيل شمسان الفعاليات بإقامة مؤتمر صحفي تطرق فيه إلى الآثار الكارثية للحرب والحصار الحوثي ومرور 3000 يوم من الحصار في أبشع جريمة وعقاب جماعي يشهدها التاريخ الحديث، والتي تسببت بتدمير البنية التحتية والخدمية وتدمير المنشآت وإغلاق الطرق ونزيف الأرواح بالقصف اليومي والقنص والألغام وصعوبة الحصول على الخدمات المعيشية والسفر وانتقال المرضى.

 

أزمة مياه وتدمير طرق

وكشف شمسان عن أن "الحصار تسبب بأزمة مياه تصل إلى 75% من احتياج السكان، وتدمير 50% من شبكة الطرق وارتفاع تكلفة السفر طول المسافة 1000%، ونقل البضائع وارتفاع الأسعار 35% عن المناطق المحررة وكذلك الحوادث المرورية التي بلغت 481، نتج عنها 374 حالة وفاة وإصابة 966 حالة وخسائر قدرت بـ475 مليون دولار".

 

إغلاق 31 مدرسة وتضرر آلاف الطلبة

وأشار إلى أن حصار الحوثي تسبب أيضًا في إغلاق 31 مدرسة وتضرر 32 ألف طالب وطالبة، بينما بلغ عدد الطلاب المتضررين من عدم القدرة للوصول للجامعات 8 آلاف طالب وطالبة والصحة وتوقف الشركات والمؤسسات التجارية وانعدام المشتقات النفطية.

 

 

خسائر بملايين الدولارات وتضرر آلاف العمال

وبلغت الخسائر المالية في الإيرادات (حسب مُحافظ تعز) 228 مليون دولار في العام الواحد، وتضرر 9 آلاف عامل بينما بلغ ضحايا الألغام 1700 قتيل وجريح، وتضرر 258 منزلا و40 منشأة تجارية واختطاف 718 من المدنيين، حيث دعا المحافظ شمسان الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى إيقاف هذه المعاناة والعقاب الجماعي بالضغط على المليشيات الحوثية لفك الحصار وإعطاء هذه المعاناة الإنسانية أولوية في أي محادثات مقبلة.

 

ظلام دامس خوفا من استهداف الميليشيا

تعد جرائم ميليشيا الحوثي الانقلابية المُرتكبة  في تعز أطول الجرائم في التاريخ الحديث وأبشعها، والمليئة بالمعاناة الإنسانية التي عاشها وما زال يعانيها ما يزيد عن 4 ملايين مواطن، حيث يعيش السكان لياليهم في ظلام دامس، رغم استخدام منظومات الطاقة الشمسية، بغرض توفير الكهرباء، إلا أنهم لا يشعلون مصابيح الإنارة، خوفاً من استهداف الحوثي الذي يقصف المنازل التي تنبعث منها أي أضواء، حتى في ظل التهدئة الأممية الهشة.

 

قناصة تحصد الأرواح

وأجبرت نيران المليشيات الحوثية وفرق القناصة التي تستهدف المدنيين، سكان مناطق التماس إلى بناء جدران وحواجز تسمح بتغطية عبور الأطفال والنساء وتحجبهم عن أعين عناصر المليشيات، وذلك رغم التهدئة الأممية، حيث بتخندق قناصو مليشيات الحوثي، مصوبين فوهة بنادقهم نحو كل ما يتحرك على الأرض أمام مرماهم، بما فيها المواشي وحتى المنازل والأشجار لم تسلم من القناصة.

 

صمت المجتمع الدولي

من جهتها، أكدت وزارة حقوق الإنسان اليمنية، في بيان، أنه "لم يعد مقبولاً استمرار صمت المجتمع الدولي إزاء حصار وجرائم وانتهاكات مليشيات الحوثي الإرهابية بحق المدنيين في مدينة تعز".

ودعا البيان تزامناً مع مرور 3000 يوم من الحصار الذي تفرضه المليشيات الحوثية على تعز، مجلس الأمن الدولي ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، ومفوضية حقوق الإنسان وكل منظمات ونشطاء حقوق الإنسان إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه هذه المدينة بما يساهم في فضح جرائم وانتهاكات مليشيات الحوثي بحق المدينة والسكان المدنيين".