أخبار وتقارير

7 يوليو.. اليوم الذي أحال الوحدة من حلم جميل إلى كابوس (تقرير)


       

تقرير – رئيس التحرير :

يوم 7 يوليو من كُل عام ليس مثل كُل يوم، فهو أسوأ يوم في تاريخ اليمن بكُل ما تحمله الكلمة من معنى، ففي هذا اليوم من العام 1994 أساء النظام البائد للوحدة اليمنية وشن حرب شعواء بدأت في 27 أبريل 1994 على مُحافظات الجنوب، ارتكب فيها أفظع الجرائم بإسم الدين حتى سيطر على عدن بقوة السلاح، مما جعل أبناء الجنوب يمقتون الوحدة ويحلمون بدولة مستقلة لهم والعودة إلى ما قبل 22 مايو 1990، فالعيب في الأساس لم يكن في الوحدة بل كان فيمن حاول فرضها بالقوة الغاشمة.

 

يوم الحزن اليماني

قال الصحفي عبدالرحمن أنيس عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، إن 7  يوليو 1994، هو يوم الحزن اليماني، مشيرًا إلى أنه اليوم الذي أحال الوحدة من حلم جميل إلى كابوس، مُشيرًا إلى أن الجنوبيون كانوا سباقون للوحدة بلا قيد أو شرط، إلا أن جزاءهم كان جزاء سنمار.

 

غنيمة حرب

قال أحد النُشطاء عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، إن اليمنيين خاصة الجنوبيون يتذكرون ما حدث في 7 يوليو 1994 حين اقتحمت جحافل النظام السابق مُحافظات الجنوب لفرض الوحدة، بينما قال ناشط آخر إن في هذا التاريخ  حول نظام صنعاء دولة الجنوب إلى غنيمة حرب، حيث نهب الثروات ودمر المؤسسات وزرع الإرهاب في الجنوب.

 

حرب عبثية

وعلى جانب آخر قال ناشط عبر حسابه على تويتر، إن ما حدث في  7 يوليو 1994 هو حرب عبثية شُنت على اليمن الجنوبي بسبب تعنت حزبي المؤتمر والإصلاح، بينما قال ناشط آخر، إن 7 يوليو 1994 لم يكن يوم انتهاء الحرب، بل كان يوم التدشين الرسمي للممارسات الاحتلالية الغاشمة.

 

 

يوم أسود في تاريخ اليمن الجمهوري

من جهته قال الباحث خالد بقلان الأمين العام لمجلس شباب سبأ، إن 7 يوليو 1994 كان يوم أسود في تاريخ اليمن الجمهوري، و إعلان من طرف إرهابي على مصادرة حق شريك الوحدة ورافعتها السياسية والإجهاز عليها، والتعامل مع الجنوب كغنيمة و تكررت الحالة في 2015، (في إشارة لانقلاب ميليشيا الحوثي على الشرعية)، مشيرًا إلى أن اليمن سيعود لما قبل 90 والسبب هو 7 يوليو و غزوة 2015.

 

عنجهية وعبثية النظام البائد

من جاانبه قال الناشط محمود اليزيدي، إن السلوكيات العنجهية والتصرفات العبثية لنظام صنعاء اليمني (جمهورية اليمن العربية) خلال حرب 7 يوليو ضد الشعب الجنوبي، عبرت عن انزلاقه في الممارسات الغير مقبولة مما حدى  بمجلس الأمن الدولي أصدار قرارين (924 و 931)، دعت  إلى وقف إطلاق النار وعودة الأطراف إلى طاولة المفاوضات، الجنوب حينها تفهم القرارات لكن نظام صنعاء رفضها واستمر في اجتياح الجنوب، مما أسفر عن سقوط آلاف الشهداء والجرحى وتشريد الآلاف الأسر من الجنوب.

 

التعامل مع الجنوبيين على أنهم كفار ملحدين

وأشار الناشط علي ناصر العولقي، إلى أن الغزاة (في إشارة إلى النظام البائد) عندما دخلوا عدن في ٧ يوليو ١٩٩٤ لم يتركوا شيئاً لم يسرقوه فلقد كانوا يتعاملون مع الجنوبيين على أنهم كفار ملحدين، بينما قال آخر إن حاشية صنعاء وقبائلها استولت في مثل هذا اليوم على كل أبار النفط والبترول، وعلى مناجم الذهب والمعادن، وحولتها إلى ملكيات خاصة تذهب أموالها لجيوب سماسرة نظام صنعاء اليمني (في إشارة للنظام البائد).

 

النضال الجنوبي

من جانبه قال الكاتب السياسي صلاح بن لغبر: "ثلاثة عقود من الغزو الشمالي واحتلال الجنوب، لم يخل فيها يوم واحد من النضال الجنوبي ولم يهنأ المحتل فيها أبدًا"، مُشيرًا إلى أن يوم الارض الجنوبي مناسبة لتذكير كل من يجب تذكيرهم بأن الانسان الجنوبي بتكوينه لا يترك حقه ولا يتنازل عن شبر من أرضه، ولا شبر ولا بئر  ولا سنبلة قمح  هو بطبعه عنيد في حقه مجالد على تراب أرضه لا يستكين الا ليناضل أو يقاتل.

وتابع الكاتب السياسي صلاح بن لغبر: "أسالوا بريطانيا العظمي  وأسالوا غزاة 1995 وغزاة 2015  وقبلهم  وبعدهم قرونا آخرين  أسالوا الشباب المرابط على حدود وثغور الجنوب منذ ثمان سنوات من دون رواتب ولا حتى طعام في كثير من الأحيان هل ترك أحدهم موقعه؟  هل خان أحدهم وطنه؟، اسألوا التاريخ والحاضر وتمعنوا في طبيعة هذا الشعب حتى لا تصرفوا سنوات ومليارات لتخرجوا خائبين خاسرين كالأولين،  تعلموا أن كنتم تعقلون أو تفقهون".

وفي النهاية فإن الأزمة لم تكن في الوحدة بل في النظام البائد الذي أساء لها وحاول فرضها بقوة السلاح، مما كان له أثر سيء وسلبي في قلوب مواطني مُحافظات الجنوب ولازال هذا الأثر موجود حتى اليوم ولن يُمحى إلا من خلال إعادة الحقوق إلى أصحابها.