تقرير – عين عدن خاص:

كعادتها لا تفوت بلاد الحرمين، المملكة العربية السعودية، فرصة إلا واستغلتها في تحقيق السلام والأمن والآمان والاستقرار باليمن، ظهر ذلك جليًا مع استضافة المملكة 150 من علماء اليمن من مختلف المذاهب للمرة الأولى منذ ثمانية عقود ضمن وفود برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة تحت خيمة واحدة.

 

واجتمع أكثر من 70% من علماء اليمن ضمن وفود برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة في المشاعر المقدسة تحت سقف واحد بحج هذا العام، وذلك في أجواء تسودها المحبة والتآخي.

 

وقَدِم 45 عالما وداعية وقاضيًا ومفكرًا في المذهب الزيدي من صنعاء (التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي الانقلابية) ضمن 150 عالمًا يمنيًّا من مختلف المذاهب تحت خيمة برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين.

 

واعتبر أحد العلماء المشاركين في تقرير لقناة سعودية أن حج هذا العام كان مؤتمرًا واسعًا للسلام في اليمن، وساهم في تذليل الكثير من العقبات التي كان يخشاها الكثير، كما لفت عالم آخر إلى أن 95٪ هي نسبة التقارب بين العلماء تحت خيمة برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين.

 

 

وأشاد الدكتور مراد القدسي، عضو برنامج التواصل مع علماء اليمن، ببرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج، مشيرًا إلى أن العلماء هم صمام أمان لتحقيق الوحدة والائتلاف، مشددً على أن القتل والقتال بين المسلمين من كبائر الذنوب وأعظمها بعد الشرك بالله تعالى.

 

وأكد عضو برنامج التواصل مع علماء اليمن، ، في هذا الصدد حرص الصادقين من علماء الزيدية، الذين يريدون ائتلافًا مع إخوانهم من أهل السُّنة في اليمن، على عدم الاقتتال، وأن نكون على سلام ووئام منذ أن ظهرت المذاهب في اليمن، معتبرًا أن الخلاف السياسي والعسكري في اليمن لا يمثل الطائفة الزيدية.

 

من جانبه، قال وزير الأوقاف السابق عضو مجلس الشورى الدكتور فؤاد عمر بن الشيخ أبو بكر، إن هؤلاء العلماء يجب أن يكون لهم دور بناء وإيجابي ويساعدوا المملكة في وحدة الأمة واليمن والتألف بينهم حتى يكون لمساعي المملكة المستقبلية في إحلال السلام في المجتمع دور أكثر تأثيراً، فبإصلاحهم يصلح المجتمع بأكملة وبتفرقهم تزداد الأمة سوءًا وتفرقًا حتى وإن حل السلام الظاهر سيعيش اليمن بتنازع وتفرقة واختلاف وتمزق".

 

على جانب آخر، أكد المشرف على برنامج التواصل مع علماء اليمن بوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ محمد بن عبدالواحد العريفي بأنه انطلاقًا من توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وبإشراف مباشر من وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور عبداللطيف عبدالعزيز آل الشيخ؛ تمت استضافة 150 عالم من علماء اليمن من مختلف المذاهب دون التفريق بين مذهب وآخر لتمكينهم من أداء فريضة الحج ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة.

 

وقال "العريفي": تمت استضافة العلماء من مختلف المذاهب ممن يقيم في اليمن وممن هم خارج اليمن في مختلف دول العالم الأخرى وتم التواصل العلمي مع مختلف المذاهب خلال موسم الحج لتوطيد أواصر العلاقة معهم والتفاهم والتحاور ودراسة وجهات النظر، وحصل نوع من التقارب وسط أجواء إيمانية وروحانية.

 

وشدد المشرف على برنامج التواصل مع علماء اليمن بوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ محمد بن عبدالواحد العريفي، على أهمية التعايش والسلام بين أبناء البلد الواحد، مشيراً إلى أن كثيرًا من العلماء شاركوا في جلسات علمية، وأجروا لقاءات لم تتم منذ سنين طويلة بسبب الأحداث التي تمر باليمن، ‏ودعا إلى أهمية استغلال الوقت والتعاون مع الجهات التنظيمية حتى يخرج موسم الحج بنجاح منقطع النظير.