أخبار وتقارير

إفشال مهرجان عيدنا تعز السادس.. رعب من شعبية طارق صالح في المدينة الحالمة (تقرير)


       

تقرير – عين عدن خاص:

لم يكن حادث إفشال مسلحون فعالية فنية في مهرجان "عيدنا تعز" السادس، بملعب الشهداء في مدينة تعز، حدثًا هينًا، بل حدث يُعبر عما يدور في مُحافظة تعز، أحد أهم وأبرز مُحافظات اليمن، فهذا الحادث اثبت بما لا يدع مجالا للشك الترهل الأمني الذي تُعاني منه المُحافظة وعدم قُدرة الإدارة المحلية على تحقيق الأمن والاستقرار.

 

فالمهرجان الغنائي الذي كان تحت رعاية  العميد طارق صالح نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، لم يكن سياسيًا بأي حال من الأحوال، بل كان ترفيهيًا يهدف فقط للترفيه عن مواطني تعز  الذين يعانون من أزمات كثيرة في محافظتهم، وهو ما طرح تساؤلات حول أهداف المسلحون من وراء فضهم للحفل الفني؟.

 

  • سقوط جرحى

سقط عددا من الجرحى في المهرجان، جراء إقدام مسلحين على إطلاق النار بشكل عشوائي على المشاركين بغرض إفشال المهرجان، وتسبب إطلاق النار في حالة من الهلع والفزع بين المشاركين في المهرجان، حيث واتهمت سلطات تعز من اعتبرتهم "منفلتين أخلاقياً"، بافتعال فوضى في المهرجان الذي اختتم في المحافظة، السبت، أثناء تكريم الفنان المعروف محمد عطروش.

 

  • الهتاف لطارق صالح وراء الحادث

وقال مدير عام مكتب الثقافة بتعز، عبدالخالق سيف، في منشور على صفحته في فيسبوك: "افتعال ما حدث في ختام مهرجان تعز كان بسبب التحريض والتعبئة الظلامية"، مشيرًا إلى أن بعض "المتسللين من كتيبة المهام، المنفلتين أخلاقياً، قاموا بافتعال هذا الجنون والتطرف ضدنا وضد جماهير المهرجان، لأنهم هتفوا باسم عضو مجلس القيادة الرئاسي، طارق صالح، أثناء تكريم فنان الشعب عطروش من قبله".

 

وجاءت هذه الحادثة بعد يومين من إنزال صور العميد طارق صالح، كانت قد علقت في أحد شوارع تعز الرئيسة، وتقطيعها وإحراقها، وهو ما يُشير إلى أن حزب الإصلاح يشعر بمدى شعبية العميد طارق صالح في تعز وهو ما جعل الحزب يقوم بأفعال جنونية.

 

  • مُطالبات بمحاسبة المتورطين

وأشار مدير عام مكتب الثقافة بتعز، إلى أن "المنفلتين" اعتدوا على الجماهير الحاضرة للمهرجان وتسببوا في إصابة بعضهم، مؤكدًا أن التكريم والاحتفاء تم على أكمل وجه للفنان عطروش، مطالبا الأجهزة الأمنية باتخاذ إجراءاتها الصارمة ضد "من قاموا بذلك وضبطهم وكل من يقف خلفهم وإيقاف عجلة التحريض ضد الرموز الوطنية والسياسية وضد الفعاليات الثقافية في تعز.

 

  • ردود فعل غاضبة

قال المحامي والناشط الحقوقي محمد المسوري: "ما حدث في تعز، أسعد الحوثي كثيراً، وكم هو مؤلم أن يبقى حالنا في شقاق وخلاف لا يخدم مشروعنا الوطني في إعادة اليمن لمكانه الطبيعي كبقية دول العالم. أفيقوا هداكم الله، وأعلموا أن الحوثي لم يتمدد ويتوسع إلا بسبب تمسك البعض منا بالخلافات، فتوقفوا وعودوا إلى رشدكم".

 

من جانبه، قال الصحفي رشاد الصوفي، عبر "تويتر": "إن المتطرفون لم يحققوا شيئاً، سوى بث الرعب في نفوس النساء والأطفال، لافتاً بسخرية، إلى ما إذا كانت هذه الرسالة التي أرادوا إيصالها، من اقتحامهم للحفل الغنائي وإطلاق النار على الحضور، قد وصلت".

 

على جانب آخر، قال الناشط الإعلامي محمد هلال، في منشور له على "فيسبوك": "ما حدث في ميدان الشهداء، لا يسقط بالاعتذار والتقادم، ولا مبرر على الإطلاق لما حصل، ننتظر الجزاء الذي يستحقه المجرم الذي اعتدى على أبناء تعز، ونطالب من الجهات الأمنية إثبات وجودها والتصرف العاجل والسريع حيال الأمر".   

 

وقال رئيس منظمة فكر للحوار والدفاع عن الحقوق والحريات عبدالعزيز العقاب: "تعز ضحية التعبئة الخاطئة والحزبية المقيته، والمتاجرة السياسية والإعلامية، على حساب أبناء المدينة الحالمة وثقافتها العريقة"، وأضاف: "لن تستطيع الهالة الإعلامية المغموسة بأنّات وأوجاع المدينة، ولا القوى الفاسدة المهووسة بالحزبية والتربح والتبعية، أن يغطوا على الحقيقة، ففي النهاية سوف تنتصر المدينة".

 

 

  • مُطالبات لطارق صالح بالسيطرة على المحافظة

على جانب آخر، طالب نشطاء العميد طارق صالح، بالسيطرة الكاملة على مُحافظة تعز وعدم الرضوخ لأفعال حزب الإصلاح، حيث أشار النُشطاء إلى أن هجمات  الإصلاح التي تستهدف صور وحفلات طارق صالح، تُعبر عن مدى الرُعب من طارق صالح الذي تزداد شعبيته يومًا بعد يوم في تعز.

 

واتهم ناشطون يمنيون في تعز، حزب الإصلاح بالوقوف خلف كل الأنشطة والتحركات الاستفزازية التي تحاول إفشال أي تقارب بين العميد طارق صالح وتيار في حزب الإصلاح، والسعي لتحويل أي نشاط يقوم به صالح بصفته نائبا لرئيس مجلس القيادة الرئاسي أو رئيسا للمكتب السياسي للمقاومة الوطنية في تعز إلى حالة من التوتر الأمني والإعلامي، كما حدث في الحفل أو قبل ذلك من خلال تمزيق صور صالح في تعز من قبل التيار ذاته الذي يُحكم سيطرته على المدينة.

 

  • العليمي يطلب التحقيق في الأحداث المؤسفة

في السياق، وجّه رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، بسرعة التحقيق في الأحداث المؤسفة التي رافقت مهرجان تعز الفني، حيث طلب العليمي من محافظ تعز تشكيل لجنة تحقيق في الأحداث المؤسفة، وتوقيف المتسببين وكل من يشتبه بعلاقته في إفساد فرحة العيد خلال المهرجان المخصص لتكريم الفنان عطروش.

 

وفي النهاية فإن التصعيد في تعز ضد العميد طارق صالح وتياره السياسي يأتي في ظل أكثر من مؤشرين أولهم الرُعب الإخواني من ازدياد شعبية نائب رئيس المجلس الرئاسي العميد طارق صالح في تعز والمؤشر الآخر يتمثل في وجود تناغم بين الحوثيين وحزب الإصلاح في تعز، بهدف إفشال مجلس القيادة الرئاسي، من خلال إحداث العديد من الخلافات داخل المكون الرئاسي.