أخبار وتقارير

نجل الفنان عطروش حول أحداث تعز: غياب نبيل شمسان يدعو للتساؤل والحيرة.. وننتظر نتائج التحقيق


       

علق الدكتور وهيب عطروش نجل الفنان محمد محسن عطروش في منشور له حول أحداث المهرجان العيدي في ميدان الشهداء بتعز.

 

وقال وهيب في منشور عبر صفحته الشخصية بفيس بوك رصدها محرر عين عدن جاء فيه :

بسم الله والصلاة والسلام على رسوله الصادق الأمين.

من الغريب استهجان البعض حضور الفنان الكبير د. محمد محسن عطروش حفلاً عيدياً جماهيرياً في محافظة تعز كان قد دُعيَ له منذ شهور مضت، وهو الحفل السادس ضمن سلسلة احتفالات عيدية سنوية تقوم بها المحافظة .. وقد لَبَّى عطروش دعوة المحافظة ومكتب ثقافتها للإحتفاء به وتكريمه في هذا الإحتفال كما لَبّى من قبل دعوات محلية من محافظة أبين عبر محافظها وبرعاية رئيس الجمهورية هادي آنذاك، ومحافظة عدن عبر محافظها، ووزارة الثقافة والإعلام عبر وزيرها، وجامعة عدن لتكريمه بالدكتوراه الفخرية عبر مجلس رئاستها .. دعوات حب ومودة على أرض الوطن إعترافاً بدوره الفني والثقافي والتربوي والإبداعي والثوري النضالي في مراحل الكفاح المسلح ضد المستعمر ومابعده، ولم يتخللها أي مناكفات صبيانية.

 

ومن يعرف الفنان عطروش، يعرف جمال قلبه وبساطته، رجل يحب الجميع ولايوجد في قلبه ذرةً من كِبر ولايوجد في قاموسه كلمات الولاء والتمجيد لغير الوطن، عاش ولازال حراً يصدح بكلماته وآراءه دون أملاءات من احد ودون الاكتراث لردود فعل المعارضين.

 

حقيقةً، لقد اظهر أبناء تعز في الحفل وحتى قبله بأيام عديدة حباً ووداً كبيرين للفنان عطروش "القادم من عدن" واحتفاءً منقطع النظير بعيداً عن الانتماءات الضيّقة، لكن كعادة بعض البشر، وما أكثرهم اليوم، يأبوا إلا أن تكون التبعية والعبودية عنواناً لختام كل جهد وإن كان على حساب المواطن البسيط التي تضاءلت أحلامه لتُصبح مجرد "فرحة عيد".

 

الاحتفالية في الأصل هي دعوة من محافظة تعز ومكتب ثقافتها ممثلةً بمديرها العام عبدالخالق سيف، وطارق صالح الذي ظهر في بعض اللوحات الإعلانية كداعم للإحتفالية .. وفي كلمته الختامية، شكر الفنان عطروش تعز كما شكر رعاة الحفل كلٍ باسمه وصفته دون تمجيد لأحد سوى لتعز وأهلها على حسن الاستقبال والضيافة والحضور .. وما استدعى الانتباه هو أن حفلاً جماهيرياً كهذا برعاية محافظة يغيب عنه وعن يوم ختامه محافظها نبيل شمسان .. غياب يدعو للتساؤل والحيرة!

 

ننتظر بفارغ الصبر نتائج التحقيق في هذه الجريمة البشعة ومحاسبة الجناة، وحتى ذلك الحين نحمّل مسؤلية ماحدث في ميدان الشهداء بتعز كل من ساعد وتهاون في تأمين الحدث وحرف مسار الحفل من حفل عيدي جماهيري إلى صورة من صور التجاذب والاستفزاز والتحريض السياسي ويتحمل مسؤوليتها الكاملة محافظ تعز ومدير عام ثقافتها والمؤسسة الأمنية المُنقسمة بين التيارات المُسيطرة على تعز كسلطة محافظة وقوى حزب الإخوان داخلية وخارجية ومقاومة وطنية.

 

لقد سمحوا أو تهاونوا على الأقل في إستخدام إسم الفنان الكبير عطروش في تصفية حسابات مع الخصوم وتعريض ارواح الناس للخطر، وعلى شرفاء تعز أن يقفوا وقفة جادة وصارمة أمام كل تلك التيارات العفنة لمحاسبة من يغامر بسمعة المحافظة ودماء ابناءها وامنها وامانها وحاضرها ومستقبلها.

 

الجانب الآخر الذي لايقلُّ إيلاماً هو تناول بعض المرضى لما حدث بلغة خَلَت تماماً من الأدب والتربية، فأظهرت مجتمعاً شاباً قبيحاً مختبئ خلف الشاشات، وانجرّت وراء ذلك للأسف أقلام كنا نحترم اصحابها ونتابع بإهتمام ماتكتب لُتُعلن فجأة عن حالة نفسية مريضة شديدة التعقيد.

 

علينا الإعتراف انّ الحرب كما افرزت الكثير من المعاناة فقد ولّدت جيلاً هزيلاً عنصرياً ضحلاً ثقافياً عقيم الفكر لايوجد في ثقافته إلا الوصاية والمطعم وسوق القات واستخدام وسائل التواصل للسب والفتنة والتحريض .. شخوص وأقلام رخيصة لاتؤقر كبيرها ولاتحترم مثقفيها ومبدعيها وتتلهف لتناول كل مايُرضي النفس المريضة والراعي الرسمي.

 

في المقابل لازال هناك شرفاء تُرفع لهم القبعات إحتراماً وتمتد اليهم الأيادي عناقاً على حبر اقلامهم وكلماتهم وسؤالهم على صحة الفنان عطروش قبل كل شئ، فشكراً لهم ملئ السماء والأرض .. ونطمأنهم من هنا بأن الفنان عطروش بخير والحمدلله لم ولن يَزيده تكريم ولا ولم ولن يُنقِصه دُونه، وسعيد جداً بحب ابناءه الطيبين من اقصى البلد إلى ادناه.

 

شَفى اللّه الجرحى ومنَّ عليكم بالأمن والأمان ودمتم بكل خير.