أخبار وتقارير

مقتل حنين وإحراق وازر لنفسه واغتيال أيمن محضار.. جرائم ينتظر فيها مواطني عدن تحرك لملس (تقرير)


       

تقرير – عين عدن - خاص:

عاصفة من الانتقادات والهجوم والإدانات والغضب الشعبي في عدن، قابلت حادث مقتل الطفلة حنين البكري ذات الأربعة أعوام، وذلك في أول أيام عيد الأضحى المبارك، بعد حادث مروري خفيف يوم عرفة تطور إلى مقتل وسفك دماء الطفلة البريئة، وما زاد من غضب المواطنين والنشطاء هو أن هذا الحادث جاء بعد أيام قليلة من حادث إضرام الشاب وازر عبده النار في جسده حتى الموت، احتجاجا على مصادرة السلطات بضاعته أثناء مزاولته عمله بائعا متجولا في عدن، وهو ما يجعل السلطة المحلية في عدن في مرمى الاتهامات والمسؤولية المباشرة عن هذه الحوادث ويجعلها مطالبة أخلاقيا وسياسيًا بالتحرك لمحاسبة التورطين في هذه الجرائم، خاصة أن حادث إحراق الشاب وازر عبده لنفسه لم يتم اتخاذ أي موقف اتجاهها.

 

اعتراف الانتقالي بالمسؤولية

وفي اعتراف مُباشر على عدم تمكن السلطة المحلية في عدن من السيطرة على الأوضاع خاصة الأمنية، وجه نائب رئيس الهيئة الوطنية للإعلام التابعة للانتقالي مختار اليافعي، دعوة للسلطة المحلية ممثلة بأحمد حامد لملس (المحسوب على المجلس الانتقالي الجنوبي) وغيرهم بأخذ وتطبيق قرار و مبادرة بمنع السلاح إلا للضرورة القصوى وإيقاف إصدار تصاريح حمل السلاح وحصرها على جهة واحدة، وهو ما يُمثل تصريحات رسمية من الانتقالي بمسؤوليتهم سلطتهم في هذه الحوادث.

 

أب موجوع

قال الناشط سعيد اليافعي، إن هُناك أب موجوع يتساءل ما هو الذنب الذي ارتكبه حتى تكلفه الحياة خسارة طفلته، اسأل الله أن يوجع قلب من أوجع قلبك على بنتك، تحرم علينا فرحة العيد من أجلك عيدك أجمل بالجنة ياحنين”.

 

مُطالبة بمحاكمة مستعجلة

قال المحامي أمجد ربيع، إن من قام بقتل الطفلة حنين إبراهيم البكري قاتل فرحة العيد في عدن لابد من محاكمة مستعجلة له بعد استكمال الإجراءات القانونية من قبل الأجهزة الأمنية والنيابة العامة، كما خاطب المستشار القانوني أنور الجعوف كافة الجهات قائلا أن: "لم تهز ضمائركم هذه الطفلة فلا ضمير لكم تجاه الوطن".

 

مطالبات باهتمام القيادات العليا بالقضية

أكد الناشط حمدان القعيطي، أنه تم نقل قاتل الطفلة الملاك حنين البكري إلى إدارة البحث الجنائي بمديرية خورمكسر، وبوقفوكم جميعاً بالرأي العام أصبحت هذا القضية اهتمام القيادات العليا بشكل كبير.

 

ثلاث جرائم بشعة في عدن

قال الكاتب الصحفي علي مقراط في مقال تحت عنوان: "عدن.. مدينة الموت وحضرموت نموذج السلام والأمان"، إن عدن (التي وصفها بمدينة الحضارة والروح المدنية المسالمة) شهدت ثلاثة جرائم بشعة أمام أعين الناس في الداخل والخارج، جعلت الناس تتخوف منها من إحراق المواطن وازر الحبشي نفسه أمام مكتب مأمور الشيخ عثمان الدكتور وسام معاوية بسبب أمره بإحراق بضاعته.

 

تساؤلات موجهة للمحافظ لملس

وقال الكاتب الصحفي علي مقراط: "للأسف المُحافظ لملس لم يحرك ساكنًا غير تشكيل لجنة ومعروف قصص اللجان"، وتساؤل (لماذا المُحافظ مُصر على عدم عزل مأمور الشيخ عثمان الذي نكل بالناس والتُجار؟)، والجريمة النكراء ينبري البعض بالدفاع عنه دون ذرة حياء، باختصار خلف الدكتور معاوية قوى أقوى من الرئيس الدكتور رشاد العليمي ونائبه رئيس المجلس الانتقالي اللواء عيدروس الزبيدي.

 

الجريمة الأكثر بشاعة

وتابع أن الجريمة الأخرى اغتيال الشاب أيمن محضار الكلدي، على يد جنود وهو يقود سيارته وهذه القضية المُفجعة هي الأخرى والده العميد الرُكن محضار من قادة الأمن السابقين ومن طلائع ثورة الجنوب، لا نعلم إلى أين وصلت قضيته، أما جريمة اغتيال الطفلة حنين وإصابة شقيقتها فهي الجريمة الأكثر بشاعة أن يقدم المدعو حسين هرهره وبكل بساطة على استخدام السلاح ويُقتل البراءة بمجرد حادث يمكن صدمت سيارته.

 

عدن صارت مدينة ملغمة بالموت

وأشار الكاتب الصحفي علي مقراط، إلى أنه أشاد قبل أيام بالاستقرار الأمني اللافت الذي شهدته عدن، لكنه مؤقت، مشددًا على أن  مُدير الأمن اللواء مطهر الشعيبي لا يتحمل المسؤولية لوحدة فهو يواجه منظومة مُعقدة من الفصائل الأمنية المُسلحة وتدخلات من نافذين حتى أنه لايستطيع اتخاذ قرار بمنع حمل السلاح، مشيرًا إلى أن عدن صارت مدينة ملغمة بالموت وعار علينا أن نسكت وقد عممت ثقافة الفوضى والعُنف والاغتيالات.

 

مقراط يتحدى صحفيي ونشطاء الانتقالي

وتحدى الكاتب الصحفي علي مقراط، أي ناشط إعلامي انتقالي بما فيهم رئيس نقابة ما تسمى نقابة الصحفيين والإعلاميين التابعة للمجلس الانتقالي عيدروس باحشوان، وهو عدني لكنه صامت لم ينطق بكلمة واحدة أو يهز رأسه فقط، أدعوه أن يرد على هذه الأسئلة القاسية ولو مرة في حياته.

 

حضرموت جديرة أن تكون عاصة مؤقتة للسلام

وأوضح الكاتب علي مقراط: "لاحظتم البارحة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي وهو يتجول ليلاً في شوارع المكلا بأريحية وأمان واطمئنان ولم نُشاهد جنود ومدرعات حوله وهي رسالة إلى الشعب والعالم أن حضرموت حضارة وتستحق أن تكون نموذج في الاستقلال المالي والإداري والأمني ليديرها أبناؤها، بل جديرة أن تكون عاصمة مؤقتة للسلام".

 

عدن تحت جبروت قوى التخلف والجهل

وأشار إلى أن البارحة قرأ بيان لمجلس عدن العام يُطالب بتمكين أبناء عدن من إدارة محافظتهم أمنياً عقب الخبر الصادم باغتيال الطفلة حنين في قلب المدينة، قائلًا: مُستحيل أن يحدث ذلك، أبناء عدن تحت جبروت القوى القادمة بتخلفها وجهلها وقرويتها من الأرياف التي استباحت كل شيء وتفوقت على نظام الرئيس الراحل صالح بالظلم والسلب والنهب، رافعة يافطات علم الجنوب وشعارات متطرفة وهي في حقيقة الأصل تعمل ضد الجنوب وتضلل المغرر بهم في بيع الوهم.

 

نداء للصحفيين

وأوضح الكاتب الصحفي على مقراط في نهاية مقاله، إلى أنه بقي القول إذا لم تتصدى رجال الصحافة لهذه الجرائم الشنيعة، متى يتكلمون حين يلعنهم التاريخ، بالمقابل علينا أن نشجع الايجابيات وليس فقط التركيز على الأخطاء والسلبيات ندعم ونشجع كل خطوة لصالح الناس".

 

سلطة عدن مسؤولة عن الحادث

وعلى جانب آخر، أصدر ائتلاف أبناء عدن بيان أدان فيه وشجب واستنكر بقوة الجريمة الشنعاء التي كانت ضحيتها حياة الطفلة البريئة حنين البكري في ليلة عيد الأضحى المبارك على يد مسلح غير سوي السلوك والأخلاق، عابث يستقوي على الآخرين بالبلطجة وسلاح لايحكمه نظام ولا قانون.

وحمل الائتلاف، السلطة في عدن مسؤولية جريمة  قتل الطفلة حنين بسبب عدم تحملهم المسؤولية باتخاد الإجراءات الصارمة تجاه مظاهر الانفلات الأمني وفوضى المظاهر المسلحة وحمل السلاح وحيازته وبهذا تبقى أصبع الاتهام موجهه للسلطة في عدن باعتبارها سبب عسكرة الحياة والانفلات الأمني  وانتشار البلطجة والمظاهر المسلحة وفوضى حمل السلاح .

 

محاولة تهريب الجاني

قال الناشط علي النسي، إن المُحامين سيحاولون إفلات الجاني من عقوبة الإعدام من خلال تحويل القضية إلى قضية شروع بالقتل وذلك بإطلاق الرصاص وقتل غير متعمد، اي ان الجاني اطلق الرصاص على الوالد بنية الإيذاء ما أدى لمقتل الفتاة (قتل غير عمد).

وطبقا للمادة 19 و39 من قانون العقوبات اليمني فان مُطلق الرصاص يتم معاقبته بالحبس لمدة أقصاها 10 سنوات، وفي حالات إطلاق الرصاص يكون الحكم عادة من 5 إلى 7 سنوات يمكن أن تتقلص إلى 3 إلى 5 لحسن السير والسلوك، وبخصوص القتل الغير متعمد فان المادة 40 من قانون العقوبات ينص على أن العقوبة عليها هي تقديم الدية، وفي حاله الفتاة حنين ستكون للفتاة نصف دية.

 

مطالب بدفن قاتل الطفلة

وجه الكاتب محمد أحمد شيخ تساؤلات عبر مقال تحت عنوان: دفن قاتل الطفلة "حنين البكري" مطلبنا!، قال فيها: "إلى قيادات الانتقالي السياسية والعسكرية والأمنية، هل انتم راضين بقتل الأبرياء؟، أو حتى جرحهم في يوم عرفة، أم أن هذا هرهرة (في إشارة لحسين هرهرة قاتل الطفلة حنين) مناضل وفوق القانون والناس، يعمل ما يشاء، يقتل فلذات أكباد الناس ويروح بيته يعيّد بين أولاده، قضية كهذه يجب أن تكون رأي عام ولا سكوت عليها ولا حل لها إلا بدفنه مع هذه البنت البريئة وقبره بجوار قبرها".