أخبار وتقارير

أسعار جنونية وجشع التجار.. ماذا يحدث في سوق المواشي محافظة الضالع.. ؟ (تقرير)


       

تستقبل محافظة الضالع، ومدينة قعطبة على وجه الخصوص أيام عيد الأضحى المبارك في خضم تحديات اقتصادية تضاعف معاناتهم كل عام، وباتت فرحة العيد مسروقة، ومنغوصة من المواطنين ذوي الدخل المحدود، والمتوسط الذين يواجهون متطلبات كثيرة أهمها القدرة الشرائية لأضحية العيد، وأصبح المئات من سكان، ونازحي هذه المدينة يعزفون عن أداء هذه الشعائر بسبب الأوضاع الإنسانية والمعيشية الصعبة التي سببتها الحرب الدائرة في البلاد، وأطراف المديرية منذ ثمان سنوات ،وقطع الطرقات، وانهيار سعر صرف العملة الوطنية، وعدم التعامل بالعملة الجديدة يقابله قصور، وغياب لدور المنظمات الدولية، والاغاثية التي تنصلت عن عملها وان وجدت بعضها فهي لاتفي بالغرض ولا تلبي احتياجات كل الأسر النازحة.

 

  • أسعار الأضاحي

تشهد أسعار الأضاحي في الضالع ، وقعطبة أسعار جنونية ،وغير مسبوقة،وفي نزول إلى سوق الماشية في مدينة قعطبة قمنا باستطلاع المعاناة المرسومة على، وجيه الكثير من رواد السوق من الأسر النازحة، وأهالي، وسكان المدينة فبدأ المواطن مختار حديثه لنا قائلاً إن الحال أصبح عسير عليه فلم يعد يستطع براتبه الذي لا يتجاوز 60 ألف ريال يمني ، تلبية احتياجات عائلته البسيطة حيث كان باستطاعتي قبل هذه الحرب اللعينة التي أخذت كل شيء دون رحمة، أن ألبّي حاجتي، وحاجة عائلتي لكن الآن أصبح الوضع مؤسف، ومؤلم لنا العيد على الأبواب ولم أستطع أن أقضي مطالب أولادي، واحتياجاتهم الطبيعية.

وأكد مختار أنه ومنذ الارتفاع الفاحش في الأسعار، لم يعد بمقدوره شراء أضحية العيد، مكتفيا عوضا عن ذلك بشراء دجاج من الثلاجة.

مشيرا بإنّ العيد بات يوما عاديا مثله مثل بقية أيام السنة، فقد غيّبت الأحداث الحالية هيبته التي كان يزورنا بها كل عام للأسف استطاعت هذه الأوضاع أن تُغيب فرحته بداخلنا ويضيف: إن هذه الحالة التي باتت تعيشها مئات الأسر في الضالع، وقعطبة لن تنتهي إلا بانتهاء هذه الأزمة.

 

  • أسعار جنونية وجشع التجار

شهد سوق قعطبة، أحد أكبر الأسواق لبيع المواشي في المحافظة، ارتفاعا قياسيا في أسعار الأضاحي، قبيل ايام من عيد الأضحى المبارك ما أدى إلى عزوف المواطنين عن شرائها.

وعلى غير العادة كان السوق شبه فارغا من المواطنين، مملوءا بالباعة المنتشرين والاثوار والغنم المتكدسة بين أسوار الحظائر، غالبيتها تم استيرادها بالعملة القديمة، والصعبة مثلما أكد لنا تجار المواشي في السوق.

وقال مواطنون التقينا بهم إنّ أسعار الأضاحي هذا العام شهدت ارتفاعاً كبيراً حيث تتراوح إلى أكثر من 250 ألف ريال يمني بالنسبة المواشي المحلية متوسطة الحجم، بينما المواشي المستوردة قد تبلغ سعرا لا يقل عن 180 ألف ريال.

حيث عبّر أحد المواطنين لنا وهو يعتزم مغادرة السوق، عن استيائه من الارتفاع الجنوني لأسعار الأضاحي، الذي لم تعرفه مدينة قعطبة في السابق حد قوله حتى العام الماضي لم تكن الأسعار بمثل هذا الجنون .

المواطن محمد بدوره تحدث معنا وقد بدت علامات الذهول على محياه، الأسعار نار، وسعر الثور تتراوح بين مليوني ألف ريال إلى مليون وخمس مئة ألف بلاضافة لجشع تجار المواشي واستغلال هذه المناسبة للتكسب وأخذ أرباح مضاعفة سببة غياب الرقابة عليهم.

 

  • قطع الطريق وانهيار سعر صرف العملة الوطنية

تاجر الماشية محمد يؤكد لنا أن أسعار الأضاحي مرتفعة بالفعل، ويعزوا ذلك لعدم قدرة أصحاب المواشي من القرى الريفية في أطراف المديرية، وكذلك تجار المواشي في محافظة إب وذمار، وغيرها من الوصول للسوق في المدينة لقطع الطرق الرابطة، والواصلة الي المدينة في مناطق الفاخر وأطراف مريس، وكذلك المسافة التي تقطعها الحافلات وتجار المواشي من أجل الوصول إلى سوق المواشي بمحافظة الضالع، ومدينة قعطبة، بالإضافة إلى عدم التعامل بالعملة الجديدة في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية، وارتفاع أسعار صرف الدولار والذي يقول إنه تسبب في ارتفاع أسعار المواشي، والأثوار، التي يتم استيرادها من الخارج

  • أضحية العيد لمن استطاع اليها سبيلا

وتسببت الأوضاع المادية الصعبة لمئات الأسر النازحة في قعطبة وكذلك الأسر الفقيرة من سكان وأهالي المدينة وعدم قدرة كثير من المواطنين على شراء أضحية العيد على اتجاههم نحو الدجاج لإدخال ولو بعض السرور إلى نفوس أطفالهم.

وأصبحت الأضحية في قعطبة لهذا العيد فقط لمن استطاع إليه سبيلا فيما شعار الغالبية العظمى العيد عيد العافية.

 

  • مناشدات مستمرة للمنظمات الدولية

رغم الندائات، و المناشدات المستمرة التي تطلقها السلطة المحلية ،والوحدة التنفيذية لإدارة شؤون النازحين إلى أنها لم تجد أذان صاغية، ولم تلقى الاستجابة الكاملة من قبل المنظمات الدولية، والاغاثية الأمر الذي جعل المئات من الأسر عاجزة عن شراء أضحية العيد وأصبحت تكافح، وتواجه خطر الموت، والمجاعة حيث أطلق المئات من نازحي، وسكات المدينة مناشدات للمنظمات الإغاثية، ومركز الملك سلمان، والهلال الأحمر الإماراتي بتقديم أضاحي العيد لهم لرسم، ولو قليل من الفرحة لأطفالهم، وأسرهم حتى في مناسبة العيد.