الصحفي أكرم كارم.. اعتقاله في التواهي يثير عاصفة من الانتقادات وتدخل لملس يُنهي الأزمة (تقرير)
تقرير – عين عدن خاص:
جاء اعتقال الصحفي الشاب أكرم كارم الذي تم الإفراج عنه مؤخرًا ليُثير عاصفة من الانتقاد والهجوم، خاصة أن الأمر ارتكب في مناطق سيطرة المجلس الانتقالي الجنوب، فاعتقال الصحفين والتنكيل بهم والتعدى عليهم معروف في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي الانقلابية التي جعلت الصحافة اليمنية تعيش أسوأ فتراتها منذ انقلابها على الشرعية في عام 2014، حتى بات على الصحافي توقع أسوأ الاحتمالات التي من الممكن أن تواجهه من قتل واعتقال واعتداء أو نفي في مخيمات النزوح أو بلدان الشتات في أحسن الأحوال، أما مناطق سيطرة المجلس الانتقالي فلم تشهد أي واقعة اعتقال لصحفيين.
- اعتقال بدون أوامر من النيابة
قال الصحفي عبدالرحمن أنيس، إن سبب اعتقال أكرم كارم جاء بسبب انتقاده مأمور التواهي وجدي علوان عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك بدون أوامر قضائية وبدون أمر نيابة.
وأشار الصحفي عبدالرحمن أنيس إلى أن مأمور التواهي ذكر أن سبب اعتقال أكرم كارم هو نشره معلومات مضللة في صفحة اسمها "التواهي الآن" وآنه اعترف بانه مصدرها بعد التحقيق ، حيث علق أنيس على مبررات المأمور في اعتقال الصحفي أكرم كارم بالقول: "يا عمو لو ستين مضللة، في نيابة للصحافة والمطبوعات، وفي أجهزة قضائية، لازم تفهم انك (حيا الله مأمور)، صلاحياتك في الاعتقال مقيدة بأوامر من النيابة".
وتسائل عبدالرحمن أنيس، موجهًا سؤاله لمأمور التواهي: "من سمح لك بالتحقيق معه بدون إذن قضائي؟، واختتم حديثه بالقول: "اعقل يا وجدي علوان، جهاز الشرطة مش لعبة بيدك".
- تدخل مُحافظ عدن
وأوضح عبدالرحمن أنيس، أنه أبلغ قضية أكرم كارم إلى الأستاذ أحمد حامد لملس مُحافظ عدن ووعد بالتدخل الفوري، مُعبرًا عن ثقته في مُحافظ عدن، ومُتمنيًا أن لا يلتف مأمور التواهي على توجيهات المحافظ او يحاول المماطلة، كما تمنى أن يفهم مامور التواهي وغيره من المأمورين أن منصبه لخدمة الناس وأن ذاته ليس مقدسا وأن أداءه ليس محصنا من النقد الإعلامي، وقد ذكر الصحفي عبدالرحمن أنيس أن قرار الإفراج عن أكرم كارم جاء بتوجيه شخصي من المُحافظ أحمد حامد لملس بعد يومين من اعتقاله.
- وثائق فساد تُدين مأمور التواهي
من جانبه قال الناشط وضابط الطيران السابق سالم سعيد، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، إنه تم الإفراج عن الصحفي أكرم كارم بعد يومين من اختطافه بوشاية مدير عام مديرية التواهي وجدي علوان الشعبي، مشيرًا إلى أن كارم اختطف لانتقاده مدير مديرية التواهي وكشفه وثائق فساد تدينه"، على حد قوله.
- تعليق مُنظمة سام على الاعتقال
قالت نافذة الحقوق الرقمية التابعة لمنظمة سام لرصد الانتهاكات الرقمية ضد النشطاء والفاعلين على شبكة الإنترنت، إن شرطة التواهي بمحافظة عدن اعتقلت الصحفي أكرم كارم، على خلفية انتقاده - في منشور على فيسبوك - مأمور المديرية وجدي علوان الشعبي.
- زنزانة تفتقر للتهوية
على جانب آخر، قال المركز الأمريكي للعدالة، إن الصحفي "أكرم كارم" قبع خلال فترة اعتقاله في "زنزانة تفتقر للتهوية أو التكييف برغم أن المدينة تعيش صيفًا شديد الحرارة داخل مقر شرطة التواهي بعدن على خلفية توجيه انتقاداته لمأمور شرطة التواهي على مواقع التواصل الاجتماعي".
- نشطاء ينتقدون اعتقال أكرم كارم
تحدث نُشطاء على مواقع التواصل عن أنه دائمًا ما يتم توجيه الاتهامات لميليشيا الحوثي في طريقة تعاملها مع الصحفيين والإعلاميين واعتقالهم والتنكيل بهم، لأن هذه الميليشيا ترى أنها جنس يختلف عن أجناس البشر، فلا يسمحوا لأحد بانتقادهم أو التشكيك في سياساتهم لأنهم يعتبرون أنفسهم "ظل الله في الأرض" لذلك أطلقوا على أنفسهم اسم أنصار الله مثلهم مثل أقرانهم في جنوب لبنان حزب الله، فهُم جميعًا وكلاء لإيران التي تعتبر مرشدها "أية الله"، فهل من المعقول أن يتم انتقاد "أية الله"، هكذا يروا ويعتقدوا.
لكن الغريب في الأمر، انتقال سياسة عدم تقبل الانتقاد إلى أحد المسؤولين في مناطق سيطرة الانتقالي، والتي لم تشهد مناطقه أي واقعة اعتداء أو اعتقال أو تعسف بالصحفيين أيًا كان انتمائهم، وهو ما ظهر في اعتقال الصحفي الشاب أكرم كارم ليومين قبل أن يتم الإفراج عنه ليس لسبب إلا انتقاده مدير مديرية التواهي وجدي علوان عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك.