أخبار وتقارير

مسام.. بذور السلام في أرض الألغام (تقرير)


       

في مواجهة جائحة الألغام التي زرعتها الميليشيا الانقلابية في الأراضي اليمنية، والتي تهدد حياة الملايين من المدنيين وتعرقل عملية الإغاثة والإعمار، يقف مشروع مسام كدرع واقٍ للشعب اليمني، وكشاعل للأمل في غد أفضل.

 

مشروع مسام هو مشروع إنساني سعودي يهدف إلى تطهير الأراضي اليمنية من الألغام والذخائر غير المنفجرة والعبوات الناسفة، التي تشكل خطرًا دائمًا على سلامة وأمن المواطنين، وتحول دون استغلال الموارد الطبيعية والزراعية والسياحية للبلاد.

 

منذ انطلاقه في يونيو 2018، حقق مشروع مسام إنجازات باهرة في نزع أكثر من 400 ألف لغم وذخيرة غير منفجرة من مختلف المحافظات اليمنية، بفضل جهود فرقه المؤهلة والمدربة على أحدث التقنيات والمعدات في مجال نزع الألغام، وبتوجيه وإشراف من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.

 

ولا يقتصر دور مشروع مسام على نزع الألغام فحسب، بل يشمل أيضًا إتلافها بطرق آمنة، وتوعية المجتمعات المحلية بمخاطر الألغام وكيفية التصدي لها، وتقديم الدعم الطبي والنفسي لضحايا الألغام، وإعادة تأهيلهم وتوفير فرص عمل لهم.

 

كما يسهم مشروع مسام في إعادة الحياة إلى طبيعتها في المناطق التي تم تطهيرها من الألغام، حيث يستطيع المزارعون زراعة أراضيهم، والصيادون صيد أسماكهم، والأطفال لعب ألعابهم، دون خوف أو قلق من انفجار لغم أو عبوة ناسفة.

 

ولأن الميليشيا الحوثية لا تزال تزرع الألغام بشكل عشوائي وممنهج في مختلف المناطق، فإن مشروع مسام يواصل عمله بشجاعة وإصرار، ويوسع نطاق تغطيته ليشمل 11 محافظة يمنية، ويستهدف تطهير 40 مليون متر مربع من الأراضي اليمنية خلال العام الجاري.

 

مشروع مسام هو مشروع يحمل رسالة إنسانية سامية، ويعبر عن التزام المملكة العربية السعودية بدعم الشعب اليمني في محنته، والوقوف إلى جانبه في استعادة أمنه واستقراره وسيادته. أكد البعض أحقيته في جائزة نوبل للسلام، إنه مشروع يضيء شموع الأمل في ظلام الحرب، ويزرع بذور السلام في أرض الألغام.