أخبار وتقارير

ماذا بعد اعتراف وزير الثقافة بانتهاء الوحدة؟ (تقرير)


       

 

الوحدة بين اليمن والجنوب هي حلم قديم للشعبين الشقيقين، الذين عاشوا تحت نظام واحد منذ عام 1990 حتى اندلاع الحرب في عام 2014. 

 

منذ ذلك الحين، وبسبب انتهاكات الحوثي، وتردي الأوضاع تفاقمت الانقسامات والصراعات بين الطرفين، مما أدى إلى تشكيل حكومة انتقالية.

 

ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه عملية السلام وإعادة الوحدة، بما في ذلك التدخلات الخارجية ودعم الحوثيين بالمال والسلاح من أجل مهاجمة البلاد.

 

مما أدى إلى زيادة المطالبات بالاستقلال من قبل بعض الجماعات الجنوبية. خاصة بعد أن تدهور حال الجنوب في ظل الوحدة مع الشمال. 

 

وفي سياق متصل، عبرت نخب سياسية شمالية عن يأسها من استمرار الوحدة، بعد ما سيطر الحوثي على معظم المحافظات الشمالية، ورأت أن حلم الوحدة مع الجنوب قد تم إجهاضه، وقتله، ولا يمكننا إعادة إحياءه من جديد. 

 

وزير الثقافة الأسبق خالد الرويشان وجه حديثه للمتمسكين بالوحدة الزائلة، وعبر عن قناعته برفض الجنوبيين الذل والانبطاح ومشاركة الشمال العبودية، وقال: ‏لا يوجد قيل حميري جنوبي مستعد ان يدفع الخمس لبني هاشم ولايوجد طفل جنوبي مستعد يقبل ركب المتوردين.

 

 وبالمقابل هناك زنابيل في الشمال من لديهم قناعه بدفع الخمس وتقبيل الركب. لذلك على أي أساس نطالب إخواننا الجنوبيين بالحفاظ على ‎الوحدة اليمنية هل لأجل مشاركتنا العبودية والذل والانبطاح.

 

فيما سكرتير الرئيس الراحل علي صالح أكد أن العبرة بحال الشمال من أجل استمرار الوحدة، وتعجب من التمسك بالنظر ومهاجمة الجنوبيين، وقال: ‏دعكم من الجنوب، اعتبروهم ماتشاؤون.. لن تغير نظرتنا لهم ولا نظرتهم لنا من الأمر شيء، حالنا شمالا هو الذي يغير.

 

وعلى نفس المنوال أكمل أن الحال في الشمال يسوء أكثر فأكثر، وحتى وإن شملوا الجنوب في حروبهم فالعبرة بالشمال، واختتم حديثه: حتى وأنتم تريدون الوحدة مع الجنوب فانتم تحتاجون الشمال ابتداء، يمكن لكم جر الجنوب الى معركتكم شمالا، أما معركتكم ضده فـ"حشف وسُوءُ كيلة".

 

وعلى ذلك فإن الوحدة بين اليمن والجنوب هي مسألة تاريخية وسياسية واجتماعية معقدة، تحتاج إلى حوار جاد وشامل بين كافة الأطراف المعنية، بعيدا عن التدخلات الخارجية والمصالح الضيقة.

 

إن الوحدة اليمنية لا يمكن أن تستمر على أساس القهر والظلم والاستبداد، واستغلال الجنوب، بل يجب أن تكون مبنية على المساواة والعدالة والديمقراطية، وأن تحقق مصالح الشعبين الشقيقين في التنمية والأمن والسلام.