أخبار وتقارير

البعث العربي يصدر بيانا حول حادث التدافع في صنعاء


       

وقفت قيادة قطر اليمن لحزب البعث العربي الإشتراكي القومي بحزن عميق وأسى بالغ وبقلوب تقطر دما وتعتصر ألما أمام الحادث المأساوي المروع الذي حدث في مدرسة معين في العاصمة صنعاء ليلة الثامنة والعشرين من شهر رمضان الفضيل الموافق الثامن عشر من نيسان 2023 م في جريمة تهتز لها السماء وتنشق لها الأرض وتقشعر لها الأبدان و يهتز لها ضمير الإنسانية راح ضحيتها المئات بين قتيل وجريح قادهم إليها الجوع والفقر مرغمين.

 

إننا نعرب عن تعازينا وصدق مواساتنا القلبية لأسر وأصدقاء الضحايا، مشاطريهم هذا الحزن الأليم وندعو الشفاء العاجل للمصابين.

 

لقد أتت هذه المأساة لتعكر فرحة اليمنيين بالعيد وفرحتهم بإطلاق مجموعة من الأسرى والمختطفين يتقدمهم القائد البطل محمود الصبيحي.

 

أياً كانت الأسباب والمبررات والتعليلات لا يمكن رؤية ما جرى في مدرسة معين بمعزل عن الفساد المستشري والممنهج وعن الوضع الاقتصادي المزري والفشل الإداري والسياسي الذي جلب ويجلب الويلات لشعبنا.

 

إننا نرى في هذا الحادث المأساوي، تأكيدا آخر ودليل واضح على سياسة التفقير والتجويع والإذلال والقتل والقمع والتشريد الممنهج وامتهان الكرامة الإنسانية للمواطن اليمني منذ أتت هذه العصابة للحكم عبر الانقلاب المشؤوم في21 سبتمبر 2014م والذي رفعت فيه شعار إسقاط الجرعة، والفساد، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني زورًا وبُهتانًا وتضليلا، فكانت أشد بغيا وأقل عقلا وأكثر تعطشا للدماء وأقل حكمة وحلما، وأكثر فسادا، أسقطت الدولة وانقلبت على الإجماع الوطني وهاجمت المدن الآمنة وحاصرتها واستخدمت السلاح ضد أبناء الشعب.

 

كما قامت مليشيات الحوثي بتفكيك البنى الاجتماعية والنفسية والثقافية، ومزقت النسيج الاجتماعي والعائلي للشعب ودمرت الاقتصاد وتفننت في خلق الذرائع للسطو والنهب على الممتلكات الخاصة، والسطو على الممتلكات العامة وتحويلها إلى مشاريع تجارية ربحية خاصة بالسلالة وفرضت جبايات متعددة أثقلت كاهل التجار والنشاط الخاص.

 

لقد مضت المليشيات في احتكار الأعمال التجارية معفاة الرسوم وحجز الحسابات الجارية للبنوك وإصدار مرسوم عدم التعامل بالفائدة وما يترتب عليه من تعطيل والإجهاز على أعمال المصارف وشركات التأمين ومن ثم توقيف عمليات الاستثمار والتشغيل على طريق إحلال جهاز مصرفي وشركات تأمين خاص بالسلالة.

 

كما تفننت في خلق الأزمات لرفع الأسعار في السوق السوداء التي تديرها وممارسة الاحتكار للسلع وخاصة الوقود والسلع الغذائية وإيقاف رواتب الموظفين ومصادرة الزكاة والأوقاف والمساعدات الإنسانية، ومزقت الوطن لأهداف رخيصة وخلقت بيئة تعزّز ذهنية التقسيم والتفكيك وأدخلت البلد تحت الفصل السابع.

 

أن وجود أعداد كبيره من المواطنين الشباب ضمن الضحايا، يشير إلى حالة الإفقار والتجويع الممنهج ضد شعبنا من خلال تجفيف منابع الدخل وإثقاله بالإتاوات والاستلاب الاقتصادي واستلاب الموارد والاستحواذ على الأموال والثروات من قبل السلطة المصحوب بالقمع والإرهاب لغرض زج الشباب في الجبهات ممن ضاق بهم الحال وتقطعت بهم السبل.

لقد مررت نفسها هذه العصابة الكمبرادورية عالقة الدم في تماديها من الصلف البهيمي الدنس في طرق استعبادها للبشر اليمنيين في مناطق سيطرتها وحرمانهم من ابسط مقومات الحياة وأوغلت هذه العصابة الإجرامية المارقة في دم اليمنيين وتجويعهم تحت شعار جدهم الكهنوتي (جوع كلبك يتبعك) في تحد سافر لكل القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية وحقوق الإنسان.

 

إن طريقة تعامل جماعة الحوثي مع هذه الحادثة وغيرها والتي تنصلت منها الجماعة تماما برغم مسؤوليتها الواضحة عنها والتي تسعى من خلالها لمنع الزكاة وتحويلها إلى حسابات خاصة بها كما تؤكد استهتارها المطلق بحق الحياة والسلامة الجسدية وهي المتهمة على الدوام بارتكاب جرائم متعددة ومتنوعة.

 

لقد أيقظت مضاجعنا هذه العصابة ليل نهار بشعارات زائفة جميلة الشكل ، خاوية المعنى حول الكرامة والسيادة والعدوان وشعار «الموت لأمريكا» و «الموت لإسرائيل» ونحن نعرف وغيرنا يعرف من صنع المليشيات السلالية وكيف تم إدخالهم صنعاء وتسليم مؤسسات الدولة والجيش للمليشيات الحوثية وكيف يتم تزويدهم بالسلاح، والعتاد، والتجهيزات كالصواريخ البالستية والطيران المسير، وغيرها من الأسلحة الإستراتيجية وإنقاذها حال التفاف حبل المشنقة حول رقبتها.

 

كما تم إنقاذها باتفاقية ستوكهولم ولم يكن المشهد في لقاء صنعاء الأخير إلا ليكشف اليسير من المستور فعن أي سيادة وكرامة وعدوان يتحدثون.

 

إننا وفي إطار ما ذكرناه نوجه رسالة لكل النفعيين، والوصوليين، والانتهازيين ممن يسمونهم (زنابيل) أن ييقظوا ضمائرهم ويراجعوا مواقفهم ويبتعدون عن أنانيتهم ﻭﻳﺼﺤﺤﻮﺍ ﻣﺴﺎﺭﻫﻢ بالعودة إلى جادة الصواب والانحياز لشعبهم وأمتهم والزهد عن منصب زائل أو عطا معجون بالذل والعار والاتعاظ والاعتبار بأمثالهم ممن سبقوهم، ممن هللوا وكبروا للمليشيات واستخدمتهم الميليشيات كوكلاء لها وكيف كانت عاقبتهم.

 

إننا في حزب البعث نحمل المليشيات والأمم المتحدة كامل المسؤولية عما حل بالوطن كما نحمل الشرعية المسؤولية الأخلاقية والوطنية المترتبة عليها تجاه الشعب ونحملها مسؤولية الإرباك الحاصل والعجز في إيجاد نموذج يُحتذى به في المناطق المحررة من الناحيتين الأمنية والتنموية كما نطالب بالأتي:

 

- إجراء محاكمة نزيهة وشفافة مستقلة لمجزرة التجويع العنصري.

 

- إنصاف شعبنا وتطبيق مبادئ العدالة الانتقالية.

 

- إيجاد آلية تتوافق والعصر في تحصيل الزكاة وتوزيعها تحت إشراف مؤسسة يقودها قضاة ومختصين مستقلين مشهود باستقلاليتهم ونزاهتهم.

 

- نحذر من إجراء أي تسوية تبقي السلاح بيد هذه الجماعة للتحكم بقوت ومقدرات شعبنا.

 

- نحذر من تسوية تسلم رقاب الشعب إلى هذه الفئة المجرمة عبر تمكينها من التحكم في المرتبات والإيرادات العامة.

 

- إننا ندين كل أعمال القتل والاعتقال خارج إطار القانون والقضاء وليس أخرها الجريمة المروعة باغتيال خطيب صلاة العيد في بيحان عبدالله الباني يوم العيد في محاولة لخلق فتنة بين الأهل في شبوة.

 

الرحمة والغفران في علين لشهداء الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر، والرحمة والغفران للشهداء الأكرم منا جميعا الذين فاضت أرواحهم الزكية دفاعا عن الوطن ضد العصابات الصفوية والشفاء للجرحى.